/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

الشاعرة المغربية فاطمة معروفي في لقاء مع مجلة هوامش الثقافية حاورها الشاعر عزوز عقيل

 عنما تشدوالعصافير كي ترتوي بالغناء يأتي الشعر هاطلا من  جهة الغرب تحمله زخات الحنين والفرح الطفولي  ليشدو على قمم عالية من الشوق والانبهار  هكذا هي لحضات الحب والجمال والمتعة وأنت تتصافح مع حروف وكلمات الشاعرة المغربية فاطمة المعروفي هذا الاسم الطالع في سماء الابداع العربي كا لنخلة  الضاربة بجذورها في قلب المحبة والصدق اسم مغربي كبير يزاوج بين القصيدة الفصيحة وبين الزجل فكانت متعة النص ومتعة القراءة  ، وهي توقع مجموعتها الشعرية اليوم في المغرب لتحتفي مع قرائها لتقول لهم بمحبة وصدق ها أنا كالبياض أجيئكم أحمل بين كفي زهور المحبة والاشتياق دون أن أطيل إليكم الشاعرة الرقيقة فاطمة المعروفي في هذا الحوار الشيق 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  حاورها الشاعر عزو عقيل
س1: كيف تعرف الشاعرة فاطمة معروفي نفسها للقارئ الجزائري خصوصا والقارئ العربي عموما ؟
فاطمة معروفي نبض صارخ بعمق الوجد يحمل بطياتة نورا منبثق من جوهر الروح ؛ تأملا وإحساسا ؛ ليترجم بحبر ؛ يكسر حواجز الذات الزائلة والإبحار بتأمل فكري ؛ إلى المدى اللامحدود . وجدت نفسي رهينة مداد يفيض ويتدفق بإحساس فطري ؛ يغوص في أعماق الوجدان ؛ بروح صافية محبة للخير وقريبة من معاناة الغير . 

أرفع ستار الحروف بوحا
 لتكتحل سطوري عبقا 
في جوف الكلمات ....... 
ورحيق العتمة عاكفا يلتف حولي 
كسحر يعانق الحكايات ........ 
واسكب مدادي الأحمر 
ليسقي أوراقي المتناثرة على ضفاف النهايات ..... 
واجعل بيت القصيد مسكنا
 احتمي به من تيه ينتفض
 من أوهام الذات .... 
عرفت الإحساس بسلطنة الحرف في سن مبكرة. سن الرابعة عشر .فكانت البداية التي نسجت أبيات قصيدتي المعنونة (بأنين الليل) وقصيدة زجلية بعنوان (نكتم )نشرتا بجريدة "الشهد "والحمد لله لقيتا إعجاب العديد من القراء ومن هنا دق جرس المشوار لاهيم بين حروف الزجل والفصيح ولازال حرفي يسدل مداده باعتباره حاكما يحكم وجدانيتي بتضاريسه ورياحه العاتية لكل زمان ومكان ببراءة الطفولة الطاهرة ونبض الحرف الذي يدمع القلم 
السؤال الثاني : ماذا تمثل القصيدة للشاعرة وهل استطاعت فاطمة أن تجد لها مكانا في الساحة الأدبية العربية؟ 

