هندسة الجمال وتصميم البراءة في طانيس للطيب لسلوس بقلم الناقد حمام محمد زهير

ة في "طانيس" للطيب لسلوس..
------------------------------الناقد حمام محمد زهير(الجزائر)
جميل، أن تقرأ اللغة وأنت متيم بروعة الحرف الغارمة على سفوح إبداعنا، وتكون كالعهن أو الرصد ،في كل الحالات تظهر لك من عمقها مصطلحات جارفة سامغة ملهبة، متنورة..إلا أن تكون قديسة لأن في لغتنا أنفس الدرر، كما في النقد أجمل التقاطيع،وخاصة عندما يتشكل للقارئ "زوايا أخرى" غير المقدسي يتشكل معها عمق جديد، بلوع جيد ورائع، يحملك على "البوح بالجمالية"، و"الرفعة والنقاء"،
إني لأتألم وانأ أجانب في بعض القراءات "للواقع الكتابي"، أشياء مفبركة من أفكار الغير، ومفردات مستعارة بدون إذن سواء "شعرا وقصة أور وأية وحتى نقدا"، وبحس الناقد الذي لايعجب الأخر لعدم الفهم لذلك اليت أن لا أجانب إلا النص الذي "يدهسني جماله من الداخل "لامن الظاهر، وفي طانيس للشاعر المبدع" الطيب لسلوس.".المنشورة بهوامش الرائع عقيل عزوز..وجدت ما يقال من لدن متمرس وليس كل..ناقد يتمرس..لا ملتزما ولا مشاكسا، بغير روح.
طانيس.."مكان "تجتمع فيه" روعات الإبداع ومنطلقاته" ، عندما تتشكل "صور المتعة والإعجاب"، تزداد عرفية الكتابة وإبهارها، تلونا، فيأتي الإبداع شيئا أخرا، لايشبه ما تكتبه..أشباه (الشعور).التي تخرج رأسها كالسحالي..والسخالى في زمن يدفعها الدفء أو البحث عن نظرات عطف..فقدتها منذ أن سرقت أخر مرة..أقوال دريدا...لايملكون للمركزية الشعورية إلا الاسم ..وسأعود للحديث عنهم في طانيش ربما..وحتى لا ادع لهم شرف التمرغ على تربة طانيس..اكتفي وأعود..لأبدأ.
01- تشفير....وخروج الحركة البريئة
يركز "المبدع الطيب لسلوس" على "إيقونات متفرقة التشكيل"،وجميلة تنطلق من وصف للحركة القولية (كلام الجنة)، سقط في هاوية من اللغط، ،وذاك "ظاهرمألوف "غير منقوص في كثير من الطوانيس المستفيئة ظلال ندبات البحر، وحتى في الأماكن المقدسة من مهبط الأنبياء، وهذا من العادي إن يذكر..ولم ينته الأمر بجر الحيوان..وتفاحة ادم..تقتفي أثرا..في خيال الشاعر.المبدع تجتمع (الكل..بالنقيض..وبالنعم) جنة+حيوان+تفاح+قلب+عقل+وخيط، يخرج ثمر التفاح من "مرجعية التشفير" لأنه من ثمار الجنة،والعقل والقلب، من إيقونات الجنة..التي يتصورها العقل بصفته البشرية البسيطة...
كل هذا يحدث أثرا في" يوميات من طانيس "احدث مرغها " تصاميم هندسية" في نفسية الشاعرالمتأثرة وهنا يظهر لدينا "وازع التأثر الحقيقي"، ما نقرأ لحدالان هو من وجد "التأثر" الذي تكلم عنه فان تيجيم..في لوحة المقارن القائمة على "التأثير والتأثر"، وألان هاهو يقول(في طَانِيسْ..كَلاَمُ الجَنّةِ مَهْدورٌ حتّى الحَيَوانِ وتُفَاحُها كَي لا يَشْرُدَ قَلْبٌ إلى عَقْل..)
نعود ألان إلى "تشفير قمبان الخيط"..ربما يبسط او "باسط أكنته من الجنوب"..أو يكون مخلوقا يعصف النور بوجهه فيرتد من الجنوب ،لأنه يضنه على "صفة أهل الجنوب"
ومن جنوب طنجة، قد يتحور جنوب جنوبها..لم يكن في البداية واضحا، لانه قصد ذلك..حتى يجمع منبلجات الطبيعة البشرية والحيوانية وحركة العباد عند المنبلج دفعة واحدة.،لان للجنة نور، عند أهل الأرض "الحالمون بالقياس البشري.".(وَخْيطُ النّورِ جَنُوبِيٌّ،..)وقياسك لسريان خيط النور جاء جميلا وفي غاية الابداع (وكأنك تريد إن تقول هذا خيط النور هو...) وفعلا رسمت ذلك في الماقيل.( وَخَيْطُ النّور أُمٌّ تَجْلِس سَوْداءَ..) قد يكون ألان "الجنوب في السواد" ().من القائمات على المكان (يعني ظرفية مكانية ) لتلك الام الواقفة أو القاعدة لم توضح ياشقيق النور، إلا عندما..تصنع لها مكانا في قمة الروعة (قلب الحليب) صفاءا وبياضا إن قصدت بشرا فقد روعت الجمال، وان قصدت صورة جمالية فقد أنطقت الروعة...ولكن قد تتوقف الروعة في روعة أجمل منها كنظرات الجمال( (صورة تنسيك في صورة) عندما تعلم ان اللبوة، الفارة في حقيقتها من روعة الجمال، وصفا وخلقا تهيئ أبناءها للصيد، لا أخفيك أيها المبدع إني حضرتني "صورة سيناريو" لامرأة غربها الفقر وهي من ذوات احمال( خفيف وثقيل) في مظهرها كاللبوءة، تهيئ أطفالها لبدأ حركة الصيد والتوسل لعباد الله..وحتى انك قد تتخيل أما".جنوبية من "مالي" تنهض صباحا من محطة الحافلات بباتنة تهيئ أولادها (أشبالها)..للشروع في التسول...على طريقة الغنة المالية...(وسع الله أحوالهم )، قلت لم استطع ان انزع هذا المنطر المستقرأ من لوحتك الرائعة (....وَلَبؤة تَفْتِلُ أَشْبَالَها لِلصَيْد.).هوسك أيها المبدأ..يبدأ شتاءا وينتهي شتاءا..فقياسك للماضي دليل على حاضرك وفي شفرتك الجيولوجية نغمات تصنع الماضي..لتبدأ الحركة.....
