مكامن الأنثى وصفات الأنوثة في تجليات الشاعرة مي غول بقلم الناقد حمام محمد زهير
بقلم :حمام محمد زهير*
لاروعة في "عبق الجمال" نشتهيه،وهو الذي قدس الجمال، وآيات السلوى والمرح والترف ، منذ مدة أترقب أن يأذن صوت داخلي، لكي أسامر أنثى من وزن شاعرة خلوقة، كالشاعرة الكبيرة "حمرا لعين خيرة" ، فاحدث أليا مناسبة غريبة الأطوار حدثت لي مع "جلف من كتاب الرواية الناقلين والسارقين،" وأنا أغوص في لم ماسرق ..
حتى مرت "أمامي" قصيدة أنثى للشاعرة "مي غول"، فتوقفت اللحظة عن ثورة جامحة من اللعن كادت إن تؤدي بي لولا، تداعيات ماقالته "مي"،سدد الله خطاها.
أدركت أن "الصفح جميل" ، لان الشاعرة" مي "مسحت تلك "الربقة وأزالت عتمة، كانت لتستطير ولكنها المقادير..
وكما أصرح دائما "فانا" قارئ لما "أحسه" وانظر إليه بنظرة خاصة ،توافق ما أعي واعرف و أؤمن، ولا أوظف أي شيء أخر ماعدا" نظرتي الجمالية" ولوكأن الأمر مع من لا "أحبهم لعنصريتهم" وتنططهم بالمعرفة، والرسوخ في الشعر أو القصة والرواية وهم "كثر" ومع ذلك{ فدرأِ السيئة بالحسنة أفضل منها)
قسمت هذه القراءة إلى مستويات منهجية لاقتفي اثر الحبكة والدقة الشاعرية لهذه البتول:
أولا: مستوى الإقرار بالمركزية الأنثوية:
تحس "الشاعرة" وتعين لنا وقت كتباتها الإبداعية التي تخرج من مخبر الذات ،صادقة بدون أي عقدة ، وهذا ما يوضح "جانب" مهم في الشاعرة( وهو الصدق الكافي) وتلك أول ميزة فيها ،فقد ذكرت في البيت الأول وهي تتمتم حد الصراحة مع " كاتم صوت "تتصايح معه في إثبات أنوثتها، وقد يكون صوتها الداخلي لازال يتبهرج من تقاسيم جمال الأنثى، حين" تنزوي" لترى بأم عينيها ما يأكله النهار والليل بالتتالي وهي جاثمة تعرض جهاتها " للتآكل "دون اعتراض وتقرر في دوامتها ومن الداخل أن تصرح بوقت الشفق، بعد طول سهر وترقب لبدأ محاكاة في قمة الروعة لما خلفه الهوى على الحسام والتصوير التي تجاهلها الناس، وصارت "تيمية الأشياء "في مقاييسهم لا ترى بالعين بل من القفا ، أنها ورديات الاستعارة المسعورة، التي غيبت الأبهة وارتقت بالبشاعة حتى أصبح القبح "وصفة من وصفات الجمال"، تتوزع "مي" بين ثلاث محطات تروي فيها "قصها "
- الأولى محطة الزمن.
- الثانية محطة القص
- الثالثة مكان القص.
وهذا يخطرنا بموهبتها الرائعة في الكتابة القصصية،
01- الإقرار ألزماني بالحيطة والترقب:
يشكل "مفعول الزمن" عند القاصة "مي" مثار ترقب وحيطة وحذر، فهو يغافل الجمال ويهوي بترهات النسيان لنحاول رصد ماقلته فيه (أعد الهدايـــــا و أزهو بها و أحصي سنييّ بأقصــــى قلق..مضى ربع قرن و لي شمعة بها كم أداري زمانا ســـــرق).
يشكل له "الزمن مثار العقدة" ولو مضي "ربع القرن "لما تكلمت ربما في ما جعلها تعترف بأنثوية خارقة، قلما يجدها "إنسان العصر" من تشاكلت عليه" القيم" بين المركزيتين الأنثوية والذكورية ، إن فاتحة الدخول في الزمن اخترت لها" السن المتأخرة ، وعندما نذكر قياسا " التأخير" في الزمن أو الوقت ،فإننا نحدد زمن الكتابة الى وقت الشفق ، ومضي خمسة عشرة سنة من العمر، كل هذا يعني التأخر المستميت الذي تحاول كل أنثى إن لاتقتفي أثره وتتمنى "إن يتوقف عقرب الزمن عند سن اليفاعة والشباب" والتكدس باللحم م والانعاج العطب ولي في رميصةحالية وارفة كعنب الهند في تماوجات الحر وسعداء الظل الفاتر على أدمة من مروج المنفلوطي.
