شاعرة تستعبده الأحزان بقلم الشاعر بوخزة وليد
شاعر تستعبدة الأحزان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم الشاعر وليد بوخزة *
تَأْتِي الهُوَيْنَةَ حِينَ يَغْدُو النَّاسُ فِــي حُضْنِ المَعَابِدِ بَيْنَمَا تَنْسَـــــــــــــــانِي
تَمْشِي عَلَى أَمْشَاطِ رِجْلَيْهَا وَكَــــــمْ تَخْشَى الوَرَى وَفَضَاعَةَ الإِنْسَـــــــــانِ
مَا أَضْيَقَ الشُّرُفَاتِ حِينَ تَلُمُّ شِعْـــــ رًا غَارِقًا فِـي لُجَّةِ الخُسْــــــــــــــرَانِ
مَا أَعْجَزَ الكَلِمَاتِ حِينَ تَبُوحُ سِــــرْ رًا كَانَ يَسْكُنُ مَوْطِنَ الكِتْمَــــــــــــانِ
مَا أَغْرَبَ الإِنْسَانَ حِينَمَا يَشْتَهِــــي تَغْدُو بِهِ اللَّذَاتُ لِلْإِدْمَــــــــــــــــــانِ
يَا شَاعِرَ الشُّرُفَاتِ رِفْقًا نَفْسُكُــــــــمْ ضَاقَتْ ذُرُوعًا بُغْيَةَ الإِحْسَــــــــــــانِ
سَأُعِيدُ تَلْخِيصَ الشِّتَاءِ أَصَاحِبِــــــي وَنُسَيْمَةٍ غَزَلِيَّةِ الإِتْيَـــــــــــــــــــانِ
سَأُعِيدُ لَمَّ الأَمْسِ بَعْدَ شَتَاتِــــــــــهِ سَأُعِيدُ لَمَّ الأَهْلِ وَالخِــــــــــــــــلاَّنِ
وَأُغَنِّي فِي شَجَنٍ بِدُونِ إِطَالَــــــــةٍ كَيْ لاَ أُضَيِّعَ طَبْلَتِي وَكَمَـــــــــــــانِي
كَيْ لاَ يَفِرَّ اللَّحْنُ مِنِّي فَأَنْحَنِــــــي لِلْعُودِ طَوْعًا خَاضِعَ الوِجْــــــــــــدَانِ
أَجَنَائِزِيَّ الوَقْتِ كَمْ طِفْلٌ مَضَـــــــى فِـي حَالِهِ يَشْكُو مِنَ الحِرْمَـــــــــانِ
طِفْلٌ يَتِيمُ الخَلْقِ فـِي زَمَنِ الــــرَّدَى فِي نَيْلِهِ يَتَسَابَقُ الجِنَّــــــــــــــــانِ
إِنِّي نَصَحْتُ لَكُمْ أَيَا مَنْ قَدْ جَنَــــــا سُوءَ الهَوَى فِي لَحْظَةِ النِّسْيَـــــــــانِ
قَدْ قُلْتُ فـِي مَا قَدْ مَضَى يَا فَوْضَوِيْــ ـيَ الحُبِّ يَا مُسْتَعْصِيَ الأَشْجَـــــــانِ
لِتُقَمْ بِحَيِّكَ حَفْلَةٌ يَأْوِي إِلَيْــــــــــــ ـهَا مَنْ أُذِلُّوا مِنْ بَنِي الإِنْسَـــــــــانِ
أَوَلَيْسَ يَكْفِيكُمْ نَصِيبٌ يَا فَتَــــــى أَنْ يَلْتَقِي فِـي حُبِّكُمْ ضِــــــــــــــدَّانِ
أَوَلَيْسَ يَكْفِيكُمْ زَمَانٌ طَيِّـــــــــــعٌ قَدْ كَانَ يَهْوَى غَمْرَةَ العِصْيَــــــــــانِ
لاَ ضَيْرَ فِيكُمْ يَا فَتَى لاَ بَأْسَ عَنْـــ كُـمْ مَا بِكُمْ مَنْ ضَلَّ فِي البُهْتَـــــــانِ
سَتَفِلُّ أَيَّامُ الأَسَى يَا صَاحِبِـــــــي وَمَصِيرُهَا سَيَؤُولُ لِلنِّيــــــــــــــــرَانِ
