/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

نزهة قصيرة مع رجل أخرس بقلم محسن سليمان الإمارات العربية المتحدة

نزهه قصيرة مع رجل أخرس
ـــــــــــــــــــــــ بقلم محسن سليمان  الإمارات العربية المتحدة

اتوارى في هدوء..
قبل ان تنهرني امي..
أحاول أن أملأ ناظري منك..
في الركن الذي أنت فيه..للمرة العاشرة او الحادية عشرة اقترب..اثبّت اليك الخطوات..احلم بك تنتشلني من ذروة العشرين الى عالم اجهلة ولا اكرة الخوض فيه..أي الرجال انت..ماسر وقوفك الشاخص في كل ركن والى جميع الاتجاهات..يتفقون على انك رجل اخرس..عقيم..عديم الفائدة..بلا روح..وانا احبك اخرس عقيم عديم الفائده..بلا روح..ولااحب الرجال الاحياء الذين اصابوني باالشقاء..لقد مللت الرجال ذوي الاشناب المفتوله وعقول فارغه..حتى التقيتك وامتطيت بك جميع الرجال..اولهم خدعني والاخر أهان كرامتي وتركني فريسه في مهب الرجال..لم اجدك كذلك اطلاقا, كنتَ جامدا..هامدا تنظر الى مالانهاية..وقورا وعلى شفا ابتسامه..تنظر اليك الاعين من جميع الاتجاهات تتلمسك الايادي ويغريهم قالبك المتقن وتعجب بملابسك النساء والانسات..
رايتك اول مرة في مدخل المتجر وكادت رعشتي ان تنسيني نفسي..بعد سنين تهز كياني وتشدني اليك..من يومها وقلت هو ذا الرجل المنتظر..اتحدى بك الرجال المائلين الى التعنت..اقدمك اليهم بتسعة اوجه هنا..وواحد امتلكته وتركته مبعثرا في سريري.
شكلك افضل الرجال واكثرهم جلدا..أول مره في حياتي ارى ناسكا متعبدا لايبرح ملكوته ولا يمل النظر الى البعيد..يديك وانت تضمهما ليستا سوى قبضتين من حرير وربطة عنقك سيف يعجبني غمده..لا حاجة لي في هذا الركن سواك..انتهز فرصة إغلاق  الأنوار..امي تبحث عني بين الردهات..كنت بقربك في مشهد صامت الا من ضربات في صدري ورعشه بين أوصالي تبطئ من سيري إليك..شعوري بالاستحواذ عليك يتجلى الان وأنا أقف هنا على بعد خطوه من احتضانك..تاسرني بشموخك..ببديع صنعك وعظيم سحرك..اختي اكتشفت موقعي..لم تمهلني على ملامستك او حتى الشعور بانني اقف بقربك فهي كما تقول انك دمية دميمه تاسرك باترينه..تشدني من يدي في صمت..امي تنتحب مهروله..وتتمتم بقسمات على انها تعتزم ربطي داخل السرير..هه مسكينه امي لا تدري بانك ترقد في سريري بملامحك الحلوة وبشرتك الخالية من القسمات. 
رغم وجودك الواضح في حياتي الا انك لاتثير الشكوك..اتلاعب بك كما اشاء..انتزع ذراعك ثم اعيدها..الهوبشعرك  واثبت رقبتك بالمسامير..وادون على ظهرك العبارات..تنظر اليّ ببلاهه..اصفعك..لاتزال ابلها ودون كلام..اضمك الى صدري باعجاب..هكذا ارتضيتك دون صداق..اشحنك بمشاعري الحرّيفة وأقرّك بطرقة إصبع زوجا..لالا.. حبيبا..بل عشيقا والى الابد.
تقف في عدة اماكن ذات اللحظه,تختلف في الازياء والتصاوير..القاك اينما سرت..انظر الى قميصك الحريري ورقبتك المتحررة من الرباط..تجذب المارة بزيّك الرياضي وحذائك الأنيق..وتستلقي بملابس البحر..اقف معجبة متامله قوامك البديع الباعث في عقلي الدهشة من دقة صنعك ووسامتك..رجل لاتمل الوقوف او النظر الى الماره في صمت أزلي..
اتلهف اليك كل يوم.. واقع في جدال طويل مع اختي وانتصر عليها بان انتظاراتك هنا من اجلي.وابتساماتك لم تكن كذلك قبل ان تراني.
احررك من الرف الذي تقبع فيه..انفث عنك الغبار..احطم بك كل قيد وعرف..ترمقني بنظرات معسوله لم اعهدها في الرجال, اشدك من اطرافك..تسقط على صدري و ابثّ فيك الحياة..تشدني اليك بقوه وتنظر في عينيّ صامتا..اجل انت الرجل الذي اردت..هو انت..اهرب معك واليك حيث لايبقى في المتجر كائن سوانا..ادخل معك الى قالبك الكارتوني..تتقلب بنا الصفحات ونغوص في عالم الحكايات..استعيد بك كرامتي المسلوبه واطوف بك الرجال..انظر في وجهك الملائكي..تتاملني باهتمام..لاتهتم للالوان من حولنا ولاتغرك النساء..تاخذني من بين ذراعي الى رقصه خرساء..اذوب في داخلك ويأسرني تجويفك حيث لااستطيع الخلاص..
اختي تقتل فيك الحياه و تنتزعك من بين ذراعي..اعيدك الى مكانك في هدوء..نزهه لم تستمر كثيرا لكن احدثت الكثير!..اراك الان تبتسم..التفت حواليّ..اراك تشير اليّ من جميع الرفوف و الباترينات..اخرج من المتجر وانا احملك..التفت خلفي اراك تبتسم وتودعني..و في السرير تبتسم وتستقبلني..ارمي بجوارك رجلا جديدا واستعد لنزهه قصيره مع رجل اخرس.