حين اسبح في خلجان الذات الذي اعتبره معبرة وصول الى بر الامان بعيدا عن حلم زائل وذلك بالإبحار في الأفق اللامحدود فلا اجد نفسي رهين قفص الذات الزائلة وانما اصلها روح مخلد لها الخلد والبقاء هذه هي فكرتي وتفكري في ابداع وحكمة الخالق العظيم لذا تجدني دائماً في عزلة وخلوة لأبحر بذاتي نحو عوالم التفكر والاحاءات التي تلهمني بالكتابة فمعظم مواضيعي التي أتطرق لها غير ذاتية بل بالعكس عميقة تبحر بالقارئ الى بلور الوجد والصفاء النفسي الذي يبعث عن استقرار النفس والاطمئنان للوصول الى بر الأمان التي بنوره تكتمل السعادة أحاول ان شاء الله تعالى الى إيصال موهبتي الابداعية الى ابعد مدى لتصل الى القارئ الكريم ويبحر في حرفي الذي اختاره بكل دقة وإحساس راقي ليترك في النفوس أثرا إيجابيا لذا تجدني اختار مواضيع قريبة من واقعنا المعاش فهي اعتبرها رسالة محتواها جيش اسطر وملكها حرف وخادمها مدادا مازال يسقي أوراق الزمان . فالنقش على أوتار الصفحات يتطلب الروية والتاني في اختيار الكلم كجمان منثور بصيغة سجعية لترك بصمات في روض الادب تتناقلها العصور وجميع الأقطار قصيدة من ديوان (نقطة تحول) 
نقطة تحول .......تأخذني ......
ترفعني......... أو تسقطني أرضا .......
 تجلبني إلى الحزن إلى الهلاك 
تجلبني إلى الثوب الابيض
 إلى علو المقام ....
لا أدري إلى أي نقطة سأتجه؟! 
نقطة البداية أم نقطة النهاية ؟ 
دوامة تجرفني........ تسحرني ......... 
تدور بي ..........في أعمق الهواجس

 تتسلطن..... تمد جدورها بنبضي 
تسلب حلمي تمتص دمي
 تحرق جوانحي البيضاء
 فيسقط الجناح رمادا بجانبي 
لا أقوى على الحراك . 
لأرتدي وشاحي البلوري
 و أكمل مراسيم الوجد 
على نغمات القانون 
أراقص حلمي العلوي 
برقصات أبجديات حور 
عين على أوتار ماء من معين
 وأنهار الروح تجري مخلد 
يكسوها لحن الخفاء والتجلي 
ويظل مدادي.... 
ينزف سطوره السوداء 
عله يسعفني .........
 ويضمد ما خلفه الدهر . 
وأكيد شبكة الانتريت ساعدت على الانشارالسريع للعديد من الأعمال الابداعية على الصعيد الوطني والعربي وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اكثر من السابق فكلما كان العمل راقيا باختيار المواضيع التي تشد الانتباه ؛ وتخاطب الروح ؛ لتصل إلى الوجدان بكل صدق. لذا أكتب بعض الحالات التي أعيشها فعلا وأغلب القصائد سواء كانت باللغة العربية أو اللغة المغربية العامية تجسد حالات أترجم إحساسها إن كانت فرحا أو حزنا ليتسلطن الحرف بالتعبير عما يخالجني من مشاعر. فالعمل جيدا يفرض وجوده ليصل بعمق الى القارئ الكريم المهم هو اختيار الموضوع الهادف والقريب من الواقع بإحساس عالي والاعتماد على الحس والموهبة التي تفرض تميزه لتصل الى المتلقي بذوق عالي والحمد الله صدى دواويني الشعرية التي تحتوي على قصائد من الفصيح والزجل حصدت إعجاب العديد من القراء فكان الإقبال والطلب كثيراً لله الحمد على نسخ الدواوين التي تم توزيعه داخل المملكة المغربية بمكتبة الالفية وخارجا عن طريق دار الثقافة بدولة قطر وكذلك عن طريق مكتبة الثقافة بمملكة البحرين.

 السؤال الثالث : كيف تعامل معك النقد وهل مازلنا بحاجة إلى نقد جاد كما يرى الكثير من الأدباء على مستوى العالم العربي ؟ 

اكيد النقد البناء له اثر إيجابي في بلورت اسلوب الكاتب او الشاعر وتقديم الأحسن للقارئ الكريم الذي ينتظر الاعمال الراقية من نبع صادق وهادف وقريب من خوالج الذات ويبقى النقد صور تحليلية لنظرة النقاد وكل ناقد وأسلوبه في تحرير مضامين النصوص سواءا بالإيجابي أو السلبي ومن هذا المنطلق اشكر الناقد الاستاذ الكبير محمد الخريف والأستاذ والناقد القدير محمد القيشوري على النقد البناء الذي نسج بساط مخضر كوهج الربيع الاخضر الذي سيستمر بالعطاء المدرار بالحقل الأدبي ان شاء الله تعالى قصيدة زجلية من ديوان (أنين الليل ) لحافي في لعرا لخيمة بلا وتاد كيف لمرا بلا ولاد تغلغل القلب ودما بدماملوا والسهو سهاني خطفني وعراني في لعراحافي والهم خافي والصوم جاري والملكة ملكات بدني وانا وانت في الروح والقلب ينوح واللسان ما يبوح العين جفاها النوم الدمع سايل...... وانا والنجوم والليل رفقا ولحافي في العرا منفي ونسد حرفي والجاي كثر........ من للي غادي

