قصيدة مصطفى للشاعرة نجاح حدة

ـــــــــــــــــــــــــــــ شعر: نجاح حدة
طيلة عشرين عام
لفني هاجس دافئ
ومشـــــــــــــــى
ذات صباح حزين
ناعس
أرمد العينين
منطو على نفسه
ترك قهوتي الصباحية
بلا نكهة
ولا درد شه
مضى
تاركا أوراقه
وبقايا روايته
مثلما يترك طفل
على حائط خربشه
هل كان يعرف الصباح
أنني أعددت وجبته الأثيرة
ونكتة وضحكة على العشاء
وأنني كنت سأقرأ
بريده عليه وما أرسله الأصدقاء
سليم .....
محمد .....إدريس
من وشوشه؟
كان من عادته أن
يأخد الحقيبة الصغيرة
مملؤة قمصانا وبدلة
و... و لكنه بلا تذكرة
بلا تأشيرة
بلا يدي مشى
فهل سيعود مصطفى إلي
في الربيع طائرا
إلى سقوفي معششا؟
هل سيعود لنا في الصيف
وقد أهدتنا أزرارها الذهبية مشمشه؟
هل سيعود لنا في الخريف
وقد مشطنا شعر زيتونة معربشه؟
هل سيعود في الشتاء
والأشجار ترتاح من تعب
مقرورة منكمشه؟
هل سيعود حرا
وفي أي وقت
مثلما كان يسأل أطفالنا
أين أمكم؟
هل سيعود كعهده عني مفتشا؟
أم سأذهب إليه
ذات يوم
سأركب غيمة أو جناح فراشة
مزركشة
هو يعرف أنني دونه
بلا معنى كجملة غبية مشوشه
هو يعرف أنني دونه
كطفلة في ساح حرب
تنتظر رصاصا طائشا
...........................
طيلة عشرين عام
لفني هاجس دافئ
إسمه مصطفى
كان قاب قوسين من الزيتون
في لا شرقيته ولا غربيته
كان
وكان
يشبه دمعة في الصفاء
كان قاب قوسين من الشهداء
من وردة ديست في الفجر
ولم يطل عمرها للمساء
__________
طيلة عشرين عام لفني هاجس
إسمه مصطفى
كان هاجسي متعبا فغفى
كان قاب قوسين
من كل شيء جميل
كان
وكان
مستمعا جيدا للحمام
مضى تاركا لي خمس وصايا
لاهجات بإسمه
عند الدعاء في الصلاة والسلام
____
كان قاب قوسين من الرواية والشعر
من لوركا من
أجمل غريق في العالم
كان
وكان
ومضى مثقلا بالعناقيد والأحلام
____
طيلة عشرين عام
لفني هاجس
دافئ وغدا
ذات صباح حزين
منطوعلى نفسه
وبعينيه قذى
طيلة عشرين عام
كان لمصطفى مايكفي من فتنة
لأنام على كتفيه كأهل الكهف
سنينا عددا
كان لمصطفى
كان لمصطفى ما يكفي من قوة
ليقلبني ذات اليمين
وذات الشمال
فلا أضيعه
ولا يضيعني سدى
كان لمصطفى
ما يكفي من قوة إقناع
لأومن به
وأتبع ما أعتقدا
كان لمصطفى
ما يكفي من الخيال
ليقول اني وردته
و لاعطيه دور الندى
كان لمصطفى ما يكفي من حيلة
ليتسع
لجنوني مدى
ولمصطفى الآن ما يكفي
من الحضور
لأقتنع بغيابه جسدا
------------
كان لمصطفى
مايكفي من الغموض
لأكون مسحورة به
ويكون غابتي الماطره
كان لمصطفى
ما يكفي من الدفء
لأعرف مشاعر بؤبؤ وسط العين
وأحس بما تحس به نقطة
وسط الدائره
طيلة عشرين عام لفني هاجس
إسمه مصطفى
كان هاجسي متعبا فغفى
كان قاب قوسين من كل شيء جميل
كان
وكان
مستمعا جيدا للحمام
لكن لفه صمت وهـــــام
يقولون :مات
أقول صمت قليلا
كمثل زكريا ناذرا
لربه بعضا من الصيام
يقولون أفترش التراب
أقول زاهدا وزاد زهده
فأفترش التراب تحت دوحة ونام
فر من عالم يقتله ألف مرة
في نشرة الأخبار
في تقلب الأيام
فر من عالم
يقتله ألف مرة
في خرائط تمزق
بين الحروب والسلام
يقولون مات
أقول الأفكار لا تموت
لا يعجزها السقام
يقولون عرجت روحه إلى السماء
أقول نسر في العلى قد حام
يقولون قد رحل
أقول :غجري راحل على الدوام
أقول غجري
وحيثما يشاء
ينصب الخيام
أقول أقول
أفترض وأفترض
كأنثى نسر
تحرس صغارها من الحيات والهوام
أقول
أفترض وأفترض
أستمد من الله قوتي
من خالق الأنام
أحلق في الخيال
كعادتي على الدوام
أقول
أفترض وأفترض
لكنني كديدن البشر
تخور أحيانا قوتي وأنكسر
لأغدو طفلة
تمتص إصبع الإبهام
تخونني أحيانا قوتي
وأنكسر
لأغدو طفلة
يؤلمها تذكر الحليب والفطام.
نجاح حدة