الدَّهْرُ عَاصِي غَيْرَ أَنَّهُ عَائِـــــــــدٌ صَوْبَ السَّوَاءِ وَخِدْمَةِ الأَخْـــــــــدَانِ
لاَ حَلَّ بَيْنَ يَدَيْهِ إِلاَّ أَنْ يَجِــــــي ءَ العَدْلِ و القُسْطَاسِ فٍي المِيـــــــــزَانِ
لاَ بَأْسَ عَنْكُمْ يَا صَبِيُّ فَلاَ تَكُــــنْ مُتَمَرِّدًا كُنْ عَاقِلَ الشَّيْطَـــــــــــــــانِ
يَا شِبْلُ قَطْعًا لاَ تَكُنْ مُتَشَائِمًــــــا تَغْدُو بِكَ الحَيْرَاتُ لِلْهَذَيَــــــــــــانِ
طَاشَتْ بِفِكْرِي مَوْجَةٌ مِنْ أَحْـــرُفٍ مِنْ أَنْجُمٍ مِنْ أَوَّلِ الأَزْمَــــــــــــــانِ
أَبْصَرْتُ بَعْدَ اللَّيْلِ صُبْحًا رَاقِصًــا فـِي مَسْرَحِ الأَفْرَاحِ لاَ الأَحْـــــــــزَانِ
قَزَحٌ عَلَى رَمْشِ الغَزَالَةِ وَاقِــــــفٌ وَيُشِيرُ صَوْبَ غَدٍ عَدِيمَ الجَـــــــــانِ
قَزَحٌ يَخِرُّ لَهُ احْدَ عَشَرَ كَوْكَبًـــــــا وَالذِّئْبُ رَاحَ يَشِي بِصُنْعِ الجَانِـــــي
يَا سِنْدِبَادَ القَوْمِ مَا حَتْمٌ عَلَيْــــــــ ـنَا أَنْ نَعِيشَ الدَّهْرَ فِي أَضْغَـــــــانِ
أَمْ أَنَّنَا وَكِلاَنَا فِـي بَحْبُوحَــــــــةٍ مِنْ أَمْرِهِ عِشْنَا كَمَا النِّــــــــــــــدَّانِ
سَنَكُونُ فِـي بَلَدٍ أَمِينٍ يَا فَتَـــــــى نَرْتَاحُ فِـي غَيْبُوبَةِ الغُفْـــــــــــــرَانِ
بَلَدٌ سَمَاؤُهُ مِنْ صَنِيعِنَا سَيِّـــــــدِي كَمَدِينَةِ الأَصْحَابِ وَالخِـــــــــــلاَّنِ
وَكَأَنَّمَا هِيَ فِـي المَدِينَةِ جُلُّهَـــــــا وَالبَاقِي مِنْهَا حَالِكُ القُطَّــــــــــــانِ
أَسْوَاقُهَا وَنُقُوشُهَا بُنْيَانُهَــــــــا أَعْلَامُهَا وَمَصَاحِفُ القُــــــــــــرْآنِ
أَطْفَالُهَا وَنِسَاؤُهَا وَرِجَالُهَـــــــا مِثْلَ الفَرَاشِ يَحُومُ فِي البُسْتَــــــانِ
لِي فِيهِ قَمَرٌ دَاِئِرِيَّ الوَجْهِ عَـــا نَقَ مَوْجَةً فِـي حَالَةِ الهَيَجَــــــــانِ
سَنَظَلُّ نُرْسِلُ لِلسَّمَاءِ صَلَاتَنَـــــا كَيْ تَنْزِلَ الأَمْطَارُ كَالْوِدْيَـــــــــانِ
تَشْتَاقُنَا الأَعْرَاسُ أَيَّامُ الـــــهَوَى تَوْقَ الدِّمَاءِ لِمَسْرَحِ الشِّرْيَــــــــــانِ
وَنُرَبِّي فِـي شُرُفَاتِنَا مَنْحُوتَـــــةً مِنْ سَالِفِ الأَشْوَاقِ لاَ الأَزْمَــــــــانِ
مِنْ بُرْدَةِ الإِعْجَازِ نَنْصُبُ خَيْمَـةً وَنُحَاطُ فِيهَا بِرَحْمَةِ الرَّحْمَـــــــانِ