02- الإقرار ألزماني بالحك والقص:
تتواضع "الشاعرة الجميلة "مستعملة دندنة "الصبي"، هائمة بين ترانيم العود وغصة الرمق، وتلك لحظات سريالية ناصبه حالمة، تؤدي بالنفس البشرية إلى التوهان بين التواءات المعارج الخيالية،حيث تكون فيها الكلمة إلى صيانة التصور والتمدد في التخيل، وبين هذا التصور الأخاذ تعود إلى مجاله البارع وهو الأخذ بالقص والحكي إلى مثالب الحقيقة .تصف في منهج وصفي ..
*- حقيقتها كأنثى :
أنثى تحسن الطبخ وعجن الخبز وإعداد المرق وطهيه ولعثمته (أنا بعد أنثى و لي مطــبخ بت أصنع الخبز حتى المرق)وتحاكي جارتها على سيناريو أفلام العائلة والدشرة والحومة ايام السبعينيات، دون أن تخفي ما لديها كأنثى من أدوات التجميل في خدرها وهذا مايدل أن "مي" لم تعد تتستر على (المرود، والكحل وهذا التقاين جعلها من شاعرة تحكم الإيقونات ببساطة لتؤكد استعمال ملفوظاته الحقيقية كنوع من البوح / "كم انت رائعة" عندما تستعملين أدوات التقاين حتى ننظر إلى بهرجة الأنوثة من قياس أدوات المساحيق، وكأن الأجدر إن تعطينا دسائس الجمال الطبيعي،( التي تخرج من غمط الموهبة الحقيقية التي لا تنقصك ابدأ )، لكن هذا لايعني أنها لم تصيب بل من ناحية "قراءتي" فهي أوعظت لنا بأسلوب لمدرسة نقدية ظهرت قديما تتناول "الدلالة من اجل المعنى" ،فهي بذكرها لموجودات الداخل في خدرها إنما أوصلت "معنى" عميقا بقولها كأي أنثى لديها وسائط للفرجة، والتزين، واستعمال العطر، ولبس أحسن الثياب(و أنا بعد أنثى و في غرفتي قصاصات فن لفـــــــلم سبق...و لي أحمر للشفــاه و لي عطور و كحل اسمــــيه حق...و لي ثوب نوم ولي معطف و لي مثل كـــل الإناث عبق...
*- في أعين الناس:
ودائما في نسقية المعنى "أجدني" غير متكلف أن انظر من داخل ما تريد إن تقوله أنها لم تعد طفلة ، بل أصبحت تعي تفسير ما يقوله الرجل الناظر إليها بعين التلصص والجرم، وبداخلها ميزان تصفية معنوي لما تقصده العبارات الطائشة من ترقب "للإسقاط غير البرئ ، وهنا الكاتبة صنفت عقلها في ناحية التفكير بأنها تدر"، والدراية هنا عربون تجربة اخذ به أصحاب التشاكل في بداية دفاعهم عن البنيوية التكوينية .
لا تخفي القاصة في إبداعها ولا في صراحتها ما قد يعرقل سردها ذلك لأنها ،كانت صريحة باتجاه ما يفكر القابع أمامها اوالمار على طيفها حين يبرقها بنظرات، مختلطة قد تكون للحب أو الإعجاب أو(أنا بعد أنثى وأدري الهـوى و يعدو فؤادي إلى من عشق..يقولون يا حلوتـــي لي أنا و يلهون بي لــهو طفل لبـق)
و رغم أن الشبه والمشبه "مبصرتان " لا ترتاح المرأة لهما فتكذبها الشاعرة ولاتصدق "المتنططين "ببهرج الأسئلة (فاعصي المرايا لقد نافقت و هم لا فمن قال أحلى صدق.. أنا بعد أنثى و لي مولـــــد أسميه عـــــــيدا لجمع زعق)،تحتفل بعيدها وتتمنى أن لاياتي أخر حتى يذكرها بهربة العمر (أعد الهدايـــــا و أزهو بتا و أحصي سنييّ بأقصــــى قلق...مضى ربع قرن و لي شمعة بتا كم أداري زمانا ســـــرق..)، تترقب العريس وتصف قدومه ومخافة العين والتطير (أنا بعد أنثى و لو جاءنــــي عريس بحرف يتيم نطــــــق، ستدري بنات بحيي بت و أخفيه عنهن لو في نفــــق..)، وما تشتهي: في الأخير إلا رجل يستر سقفها ..(و كم أشتهي شاربا مظلمــا و أرجوه رفقا بت إن حلــــق).
لقد فجرت إبداعها بطريقة ذكية وجميلة بعيدة عن البهرجة ، والتصنع والتكلف، وما أثار إعجابي في أسلوبها التواضع الكامن بين سطورها وهي تتحدث عن المرأة، دون أن تتبنى لسانا ناطقا ، فهي تنسب الأشياء لنفسها، حتى ترسم شخصيتها بكل افتخار، فعلا "الأخت مي.".قلم أعجبني تركيزه للمعاني قبل المفردات فهي تختار ما يثير الأخر ويدعوه للإعجاب بأسلوبها الجميل، رغما عنه....
ـــــــــــــــــــــــــ
* ناقد من الجزائر