/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

الشاعرة التونسية محبوبة خماسي في حديث لمجلة هوامش الثقافية

الشاعرة محبوبة خماسي في لقاء مع مجلة هوامش الثقافية

حاورها الشاعر عزوز عقيل

الشعر فاكهة الروح ودفؤها  يسافر بك بعيدا  لتتجلى لك معالم الجمال وإبداعاته ويرسم لك في ثنايا الروح عراجين المحبة  والدفء والإخلاص ، هو زاد القلب ليستقر في دنيا الأمل والألم وأثناء زيارتنا لتونس الشقيقة في إطار مهرجان الحرية التقينا بنخبة من الشعراء والشاعرات اللواتي  صنعن ثورة الخلد والمجد ومحبوبة خماسي إحداهن نبض شعري متدفق بأحاسيس متسامية في عالم الجمال والحب عفويتها قصيدة شعر  متحركة في سماء الإبداع ولقصائدها لغة أخرى  حبلى بأنواع الرقة والجمال دون إطالة هي اسم إبداعي متميز في كل شيء  إليكموها في هذا الحوار .

س1 كيف تقدم الشاعرة محبوبة خماسي نفسها للقارئ الجزائري ؟
1.انا المربية والشاعرة التونسية محبوبة خمّاسي ، أصيلة ولاية الكاف بالشمال الغربي للبلاد ، من مواليد 12 /03 /1961 بمعتمدية الدهماني .لي أختان وثلاثة اخوة .زاولت تعليمي الابتدائي والمرحلة الأولى من الثانوي بمسقط رأسي ثم أكملت دراستي بمعهد ترشيح المعلمات بالمرسى الضاحية الشمالية للعاصمة.
  تحصلت على البكالوريا ، ثم دخلت معترك الحياة المهنية بعد سنة من التربص، أدرس اللغة الفرنسية بالمدارس الابتدائية .
  أنا معلمة تطبيق أول فوق الرتبة ، نقابية ، ناشطة سياسية وشاعرة أكتب باللغتين العربية والفرنسية في الشعر العمودي والقصيدة النثرية والشعر الغنائي وقصائد الاطفال... متزوجة وأم لولد وبنتين . أسكن بمدينة المنستير الساحلية.
  أهوى المطالعة ، أميل الى السفروأمارس رياضة "المشي" .
س2 هل تعتبرين  ان المرحلة الجديدة التي يمر بها الشعر هي مرحلة تطور أم هي مرحلة القطيعة مع الماضي ؟

   2. لا أعتبر المرحلة الجديدة التي يمر بها الشعر" خاصة ما بعد الثورات العربية" مرحلة انتقالية ولا قطيعة مع الماضي .
   لماذا ؟
   لأن المرحلة شكل ومتن ، من حيث الشكل والمتن فان الشعر لا يستقيم دون بناء لغويّ حيث أنّ المسار اللغوي هو تقريبا هو ذاته وان تغيّر في بنيتها المعجمية اذن انسابت الفوضى في المفردة والتركيب ونشاز اللفظ فكان الشعر في شكله
باهتا في أغلبه وإن استثنينا بعض التجارب على نحو"محمود درويش، صلاح عبد   الصبور، فدوى طوقان ..." 
  أما على مستوى المضامين الشعرية فان الشعر يبقى مداره تقريبا حول الاغراض القديمة مثل الوطنيات والحماسيات والفخريات والهجاء والعشق...
          س3  هل التكنولوجيا الحديثة  ساهمت في تفعيل الحركة الأدبية أم العكس ؟