تَتَرَعْرَعُ الظَّبْيَاتُ فِيهَا سَعِيـــدَةً كَالْبُنِّ نَقَّحَ رَوْعَةَ الفِنْجَــــــــــانِ
مَا أَرْوَعَ الكَاسَاتِ حِينَ تَضُمُّ بُنْــ ـنًا ثَائِرًا بِسَوَادِهِ الفَنَّـــــــــــــانِ
بُنٌّ إِذَا مَا قَدْ هَجَرْتُهُ قَالَ لِــــــي هَيَّا انْتَشِي فِي عَالَمِي الفَتَّـــــــانِ
بُنٌّ يَبُوحُ بِقِصَّةٍ أَزَلِيَّــــــــــــــةٍ فـِي شَاعِرٍ يَرْتَاحُ فِي الأَكْفَــــــانِ
قَدْ وَرَّطَتْنِي شُرْفَتِي فِي لَحْظَـــةٍ لَمَّا اقْتَنَعْتُ بِفِكْرَةِ الجُــــــــدْرَانِ
لِأَرَى بِهَا مَا لَمْ يَرَاهُ سِوَايَـــــــا وَبَقَايَا دَمْعٍ بَاِلغَ التِّبْيَـــــــــــانِ
نَتَجَاذَبُ المَاضِي وَوُجْدٍ آنِـــــفٍ زَمَنَ اسْتَغَاثَ البَوْحُ بِالْكِتْمَـــــانِ
فِي شَاعِرٍ يَعْصِي نَصَائِحَ وَحْيِـــهِ فِي شَاعِرٍ مَتَأَدِّبَ العِصْيَـــــــــانِ
قَدْ شَوَّشَتْ فِـي شِعْرِهِ أُقْصُوصَــةٌ ظَلَّتْ كَطَلَلٍ جَدَّ فِـي الأَذْهَــــانِ
يَسْتَنْبِىءُ الأَحْدَاثَ مِنْ إِلْهَامِــــهِ مِنْ بَسْمَةٍ مِنْ خَاتَمِ المُرْجَـــــــانِ
جِبْرِيلُهُ طَيْرٌ يَحُومُ وَلاَ يَحُـــــــــطْ ـطُ تَخَوُّفًا مِنْ لَسْعَةِ الأَغْصَــــــــــــانِ
أَرِسَالَةَ السَّمَوَاتِ رِفْقًا إِنَّــــــــــنِي سَلَّمْتُ أَمْرِي لِخَالِقِ الإِنْسَــــــــــــانِ
لِلْحَظِّ أَلَّفَنِي بِدُونِ دِرَايَـــــــــــــةٍ مِنِّي لِمَا قَدْ زَادَ فِي اطْمِئْنَــــــــــانِي
لاَ دَخْلَ لِي فِي كَوْنِي هَكَذَا إِنَّمَـــا هِيَ قُدْرَةٌ وَمَشِيئَةُ المَنَّـــــــــــــــــانِ
أَيَجُوزُ لِلْكَلِمَاتِ أَنْ تَقْتَصَّ مِـــــــنْ شِعْرِي البَرِيءِ بَرَاءَةَ الصِّبْيَـــــــــــانِ
هَلْ كَانَ يُمْكِنُ لِلْقَصِيدَةِ أَنْ تَفُـــــو زَ بِنَظْرَةٍ وَرْدِيَةِ التِّحْنَـــــــــــــــــانِ
يَا صَاحِبِي لَوْلاَ السَّرَابُ لمَاَ اكْتَشَفْـ ـتُ بَرَاءَتِي مِنْ ظُلْمَةِ الأَكْـــــــــــوَانِ
لَوْلاَ السَّرَابُ لَمَا اعْتَذَرْ مِنَ الحَقِيــ ـقَةِ آسِفًا مِنْ كَثْرَةِ الأَشْجَـــــــــــــانِ
أَرَأَيْتَنِي فِي سَاعَةٍ دَمَوِيَّــــــــــــةٍ فِي لَحْظَةٍ أَرْدَتْنِي كَالسَّكْـــــــــــرِانِ
فِي لَحْظَةٍ قَدْ بَاغَتَتْنِي سَرِيعَــــــةٍ أَتَرَجَّى جِبْرِيلِي لِِبِضْعِ ثَـــــــــــوَانٍ
قَدْ كُنْتُ أَنْسُجُ ثَوْبَ شِعْرٍ لِلشِّتَــــا ءِ وَمَا لِذَاكَ البَرْدِ مِنْ أَعْـــــــــــوَانٍ
