/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

رحيل في ذمة الغياب ـــ للكاتبة الأردنية دينا العزة

رحيل في ذمة الغياب ـــــــــــ للكاتبة الأردنية دينا العزة 


حينما احتضنتها بين أَضلعي
و أًصبحت أكلمها ( لا ترحلي ، عودي )
لا تتركيني وحيد 
لا ترحلي ، برحيلك ترحل الأشياء
آلا تذكرين ،،
نحن من أشرقنا الشمس في صباح ٍ ، قبلته عطرنا المنسكب على وسادتنا
و نحن من شققنا الليل بمسامرة السماء
اهديناه سلالم جنون بطعمنا
عقدنا الأنامل ، وأبتدأنا يومنا بمشاطرته فطور لذيذ على مائدة عشقنا .
كل الأشياء ، كانت تنبض حياة
برحيلك ، تنفطر و تتهدم كل الأحلام
لم تعود الجدران ترقص . . ولا الصور ملونة 
تموت غرائزنا ، ينطفأ البركان .
همسات الدفء على شرفتنا ستلبس الحداد
تعلن ترملها ، وحيدة تبكي الأطلال
الشوارع شاحبة لن تزهر 
لم تعودي ترويها بمرور يعلنها استثنائية ترسم بك الحلم وجدان 
الزهور ، سيكسوها الرماد تحترق بوبيل الفراق
شاخت بعد ان كان الصباح اكسجينا في لحظة انبلاجنا .
الليل نورس يتلقى غذائه اليوم ، من آهات عمقي
ذاك الذي تربى على الحلم ، ولم يتلقى الواقع أبدا سوى وجعي
ذاكرتي مؤججة بكل التفاصيل ، واستيقاظي و الأشياء على مهد الفقد
لعنة تنزع صباحي بركة يوم
فأبقى أنقب عودتك ، بعطرك الذي لم ينفك عن جذبي .
اليوم ،، أبكي اوقاتنا ، و كم تمادت الأوجاع بوشم الكتمان حرماني 
زنزانة قهر ، تهديني البكم ديار
فانتهى عهد النرجسية خاصتنا و انتهى بموتك من يزلزل الوجدان .
ملابسي ، مرآتي ، ساعتي الذهبية ، ملابسي
كلها يتيمه ، لم تعودي زائرتها المدمنه ، تثريها بوطن الحنان .
تكاثفت أصناف الفقد موحدة
تكسر العظام فينا ، يكوي ملامحنا . . شقاء ، عناء
يقتل خافقينا
يرمي الهدف شباك سقم ، تجز الفرح مضاجعة
اغتصبت العناق ، وما تبقى سوى ألف من الأشلاء
و معطف رث جليدي ، قتل الدفء أفتر النيران ، زاد منسوب الغرق
في ساحة الموت ، ألجمت تراتيلنا .
كم سيكون الغياب طائي ، ترحلين مخلفة قلبي رماد
و أنت تعلمي 
أنك وطني فكيف لي النسيان و الذكرى ستكون لبنة قوية البنيان
و ظلال الوحدة جوعا ينهش كآبتي
يزيد التقرح داخلي يوقظ ثورة الأوجاع بمغادرتك
تاركة ذاتي على طاولة الأحلام .
كم كنت تزجي الاضطرابات سكون حين تغزي أوصالي
ولا يتبقى سوى ضجيجك الثائر بي و الغارس أعلامه انتصار
باحتوائك كل قرقعتي .
حتى الرياح كانت تجلب حطب موقدتنا
تحتفل بدفء المكان
تمسح أي غاصب للوصال ، برحيلك لم تعد تهدينا
رحيلك أخذ كل الأشياء ، فما عاد شيء سيحتفل فينا 
رحلت وسترحل الأشياء