 3 .التكنولوجيا الحديثة ساهمت بشكل ما في تفعيل الحركة الأدبية في سرعة التواصل وانتشار النص بيسر ، هذا كسر للمسافات ، اطلاع الافراد على مختلف الكتابات وتبادل المعلومات دون عناء . في المقابل عمقت ركود الكتاب وعدم مسكه أو التوجه اليه أونسيانه تماما أمام قضاء الوقت في الإبحار على النات و"الفايس بوك" لذلك أنا أعتبرها "سلاحا ذو حدين" وجب الحذر منه .
س4  يقولون أننا في زمن الرواية وأن زمن الشعر قد ولى إلى أي حد تؤمنين بهذه الفكرة ؟
  4 . ليس صحيحا  القول ان زمن الشّعر ولّى ومضى لأننا في زمن الرّواية ، لكل منهما مكانته وفعالياته وعشاقه أيضا ... أما الرابط المشترك بينهما هو الإبداع والمبدع والمتلقي ، لذلك لا اقبل بالفكرة بل اصححها .
س5 كيف تعامل معك النقد وهل نحن فعلا بحاجة ماسة إلى نقاد يعرفون كيف يتعاملون مع النصوص لا مع الأسماء كما هو رائج الأن في اعتقاد الكثير ؟
  5. بالنسبة للنقد ، يسرّني لأنه يقيّمني ويقيم أعمال كل شاعر أو كاتب أو قاصّ وكل مبدع .لا يحبطني بالمرّة قول النّقّاد ، رايهم يهمني ، رايهم هو المرآة التي تضعك أمام نفسك وامام المتلقي ... بالنقد أتقدم وأغير كتاباتي الى الاحسن ...
  نحن كلنا بحاجة ماسّة للنقد لأنه بنّاء ، اذا تعامل النّاقد مع النّصّ طبعا ، لا مع الشخص كما يفعل البعض وهم قلّة لا يجب تعميمها .
س6الحراك الثوري السائد الأن في كثير من المناطق العربية إلى أي حد  ساهم في تفعيل الحراك الأدبي عموما والشعري خصوصا ؟
  6. بالنسبة للحراك الثوري السائد الآن في كثير من المناطق العربية ، ساهم الى حدّ ما في تفعيل الحراك الأدبي بفكّ أسره وتحريره من القمع عامة والشّعر بالأخص ، نأخذ على سبيل المثال "تونسنا الغالية" الهدف الوحيد الذي حققناه منذ اندلاع الثورة الى حدّ الآن هو "حرّيّة التعبير" بما في ذلك النصوص الادبية والشعرية . مقابل ما ذكرته ، ظهور طفرات أو كتابات لا ترقى لمستوى الأدب والشعر الى جانب السرقات الأدبية أو المتاجرة بالأدب وبالثقافة . هذه الظاهرة الغريبة لن تدوم طويلا ، حتما ستزول بزوال الظروف الراهنة .
          س7 في زمن اللامقروئية لما تكتبين وتحرقين ما تبقى من عمرك ؟
  7. في زمن اللامقروئية كما ذكرت، أنا أكتب لأدوّن ما يخالج صدري أو ما يؤرقني ، لأوصل أفكاري للقرّاء ولو على جدار النات ... أكتب لأنير عقول الناشئة ، لا لأحرق نفسي ... بالأحرى أحرقها ان لم أكتب لأن الكتابة هي المتنفس الاقرب الى شخصي والرابط القوي بيني وبين المتلقّي ولو بعد زمن طويل ، سيجد فيها ضالّته .
س8 إلى أي فئة توجهين كتاباتك ؟
  8. أوجه كتاباتي الى القرّاء بمختلف أصنافهم :الى المثقفين ، الى السياسيين المتغطرسين ، الى المناضلين ، الى الكادحين ، الى المبعدين ، الى الأولياء ، الى التلاميذ ...الى العشاق والى الاطفال .
س9 ماذا تعني لك هذه الكلمات ؟

 الشعر **** السعادة **** الثورة **** الحرية **** أميمة ***
ــ الشّعر قبل كل شيء شعور وهو دفق من الذات ونبض الوجدان وهو وقع اللحظات التي يعيشها الإنسان مع ذاته ، مع الآخر ومع الكون .
  ــ  السّعادة لحظة فارّة ينشدها الانسان ولا يحققها .
  ــ  الثّورة لا تولد الّا من رحم الكادحين ولا تعيش الّا بنفس الثّوّار لانّهم حطب وقودها ... وتندلع الثّورات نتاجا للقمع والظلم والاضطهاد والرشوة والمحسوبية ...وكل مظاهر الفساد .  
  ــ أميمة هي أصغر أبنائي سنّا . هي رفيقة دربي في الادب ، في الاعلام وفي النضال المستمر... هي شاعرة مبتدئة وناقدة متمرّسة في الادب والقصّة . هي قريبة جدا من شخصي . هي "المنى والرّوح" وهي سبب تقدمي ودفعي الى الأمام ، رعاها الله وحفظها وحفظ أخويها من كل مكروه .
س10 الكلمة الأخير لك ماذا تقولين .
  10. أتوجه بكلماتي الى القارئ غزوا لكل مناطق الجهل والظلام والتخلّف ،
يشاركني في نشر المحبّة والسلام في كل شبر من أنحاء الكون ويحفزني على أن أقتل كل بؤر الفتن والطّائفية والمذهبيّة وأوحّد المبدعين في أرجاء المعمورة .