/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

ملتقى المسرح العربي بالشارقة ينطلق في أفق التسامح محمد الظاهر الإمارات العربية المتحدة

 “ملتقى المسرح العربي بالشارقة ينطلق في أفق التسامح”
الكاتب والصحفي  محمد الظاهر-الأمارات العربية المتحدة-إمارة الشارقة
انطلقت فعاليات ملتقى الشارقة للمسرح العربي في دورته الحادية عشرة في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم  الأحد 26-1-2014في قصر الثقافة بالشارقة بحضور سعادة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والأستاذ إسماعيل عبد الله أمين عام الهيئة العربية للمسرح والأستاذ أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة وكوكبة من المسرحيين والنقاد  والمهتمين وضيوف الملتقى و17 مشاركاً من الإمارات و الوطن العربي،  حيث قدمت الملتقى الأستاذة عائشة العاجل رئيس قسم الإعلام بالدائرة واستهلت ب:  يطيب لنا  أن نرحب بكم بإسم الشارقة، فأهلاً وسهلاً بكم في ربوعها، وأنتم تتوشحون بهاء بألق المسرح، وفي ملتقانا هذا حول التسامح ستحلق بالضرورة أفكاركم نحو لحمة حقيقية، ونحو فضاءات أرحب للتقارب والتقاء الأفكار، التسامح سمة الكرماء، وصفة التعامل السامي المراد به مرور الأفكار والصيغ الإبداعية للفعل الإنساني بحرية، وبدون تأويلات مقيدة أو مشوهة،  التسامح كفيل بأن ينقل مسرحنا العربي  بأفكار المبدعين، وحرفية الممثلين وبراعة المخرجين إلى ألق يشبة التطلع فينا والطموح المراد به سوية المسرح والارتقاء ، ثم ألقى سعادة عبد الله العويس كلمته وجاء فيها : يشرفني أن أنقل لكم في مستهل هذا اللقاء تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد. 
وأضاف العويس : انطلاقاً من توجيهات سموه  وبدعمه اللامحدود  تتابع دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة اهتمامها بتعزيز مكانة المسرح في المجتمع، وتتقدم من سنة إلى أخرى نحو المزيد من الفعاليات التي من شأنها أن تحفز المشتغلين بهذا الفن  وتتيح لهم كل الامكانيات ليقدموا ابداعاتهم ورؤاهم واقتراحاتهم لتنمية وتطوير مجتمعاتنا والارتقاء بها. وتتكامل هذه العناية بالمسرح مع العمل المتصل في مجالات الفنون والتراث والآثار والنشر، هذا الملتقى المسرحي الذي جمع أطيافاً من الفنانين والمفكرين والمهتمين بالمسرح خلال السنوات الماضية يمثّل صيغة من صيغ عديدة تعتمدها الشارقة في تحقيق الفعل الثقافي وتأكيد حضوره وتأثيره، وذلك استناداً إلى المنظور الفكري الثاقب لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي واسترشاداً برسائل وكتابات سموه وترجمةً لدعوته الى متابعة العمل في هذا المجال الخصب ووضع الاستراتيجيات والخطط وقراءة المؤشرات والاستفادة من كل ذلك لاستشراف المستقبل والمساهمة في صياغة صوره الجديدة وتصوراته المبدعة. وتأتي هذه الدورة من ملتقانا ضمن البرنامج الحافل والمتنوع الذي أعدته الدائرة للاحتفال بالشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014م. 
واختتم  العويس: ومن هنا، ارتأت إدارة المسرح أن تخصصه للحوار حول الدور الذي لعبه ـ ويمكن أن يلعبه على المدى الطويل ـ  مسرحنا العربي في تعزيز وإشاعة ثقافة التسامح والاحترام وتقبل الاخر وسواها من القيم العليا المستمدة من روح الإسلام والمستلهمة من تقاليدنا وأعرافنا العربية وكلنا أمل في أن تسهم أوراقكم وحواراتكم على مدار يومي هذا الملتقى في إضاءة وتعميق الجوانب المختلفة للموضوع.
تلى ذلك كلمة ضيوف الملتقى حيث قدمها نيابة عنهم الأستاذ محمود نسيم من جمهورية مصر العربية وجاء فيها : أنه من بين الضرورات المتعددة لإقامة المؤتمرات والملتقيات الثقافية ومن بين أهدافها المختلفة تكمن في اجتماعنا المشترك ، حيث نتبادل الأفكار والتصورات في حوار يبدو وكأنه تراسل فكري ولكنه يحمل معنى أكثر كثافة وامتداداً وعمقاً ، حيث يمثل تجسيداً للتجربة الحياتية وتجلياً للخبرة الحيّة كما أن الهدف الأساسي ليس النتائج الأخيرة للملتقى وإنما هو أن نتوحد جميعاً للوصول إلى صياغة أفضل للعمل المشترك وأعمق للأيام المقبلة، وأضاف نسيم تأتي هذه الدورة تأكيداً لتلك الدلالات وترسيخاً لها ، فعنوان الدورة ومحاورها عن المسرح والتسامح ليس بشكل مجرد وإنما في سياق القيم والتحولات الإجتماعية وفي هذا إدارك أولي للعلاقة بين المسرح والتسامح ولطبيعتهما فالمسرح فن التعدد والإختلاف وتلاقي أو تحاور أو تصارع للإرادات والمصائر، وكذلك فإن التسامح سمة أخلاقية وسلوكية تشير إلى تقبل المختلف وقبول المتنوع وهو كذلك قيمة معرفية تعني إدراك الذات والآخرين والسياقات الإجتماعية المتغيرة. 
واختتم كلمته بعبارات الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي  عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي الحركة المسرحية والناهض بها في الوطن العربي بشكل عام. 
هذا وقد بدأت جلسات اليوم الأول حيث أدار الأستاذ مرعي الحليان الجلسة الأولى التي قدمت فيها د. نورة لغزاري من المغرب ورقة بعنوان المسرح سبيل إلى التمايز والتناسج والعالمية". 
فيما قدمت الأستاذة مايسة زكي من مصر ورقة بعنوان أبو الفنون ، القيم والتغيرات الإجتماعية : قراءة في التجربة المصرية ، تلى ذلك الجلسة الثانية وأدارها الأستاذ مرعي الحليان حول المسرح والتسامح حلقة نقاشية شارك فيها :مرعي الحليان،  عبد الله الكفري، علي العبدان، حاتم حافظ، محمود نسيم . 
 تجدر الإشارة أن يوم غد الأثنين يصادف الجلسة الثانية من الملتقى بعنوان المسرح والتسامح قراءة في تجارب عربية معاصرة في الفترة الصباحية بقصر الثقافة ويشارك  فيها كل من: السعيد بو طاجين – سعيد كريمي – فيصل سعد- معز مرابط – قحطان زغير – لخضر المنصوري – بسمة فرشيشي – سامح الجمعان،  وتختتم فعاليات الملتقى بمعهد الشارقة للفنون المسرحية منطقة قلب الشارقة بعرض مسرحي (تخريف ثنائي ) تألف يوجين يونسكو إخراج نور غانم في تمام الساعة  السابعة والربع مساءً.