2-- البداية....والنهاية...
يبدأ المبدع في" تقمص دور استراتيجي" في إنطاق الجنوبية المسافرة والمنطلقة من والى الساحل..لنرى مراحل سيرها (المرحلة الأولى :.السفر الطويل: فعلا بدأ السفر طويلا من خلال قياسه بالملفوظ التالي(..قَطَعْنَا الدَمَ والحَلِيبَ وَلَمْ نَلْتَفِتْ،..)ومن أقصى بلاد المور(نسبة إلى موريتانية القيصرية.) جنوب العرق الكبير كما في قوله (من بَرَارِي المُورِ إلى آخر اللُوتَسِ في الأرض الصفراء.) وما الأرض الصفراء إلا تلك الرمال المنبعثة والراكنة إلى وعد قريب جنوب العيون بمحاذاة صحراء الساورة..وواد غير إلى مشاتل الوأد.
المرحلة الثانية: العائلة والعائلة... ما يمثل التجمع الاحترازي في نظر المبدع هو منطوق العائلة (ذكور) سيتكلمون ويمارسون وضائق تمثيلية:
- يقدمون شروحات
o مشقة البداية
o بناء الجدار
o حكاية القرب من النار
o وصف الظل واندثار الوقت(الليل)
§ وصف خزانة الأب
§ السيف(العصا)
§ مكوث ساكن
§ سكنة العادية( لا خانة ولا كحل)
§ الجمع قليل
بهذا التدرج.نطق الذكور(أشبال القديسة ) تكلموا وفضحوا ووصفوا بيتهم وحركة أمهم وأبيهم.. ومن دواخل الخيمة تضطرم النار لتشهد حكاية أبنائها..(ْ.... الذكور هنا يَشْرَحُون كَعَادَتِهم مَشَقَّةَ البداية المُقْنِعِ بالمُكُوثِ في تَعْمِيمِ الكارثة على السواد حتّى تَقَعَ طفيفا طفيفا...حين بَنَوا جدارا لأبٍ طَعَنَ الوَقْتَ فَظَلَّ مَرْفُوعًا على عَمَدِ الخِيَامْ...َرِّبِ النَّارَ
رمْزا لقوس خِصْرِهَا..هل رأيْتَ إِذ ازْرَقَّ الظِّلُّ مُنْحَصِرَ النِيلِّيِّ في الضفّة، كل النحّاتين ظنّوه ظلاما. ..لكنه المكْرُ الأوّل في خِزَانة الأب وسَيْفُهُ يَعْصُرُ الحمّى على القديسة وبناتها. لم يكن اللُوتَس يُسافر ..ولا النّون مُشْتَعلةً حتّى النُقْطَة في جبين بُوذِيّْ.وكُنّا نَعُدُّ الوجودَ على الأصابع. )
3- العقدة والصرخة والبهرج الشافي في طانيس..
كل ذلك ينبع في الشعور على امتداد الذات ومن غورها لم يكن ذلك الخيط إلا ذلك المتمرد الذي تضر بازدراء إلى تناصي الخوف، متخوفا من لاتأتي الطيور على ندبات الزرع ولم يعد للزغزغة مكان، فحتما ماوراء الشتاء ربيع فالخريف كان أيها الطيب مضى قبل إن يحدث التوهج لفترات عينيك وأنت تتبع نور الجنوب المنعكس في أوار الزرقة التي صارت مسكنا دائما لك كمسكن الجني في مفترق الشفة..وفي قلبك الواسع..ذبابة وليست أي ذبابة...
فهانت تقول وقولك..سر كامن فيك..(وأنْتَ..أنت العِرْبِيدْ...قلْبُك خَمَّارةٌ تَمِيدُ، وَرَأْسُكَ حَقَلٌ يَنْتَظِرُ الطُيُورْ، وَأَسْبَابُ الخريف، ...والجنِّيُّ الأزرَق أَنْتَ... في قَلْبِكَ ذُبَابَة خَلّ، )
شعرك جميل ودمجك للفتيل أروع..ولكن حبذا لو قمت بمحاكاة طانيس داخليا كما يسعدني إني غصت معك في تراتيل من حنايا طنجة التي أحب روعتها عند انسياب الشتاء..