أفلاطون ودور الموسيقى بقلم دزيري نجمة

أفلاطون وفن الموسيقي
يعد أفلاطون أشهر فيلسوف غربي اهتماما بالموسيقى , حيث كانت له آراء حول الجمال الموسيقي , بحيث أن التفكير الفلسفي للحضارة الغربية في الموسيقى إنما يرجع جذوره إلى كتابات أفلاطون من خلال محاوراته الجمهورية والقوانين , لكن هل كان موقفه من الموسيقى جمالي أم مجرد نتاج لذهن نظري ؟
اعتبر أفلاطون الموسيقى أرفع الفنون وأرقاها لأنها تؤثر تأثيرا مباشرا في النفس الباطنية , يتجاوز تأثيرها الفنون الأخرى , ووسيلة لتحقيق التطهير الروحي وتحرير النفس من ارتباطها بالجسد بما ينعكس إيجابا على أعضاء الجسم وأجهزته
أكد أفلاطون في فلسفته الجمالية أن غاية الموسيقى لديه هي حب الجمال , وأن الموسيقى الحقيقية هي تلك التي يجب أن تنتهي إلى محبة الجميل وذلك لأنها فن يساعد على ترقية العقل والاتساق واتزان النفس , والموسيقى كما يراها أفلاطون لا تصدر إلا من نفس خيرة وجميلة . فالجمال المطلق يصل بالفرد إلى خدمة المجتمع المثالي الذي كان ينادي به أفلاطون في جمهوريته والذي من خلال الموسيقى ينمو لديه حب الجمال والحق والخير يقول في هذا الشأن " إن الإيقاع واللحن يستقران في أعماق النفس ويتأصلان فيها فيبثان فيها الجمال فيجعلان الإنسان حل الشمائل إذا حسمت ثقافته وإلا كان الحال بالعكس ومن حسن ثقافته الموسيقية فله نظر ثاقب في تبين هفوات الفن وفساد الطبيعة فيفندها ويمقتها مقتا شديدا ويهوى الموضوعات الجميلة ويفتح لها أبواب قلبه فيتغذى بها فينشأ شريفا صالحا ".
حاول أفلاطون أن يربط بين فن الموسيقى وبعض مجالات الحياة اليومية للإنسان الأثيني , فمثلا نجده يربطها بعلم الأخلاق وجعل منها وسيلة من وسائل دعم الفضيلة والأخلاق , حيث اعتبر البدن تابعا للروح , والروح أقوى تأثيرا على البدن فالأساس هو إخضاع الحس للعقل لأن الموسيقى بحسب رأيه تعبيرا مباشرا عن عالم الحس , كما ربط أفلاطون الموسيقى بمجال التربية والتعليم أيضا حيث نجده يشدد على تعلمها كمادة دراسية منذ الأطوار الأولى للتعليم حتى تساعد الأطفال على النضوج فكريا , كما تساعدهم على تهذيب أخلاقهم لأن الطفل الذي يستمع إلى المقامات الموسيقية المناسبة تنمو شخصيته وتجعله مستقرا في انفعالاته , هذا وقد جعل أفلاطون الموسيقى في خدمة السياسة والحياة العسكرية ورأى في ذلك إعلاء للنفس وإحياء للفضيلة فاستبعد منها ما يستثير غرائز وميول الشباب . ويمكن إجمال موقف أفلاطون من الموسيقى ودورها في بناء الدولة فيما يلي :
- تهذيبها والنهوض بمستوى الأداء فيها حتى تؤثر على الحياة السياسية في الدولة
- ضرورة إخضاعها للسياسة المطلة للدولة
- تنقية إيقاعها بصورة كاملة بحيث تخدم في النهاية الأمر سياسة وأخلاق الدولة
- استبعاد بعض أنواعها لما تتسم به من طابع الكآبة واللذة
- التركيز على الموسيقى الحماسية
إذن يمكن القول في الأخير بأن آراء أفلاطون في الموسيقى لم تكن وليدة موقف جمالي أصيل بقدر ما كانت نتاجا لذهن نظري يحدد مجموعة من الغايات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لمدينة فاضلة , ويعمل على تسخير كل شيء في سبيل تحقيق هذه الغايات .
تعجبني مقالاتك التي ترتكز على الفن مع تمتزج مع الكلمة الحرف الادبي في لوحة سريالية جميلة قد لا يعتم بها الكثير لكنها بنكهة مميزة دائما ..بارك الله فيك / لجين عز الدين
تعجبني مقالاتك التي ترتكز على الفن الذي يمتزج مع الكلمة و الحرف الادبي في لوحة سريالية جميلة قد لا يهتم بها الكثير لكنها بنكهة مميزة دائما ..بارك الله فيك / لجين عز الدين