السؤال الرابع ؟ ماهي الأسباب في رأيك التي جعلت
النقد يتطور في المغرب ويحتل الريادة على مستوى العالم العربي بينما بقيت الرواية والشعر والقصة في تفاوت بينها وبين بقية الدول العربية ؟

تبقى حداثة التجارب الإبداعية التي تنمو وتتطور بسرعة، الاكتفاء بالتجارب الغنية التي تتغير مع تغير الازمنة في ضوء هذه الرؤية التي تستحدث بؤرة الكتابة الحديثة التي تواكب المسار النقدي الحديث ايضا مع تطور مضامين الموضيع التي يتطرق لها الكاتب ونظرته العميقة التي من خلالها يسعى الناقد الى استنباط الصور التي تنبض في مواطن الحرف ونعترف ان العمل النقدي الحالي يستشف المواضيع الجادة التي تسعى الى السمو الكلمة مما جعل النقد المغربي او العربي بصفة عامة في تطور مع تطور الانتاج الابداعي الأدبي فالعمل الهادف يفرض هيمنته على صور النقد البناء في جميع المجلات 

السؤال الخامس :القصيدة النثرية في المغرب بدأت تعرف رواجا كبيرا مما تركها تحتل الريادة في نظر الكثير من المبدعين المغاربة والعرب هل هي نهظة لمقاومة ما هو كلاسيكي أم هناك اسباب أخرى ياترى ؟

 اعتقد مع التطور والحداثة اصبحت طريقة الكتابة تخوض تجارب عدة تواكب عصرنة التغير في المجال الأدبي واصبحت القصيدة النثرية ملكة تتربع على عرش البوح اعتبرها قصيدة سهلة من خلالها يمكن العبور الى صرح من العوالم التي تبحر بالخوالج الذات وتفتح عوالم رحلة تعانق أساطير الحكايات مع احترام الحروف الاخرى التي تكتب بصيغتها وأساليبها الممنهجة في بحور القصيد .........

 السؤال السادس :ما دور الشعر في ظل تكنولوجيا حديثة رهيبة هل نحن فعلا ما زلنا في زمن يكتب فيه الشعر والقصة والرواية في ظل غياب قارئ محتمل ؟

 كما ذكرت سابقا يبقى الإبداع الفكري يفرض وجوده فكلما كان النتاج راقي يلامس الإحساس ويفرز تفاعل حي مع شريحة المجتمعات التي تنتظر الاعمال الجادة التي تروي الظمأ وتهدف الى الإشعاع الفكري وإيصال رسالة سامية كنور منبثق من فتيل الروح الذي تضفي على انهار النفوس التواقة الى تغيرات نحو بلور الصفاء والسعادة الدائمة .

السؤال السابع :ماذا أضافت فاطمة للإبداع وماذا أضاف لك ؟ 

لازال القلم يسبح في بحر الحروف ولازالت الحروف تعبر بي نحو القصيد نحو البحث عن الذات فلإبداع لايحجم انه رحلة طويلة نحو البحث والتفكر ونسعى وراءه ولكشف حجاب الإيحاءات التي اعتبرها نقط العبور نحو الوصول الى النور وبر الأمان وسلام النفس وهذا هو الشيء المفقود الذي ابحث عنه من وراء سيدي الإبداع .....

