/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

تفعيلات التمرد وعربدة الأنساق في قصيدة كان عندي للشاعرة السورية ميساء العباس دراسة للدكتور حمام محمد زهير

   تفعيلات التمرد وعربدة الأنساق في قصيدة (كان عندي) للشاعرة السورية ميساء العباس....
دراسة.د حمام محمد زهير(ناقد من الجزائر)
 كان ..عندي (روعة الدماثة ،لاتجد لها "الأنثى وصف"، وهي تعيش زخم الانفعال، يكتسيها أو يتغشاها حتى لاتعد تميز بين "الظنون والركون "على أجنحة صاد أصحابها من "نوق النعمان " الحمر السوارف، من تفطن لسؤددها دون شك هالك ، هكذا قيل في "زمن متهالك،" نعيش متعة الكلمة التي أربكت نفسها في "فلسفة سقراطية " رغم أنه كان لايحب المرأة ولكن "المرأة أحبته"  بتعقيده ألبوحي، المتكئ على "اللذة ".
   استطيع أن أقول عندما اقرأ "للمختلف" تدوير وتركيب "دورقي" لملفوظات الكلام ،لا اعرف لماذا  ينتابني  حضور  "دي سوسييير" بشرحه "للوحدات الصوتية"في اللغة ، ورغم أن "دقته العلمية" في  "الإشارة" إلى  (الغنة) ، إلا انني أجد ان الكلام "الجميل" قد لايفهم  لدي الكثير من الناس العاشقون "للحرف عشقا جنونيا"غالبا ما يظنه العاشقان لبعضهما البعض، يسبح بهما إلى مصف العلا ، وهما يدركان  في "جعبة الحقيقة" انه مجرد كلام"، أثناء تتبعي المستمر على "ألنت" ولاسيما "المواقع الأدبية" باحثا عن الحرف .
    كانت تمر،امامي  "كلمات الشاعرة "ميساء العباس" ، فلا أجد منضوخا  يحاكيني ، فأمر لحالي ،إلا هذه "المرة" أحسست وكأنها ترصدتني لتهمس في أذني ، قائلة ، أنا  "جهبزة" حرف فانظرما كتبت زرت طيفها" مرابطا "لعلي اخرج  من "دوخ حمر النعمان "فوجدت من قالت (كان عندي) ..تهيج «لدي مخطط التقسيم"، لأصنع من مدينتها مخططا للشغل، فوضعته بالصورة النرجسية التالية:
01 -المتخفي..من "الجندر"..وسرعة البوح:
هل كان من" الصوب "أن تقول انه كان عندها؟ لتجعلنا  نحكم مباشرة، بهزهزتها لترف "الكلمة"، انطلاقا من هذا السؤال  تحرش "المتخفي " واختفى  إما أنه  كان  أبكما  لايتكلم  ، رسمته " الشاعرة " وكأنها  ترسم  أخر من هيمنة المرأة في  العصور القديمة ، قال عالم الآثار ''دين صنو'' إن الآثار الموجودة على الجدران تثبت بشكل كبير ''هيمنة النساء'' على فن الرسم في العصر الحجري، فالشاعرة ميساء العباس استعملت  رسم " المتخفي بطريقة فيلمية" دون إن  تنطق حوارا  متجلجلا أو أنها  كانت  تأمرها  دون أن  يتلفظ .
 مارست إسكات المتلذذ ( خلع قميصه ، علق معطفه، ارتدى ) عمق اللقطة" فيلمية " ذات إثارة  ناهيك عن مايحدثه  الخلع المتوارث للسنة البشرية  ، فالشاعرة "هنا"عمقت  الإثارة  لتجعل  القارئ يستمر في  صياغة اللذة ، وهي  طريقة "تشبيك اللذة"في أفلام الرومانسية  (خلع قميصه القزحي..ارتدى أثاثي وعلق معطف الفصول...) كانت روحها مشجب جرى عليه التعليق، قبل قليل عندما زارها الكائن النحيف، زيارة المجاز، تفحم الروح قبل إن يستكمل البوح بقولها..
2- التشبيه المجازي لقع الحقيقة:
    كما ورد ،لازال المشهد ، يتحرك نحو الإثارة، وكأنها مشاهدة  لفيلم  تركي ، يترك "همس الرومانسية" إلى النقطة الموالية ، التي اختارتها، أن تكون هي "الإنسانة" التي تمور كمشجب  للتعليق ، وتبدأ في توزيع إيقوناتها في خيار لاشعوري  ينذرانه ربما ،ستكون هناك  "فصلية جديدة" (على مشجب الروح..سأفرّغ ذاكرتي من كل أشجارها ) تصر الشاعرة على "الاجتثاث من العمق " لشبكية الذكرى أو"تفاصيل اللحظة الحميميةالحية "في خلدها بكل التفاصيل،  استعمالها الشجرة " كمكونة  للذاكرة هواستحداث "تفاصيل مرمرية" ذات تشبيه  مجازي قد يوصلها لدى القلة إلى "تفكيك ما لايفكك" في مسائل التعليق على "مشجب" بارز كأنها مفاتن (بإربي) تستحوذ على الصغار وتدخن  مدافئ الكبار، تستدرج الشاعرة في "قمة لذكاء "أن حضورها كان مجازا وليس من واقع  الترف(أنا هنا بكل غيابي..كان عندي منذ قليل) يسكن المتخيل النابع فيها وكأنه من أحجية عبقر، وإلا ما وظفت الأحلام (دخّن أحلامي كثيرا)
3- فوضى الأشياء..وتراكيب اللذة...