قَطَعَتْ طَرِيقَ النَّسْجِ وَخْزَةُ إِبْــــرَةٍ فـِي شَحْطَةٍ لَسَعَتْ بِلاَ اسْتِئْـــــــذَانٍ
لِيَرِنَّ هَاتِفِي نَاطِقًا بِبِشَـــــــــــارَةٍ بِرِسَالَةٍ قَدِمَتْ بِلاَ إِعْـــــــــــــــلاَنٍ
فَفَتَحْتُهَا كُلِّي اشْتِيَاقًا آمِــــــــــلاً خَبَرًا سَعِيدًا سَاعَةَ الخُــــــــــذْلاَنِ
فَتَفَاجَأَتْ عَيْنَايَا لَحْظَةَ أَبْصَــــرَتْ أَشْكَالَ هَنْدَسَةٍ بِلاَ عُنْـــــــــــــــوََانٍ
مِنْ بَعْدِ ذَلِكِ قَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ مَــــــا حَمِلَتْ يَدَايَا مُجَرَّدَ التِّبْيَــــــــــــانِ
لاَ يَعْرِفُ العَرَبِيَّةَ الفُصْحَى لِــــــذَا شُلَّتْ بَصِيرَتِي فِـي الفُضُولِ تُعَــــانِي
كَيْ أَبْقَى مُنْعَدِمَ السَّبِيلِ مُسَلِّمًـــــا مُتَجَاهِلاً تِلْكُمْ بِلاَ نِسْيَـــــــــــــانٍ
وَطَفِقْتُ أُكْمِلُ ثَوْبَ شِعْرِي حَائِــرًا فِـي حَالَةٍ مَا ذُقْتُهَا فِـــــــــــي آنٍ
مَنْ أَيْنَ لِي بَلَدٌ يَسَعُنِي هَكَـــــــذَا بِخَطِيئَتِي بِالبُنِّ فِي فِنْجَـــــــــــانِي
لِأَرَى خَيَالَ الجِنِّ خَالَطَ قَهْوَتِـــي وَلِأَتْلُو آيَ العِشْقِ لاَ الإِنْسَـــــــــانِ
يُبْدِي عَظِيمَ الذَّنْبِ فِي حُسْنٍ لِــذَا عَرَّ الهُيَامُ مَشَاعِرَ الوَلْهَــــــــــــانِ
وَيَقُولُ بِاسْمِي الشِّعْرُ فِي حَدِّ اليَقِيـ ـنِ مُؤَكِّدًا بِأَدِلَّةٍ وَبَيَــــــــــــــــانٍ
الحُبُّ فِي زَمَنِي نِفَاقٌ صَــــــــادِقٌ لاَ تَفْتِنَنَّكَ كَثْرَةَ الأَلْــــــــــــــــوَانِ
يَغْوِي عُيُونًا غَارِقَاتٍ فِي الهَـــوَى كَيْ تَسْتَحِلَّ مَرَارَةَ العِصْيَــــــــــانِ
فَأَرَى بِهِ عَيْنَيْنِ فِي وَجْهٍ كَمَــــــا بَدْرٍ يَكَابِدُ عُتْمَةَ الأَكْــــــــــــــوَانِ
عَيْنَانِ تَمْتَحِنَانِ صَبْرِي تَــــــــارَةً لِتَرَى نَفَادَ الصَّبْرِ فِـي الإِنْسَـــــــانِ
عَيْنَانِ وَاثِقَتَانِ فـِي مُسْتَقْبَـــــــــلٍ أَنَّ الصَّبِيحَةَ مَوْعِدُ الحَيْـــــــــرَانِ
لَهَفِي عَلَى المَجْنُونِ كَيْفَ تَنَزَّلَـــتْ لِلْعَبْدِ فِي دُنْيَاهُ حُورُ جِنَــــــــــانٍ
وَأَنَا هُنَا مَا زِلْتُ أَحْرُسُ شُرْفَتِــــي أَتَرَجَّى مِنْ دَهْرِي فَتِيلِ حَنَـــــــانٍ
وَتَقُولُ لِي الجُدْرَانَ وَهِيَ حَزِينَــــةٌ تَرْعَاكَ عَيْنُ الرَّبِّ لاَ تَنْسَــــــــانِي
30/10/2014
ــــــــــــــــــــــــــــ*شاعر من الجزائر