/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

أزمة التيه في الفصول الأربعة عند فلورا قازان في قصيدة قلق المطر دراسة للدكتور حمام محمد زهير

   أزمة التيه في الفصول الأربعة ...عند فلورا  قازان..قصيدة "قلق المطر"
دراسة: د.حمام محمد زهير..ناقد جزائري

     تسربل جيد الملكة، بخيوط "لوبانية"، تشهر بريقها إلى الدنيا، وتفتح أحضانها في "أم الدنيا" حين  تقول( بلغة الأم الرءوم ) تعالى..
     كم لهذه "اللفظة" من تعبير راقي يدخل في " معجم الحنان النقي والخالص، «قلما تجد من يدرك معنى المعنى، لهذه اللفظة الخالدة في التاريخ الإنساني.
      يقول" بشتارك "(حين اقرأ لملفوظ راقي أحس أن "مملكة من الحب" سوف تبدأ)، وأنا أغوص في حنين الكلمة تدفقت أهازيجها روعة وسياقا، تستعمل "الشاعرة قازان" الفعل مضارعا وتخطف الأخر "بفعل الأمر" (انسكب) تدفق بالمعنى السطحي، و التدفق له" حشرجة  حنينية" ولم تقل "تساقط"من خيالي، "فالانسكاب" إما للماء ،لكي يغور في بلعوم الحق ويعطي الحياة ، لان الله تعالى، جعل منه الحياة، "رقة فلورا هنا جاءت أفقية ،من فوق "السماوات" وكأنها تتلطف على حين غرة، جعلت  "للانسكاب "مصدرا "مرجعيا" هو الخيال، وخيال فلورا كما سبق يسبح في "تشريح الكلمات"لا ليسقط في  دالها أو مدلولها وإنما  في " تهيئتها لمعنى الكلمات" اوما يعرف عند "كريمنن" بصياغة المتعة  الدائمة، عندما يكون الخيال مصدر "للإمطار" تتساقط قطراته .
01- الانسكاب لغة الدفع الصريح لمفوظ العاطفة...
     الانسكاب "ليس محنة "وإنما أرادت إن تجعل منه "الشاعرة  معجزة،"  لأنها تقرن  ذلك " بسقوط المطر"  وهذا  ما يعمق "محبة المخاطب"الذي تتهاوى "حنياته" كقطرات البعث من المطر، وكيف  لايكون" بعثا" وقد انسكب من "الخيال"  قطرة قطرة .
     هي من تقول من "قمة ثغائها" ،ولا شك أن "الندى"سجل معها بكائها في "أكثر من ألف قصيدة" جزعة من  "انحدار القطرات"على  الخدود  البارقة يجعل منها " شاعرة " ليس فقط  من  نوع الغور الدفين ،وإنما " شاعرة من الماء " إي بمعنى  "إحياء كل ملفوظ " يدق خرصمها عل  حين غفلة، من  تشعبانها،.
   أنها تبدع "دون حاجز"الا ما يمليه  حد الإله خالق السموات والأرض ، وهذا ما جعلنا نحترمها  ونجل ما تفكر فيه  من " شيء جميل"، مولانا اقر لنا "الجميل "في طبيعته التي  يطبق عليها  من " رونق الضياء "أثناء منبلج  "نجمة  الفجر"المصفر،ثم تحرق أشياءها ، بالجزم غير "مضانة على حجب ""واستحالة،  فقط  تشترط مرحلتها الأولى لإكمال  دورة الحياة .
     أن لا يكون هناك "انصراف"ابدا لانه إن حدث فهو بحجم القمر (انسكِبْ من خيالي..قطرةً قطرةً...قمرًا.
قبلَ أنْ تنصرفَ..قمرًا .. هاربًا)، عندما تحاكي "فلورا" القمر تنظر فيه من " غيهب الانسكاب "لامن  "لعجنه  السطحية" من سحرِ، فهو قد يهرب فعلا  ، سيدرك أن مصيره الغرق، هنا  أحدثت تنافرا بين "ميازيب الإعجاب "والغرق في "قمة غريماسية متناقضة "، لكنه ليس تناقضا نائما بالمعنى وإنما هو تناقض مبهرج بالمتعة (الغرق) وتمد يدها للراغب في الفرار لاشك انه "الأخر" دق الباب حتى كل متنه، فلما كل متنه وجد انه سيقع في تشرين ماطر...