     بعد أن سبب لها اختلالا في " موازين الاستقرار"، لان لا ئحة "مطالب الشاعرة" كانت على  "مشجب الروح"، فلم  تنبه لما ترك من فوضى ، منها " بطاقية لمناسبات "أخرى، و " شجرة" تعد بمثابة إكسير  بحجم  أول شجرةٍ ضخمةٍ  أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840ب.م. على عهد الملكة فيكتوريا،حيث كان "التغريد العطفي" يهلوس عطر المرأة قبل  وصفه وفي "حال السياق العام "ما تركه "المتخفي "هو فوضى ، أجندة، شجرة . طفل ، امرأة مقنعة) وهو سياق مفعل "لحركة السرور" والتفاعل ما يقابلها  كما ذكر غريماس  في إيحائية "التقابل المتضاد "(هو الوأد، اليتم، خروف العيد، وترك لي روزنامة الأعياد، المودة املرأةالمقنعة)
     ومن فرط "الجزع "تفقد الشاعرة كل خيط "امل "لان المختفي  ذهب  بعيدا ، لم يترك لها من خيوط الذكرى الا  هياكل مبعثرة تحاكي عفرتها ( لم يترك لي عيدا أنتسب إليه...) و"ما اجمل" من العيد اتصافا اذاكان الاحتفال (بالخلع) عيد على  "مشجب الروح " فان الشاعرة باعدت  بين أفراحها حين دق  بابها من عمق القلب، وهرب تاركا مرا  وعلقا ،من  خلال (وقّع بعنف على يديّ...وبصمات مزدوجة الآراء) قد يكون ذلك توقيعا  خارقا ، قد يبقى مدى الحياة ، لان التوقيع  في كل الحالات هو" مفتاح الملكية"، يكون حبه قد تشعشع  ك"البريق الرابي"على اكنات الصحراء وهي تستقبل  ضوء تشرين  توضح (وشم بها جسدي) كان  ذلك توقيعا قد لا ينسيها  مرارة  انبعاث" الروح من  منخره المتهالك وهو  يغادر، واكبر هروبا إلى الأمام  هو تعويض المطابقة  بين ( الأجسام والأجساد)   لأنها  دأب خيانة البشر الحالمة أحلامها على الدوام "من يهتكون صبرها في  جيد أنثى لا تؤمن " الا "بفرض الانتقام" فالشاعرة دوى عقلها ، ربتت غير بعيد  عن  "فيلق  انتقامي" من كل جسد وقع ، أن  يوقع ،بدله  ذكرى أخرى ، فتعويض الذكريات  صار علقما  باردا(فرّغت ذاكرتي واحتفلت بذاكرة أخرى) وان اتبعنا قولها فرغت  ذاكرتها فهذا، لايجعلنا نصدق عاطفتها لان الذكرى الأولى  وقعت  على العقل  والجسد ، إذا كان التعويض "مجازيا" ذلك يعد  بالإمكان الخاص  لكل" شيء"  يذوب في  حركة (شربت من كأسه مدمنة..) والى هنا تبقى تعطي لنا تبريرات متحركة لتعويض الذكرى، امرأة بكل انقياد تصبح الشاعرة  كالبريئة  يخالها  الطهر عندما  تقدم  "كالذبيحة" في  اغلى  مناسبة عقائدية ، تتذكر الله والحدود(مودة ..ترتدي المقنّعة)..
      تختلط من "كثرة البوح "أحوالها وهي لازالت تناظر وجوده المؤقت ،القابع بين لحظاتها بقولها (كان عندي..منذ قليل يتلاعب باللغة) يمتحن "معجميته" في "صقور الشعر والرقية" بتمائم واد عبقر  يبسطها "بلاغة" و"ريحانة" من عبق الشعر حتى تثمل حينها تعطي، لا تستبقي أمام القمر وهو  يضيء  مثلج  ارضها، ويتفرش صوف الخروف ،  لتغني  بأريج  الشعر  (يُسكر شفتي..فأعلن ..فأعلن ..فأعلن.حتى آخر بحر الضياع..وقّعني بعنف على الأريكة..ملأني.. بصمات.َ قبعاتي ، حمحمت كالحياد الرابضة لتستقبل  معركة بعد  طول رباط ، حتى  جاءها  اليقين  الذي  ينزع عن  الأنثى مذمة الانحصار والعيش في الضيق (وفرّ ليفاجئ غيري.. استباح مدني)، فلم تجد من «مقاضاة" روعها سوى إن تنثرماتبقى من "أنثى "على طريقها لعله ينحصر بين ظلم ظلمة الشعر وقرفصة الليل (فنبشتْ شعرها على طريقه 
وضيّعَ الثغر ذاكرة الأحرف ..) وانتبذت مع "فيلمها"(كان عندي..) كأنه الشبح (بلا رأس ..بلا أطراف ..بالهوية) وتعود  الشاعرة في الأخير إلى واقعها  بعدما أنهت  فصلا  من  سيرة  "كاميل ستيما" المرأة التي  عاشت حياة "البورنيشا" منذ بلوغها لتحمي الشاعرة أنوثة امرأة حالمة وتقول الشاعرة (ولوكأن رجلا لقتلته..فاعلة .فاعلة.فاعلة ..حتى ..
آآآخر ...بحر الضياع .) .
مارست الشاعرة كل ألوان الطقس الروحاني الذي يضرب الجسد من الداخل «محملة عناقيد صورتها من داخل معجم بلاغتها"..