 السؤال الثامن : ما هي أهم منجزاتك وما هي أهم مشاريعك المستقبلية ؟

ديواني الثاني نقطة تحول بعد ديوان انين الليل الذي لقي اعجاب الحمد لله العديد من القراء على الصعيد الوطني والعربي واسعى دائماً الى تلبية ذوق القارئ الكريم بمواضيع قريبة تلامس إحساسه العالي وفكره الراقي فقد اعتمدت بديواني نقطة تحول على أفكار جديدة بصيغة سهلة منثورة بدرر من الكلم الذي يعلو ويسمو بالأحاسيس الرفيفة والتفكر بإبحار نحو معالم الذات الزائلة ومواضيع تعالج قضايا لصالح الفرد والمجتمع وتم الحمد الله توزيعه في بعض الدول العربية عن طريق دار الثقافة القطرية للنشر والتوزيع وبالبحرين بمكتبة الثقافة قصائد من ديوان نقطة تحول بالفصيح وتحتوي على (١٥)خمسة عشر بمواضيع مختلفة وعناوينها كالتالي: نقطة تحول -اعلنت الرثاء –يا صبر-أغزل ندف الروح سحابة -سكرات العشق علمتني -فجوة فراغ -خبث الضمير غاليتي -ولع وتاب -عهد الأوفياء -غدر وتضليل اقترب مني للسكن إليك -دثرني-نعشي لوحدي قصائد زجلية مختلفة المواضيع وهي عشر (١٠) وعناوينها كالتالي : لفلس عمى لبصاير -قرطاس لكلام -رصدك بالكمية لحظ ديمة راشي -وحش لغرام -الروح مبلية احلام مهدومة -طمع الدنيا محوز الذيب وختمها مسك الجنان قصيدة لجميع الأمهات والذي تم مؤخراً توقيعه بالمسرح الوطني محمد الخامس والذي شهد حضور نخبة من الوجوه المعروفة على الساحة الفنية والأدبية طموحاتي لخدمة الأدب مستمرة إن شاء الله وأتمنى كسب رضى القارئ الكريم بكل ما هو راقي لخدمة الفرد والمجتمع بمواضيع وحاليا اعتكف لاستكمال ديواني الثالث الذي سيكون ان شاء الله مفاجأة كبيرة للقارئ الكريم 
السؤال التاسع : هل زارت فاطمة الجزائر وهل تتمنينا زيارتها ؟ 

اتمنى زيارة التراب العربي في رحاب سماء حرف الذي يوحد مجتمعاتنا النهوض بمنبر الادب في شتى المجالات واتمنى ان يكون الحرف حلم يجمع الشعوب ويكسر الحدود فهو نور يحملنا أروحنا نحو السلام والمحبة الصادقة.

السؤال العاشر : أترك لك الكلمة الأخيرة فماذا تقول فاطمة لمعجبيها وقرائها في الجزائر خصوصا وفي العالم العربي عموما .

كلما ينبض حرفي في جوف ذاتي فسوف أعناق سحر الحروف وأمتطي عوالم النور نحو السعادة الدائمة وفي خيام الجنون اكتسي مذاهب هب من خوالج الخفاء ابسط بها عوالم الخطى في ثوب السماء والبس غطاء الرحيل في جوف التنهيدات فارحل بصرختي ......هناك محبتي تفيض في رحاب خلجات حروفنا كحفيف يخفق بالفواد يخطف عبق مسكنه بوح عتيد يغزو مكامن الدهر المتلحف ببساط يكسوه لحن الخفاء والتجلي نسعى ان تكون قريحة مواكب الحروف شموعا مضيئة في كنف سماءكم منقوشة بزخات الرذاذ الدافئ الذي ينزل على القلوب بنسيمات خفيفة . . نحن منكم وإليكم نستمد منكم عطاءا زخما ونستمر بتشيجعاتكم الدائمة لنا دام لكم البهاء أعزائي الكرام تحية الصفاء حين تلامس فتيل وميض بلور الروح حين تكشف حجاب البوح لنستظل بدليات وارفة الظل تدفئ مساكن الذات وتسبح بنا نحو عوالم البقاء لنستشف مواطن السكينة واشكر الاستاذ القدير عزوز عقيل على هذا الحوار الاكثر من رائع مع تمنياتي لكم بمزيد من العطاءات المثمرة في فضاء الادب تحياتي