وفجأة  تأتي القافلة..وتأمره بالاقتراب..قافلة النجاة ،حل مؤقت لدورة "أزمة"محدثة بين أدوات التناقض، (كالغرق..والسحر..الخ) تدعو الشاعرة  "صاحب الحظ "إلى  الاقتراب( اقتربْ) بصفة الأمر، كما الذي انسكب من خيالها  هاهي  تدعوه مرة أخرى إلى  الاقتراب من" واديها "حيث تستعير من لذة البشر " الشفاه " وتأخذ من  قوة الطبيعة  "الشجر" ..وهنا  شتان  بين" النعومة والغلضة "والشاعرة مزجت القوة وتيمية الشجر(من شِفاهِ الشجر..) وأبرقت بإقونة" صاعقة" فتحت دورقها على المطر والعنقِ، وفي الحقيقة "النعامة" عندما ترفع الشموخ  يكون بعنقها الذي تنبعث من قوة الاختصار (وعنق المطرْ..) وحين  ينبعث النور من " قصمية  الضياء" تحدث  الضحكات التي غالبا  ما  كان يسمعها المارين في " أساطير سرا فنتيس..(وضحكة القمرْ) الان وقد اتضح  الشخص المغمور، في  خيال  فلورا  تطلب منه ، "الانبعاث "وهذا ملفوظ  صعب في وصفه ، تورقه بالمكانة، لهذا  الغالب على  ترقوتها  (وانبعثْ..من بين أضلعي) من هيكلها العظمي  يشد  قوامها .
     و صحيح"روميو"، إن يكون "حلما"  لايشبه الأحلام كما كان  يقول "إيهاب أبو غزالة"، "ليتني عدت  كالريح اهوي السياق..ومجون الحلم حيث فحيح..ولا  صحيح".
02-تقشير نتوءات الليل..للتعبير عن الحلم...    
 طلبت "فلورا " إن يكون منبعثا بحلم مغاير  (حُلُمًا مغايرًا .)ولما رأى ما لا  تصدق العين ولا يؤمن به الخيال  العادي، اختار في " نيته الرحيل "عرفته من خيالاته..وتوهماته انه حتما "مغاير" للأقنعة (أنتظر  ...لا ترحلْ) ارتكزت ألان على أن الخطر قادم، وقد وزعته بذكاء بين فصول البرد والقحط (الخريفُ خَطـِرٌ...والشتاءُ خَطِـرٌ) وجازفت  بقولها  حتى الربيع موسم "الانعتاق  والأيلولة "إلى الذات النقية ، جعلته خطرا،  (وهذا سرها ) في كل ما  قالت (والربيعُ خطرٌ..).
    أن موسم هجرة السنون والقطا، إلى بلاد الوعر، لاسيما أن هناك " قنبلة" في فصل الصيف تحمل الخوف وبرقع الانتشار (والصيفُ قنبلةٌ..موقوتةٌ للزَهْرِ)، وتتودد ألان بعدما أدركت مصير الطين لا بد متحرك، طلبت منه الإخبار وهو في "لغة النقد" سؤال تيمي، غريب الأطوار، تطلب من طين... لم يدرك بعد انه مهاجر خاصة وان الأرصفة  كلها  زهرية ،قد تفجرها " قنبلة" ،والليل الغريب المفتق بروائح الإصباح ينظر في سطح خيشومه جلدة الأسد،  الذي لا يغفو،  فكيف بها تسأل عن "الغفيان"، لان  بئر وفا الهوى "بأريحيته  وتبركاته  القوية"  وريحه  الناعمة لا  يجب  إن  يكون بئرا، تلاشى في عمقه ليل، ظل محاصرا حتى أفتكه  من "غفلة العمق"مساء جميل..(أخبرني..هل  يا تـُرى..غفى الليلُ..في بئر الهوى واندثرْ كي ينطفئَ..دفءَ المساءِ).
   وفي نوازالفوزلايكون  كل  ذلك ،الا ضحكات منبعثة من "دار الحريم" تغدق الخيبة في الثبات واحتجاب "سمرة الليل" سويعات ،تصنعها تلك البرودة الغافية الجاثية بدون حركة..وبالصدق تقول والطين لازال يحكم سحره على  الجدائل...حتى  تأوه المنفلوطي في الخمائل،وتلك هي علة العلل..(ويضحكَ..على خيبتِنا..بردُ الشتاءْ ؟صدقًا....يقلقني
مصيرُ جدائلَ المطر...) ابدعت فتركت  لذة الحول ..تحوم في كل ملفوظ تتوسدينه... ْ