عنقاء العرب بقلم الأديبة سميرة بولمية
(( عنقاء العرب ))
بقلم : الأديبة بولمية سميرة
(( حملت أشجاري إلى صحرائكم
فانتحرت ..
من يأسها الأشجار
حملت أمطاري إلى جفافكم
فشحــت الأمطار
زرعت في أرحامكم قصائدي
فاختنقـت ..
يا رحما .. يحبل بالشوك و بالغبار ..))
(( الرائع نزار قباني ))
مدخـل : (( كانت حارسة كتــب السماء المشدودة الى جذور أوتاد أرض الكبرياء التي نسجت على نول النبوءات خيمة خضراء لنسور الرعد و الثأر و المطر.. صارت مدينة الله التي نفخت صافات السرمد في ناقـور مجدها فأيقظت في عروقها قيامة خطبة العنقاء وصهيل خيول ملحمة الجرح الملفوف في دمقس الشهداء .))
باسم حلــف التتـــــار والبرابــــرة ،
تكسرون مرايا الفجر على مرأى تباريج المطر .. و تشنقون بحبال خطاباتكـم النرجسيـةأعـراس الزمزريق و الؤلؤية و الجلنار .. و تضرمون نار تبلكم و أضغانكم في فراديس السوابح الطليقة وتروجون لأفيون فتح أبواب قلعة الشموخ لأطماع اللهاذمة و نائرة الملمة و ريب المنون كي يسهل عليكم تقسيم مجد رواسي البلاد على مرأى الخرقاء و الصلاء وسماسرة الأوطان .. سقطتم من أعالي أوطاد الكبرياء فتبرقح جبين وعودكم بالوحـول و إنكسرت أضلع مروءة خيولكـم و تأبدت صبارة قلوبكـم القاحة وتحجرت بدياجي صدروكم طلقات الحقيقة و إنتحرت بعروقكم نخوة العاذية .. تهودتم كي تدخلوا دين الغنى القذيع فاختلط دمكم الحامض بمرارة الذل وبعتير جعجعة السافيـات .. و في المحاشـد المشبوهة تحرفون نبوءة التجاويـد و وصايـا السرو و الزيزفون .. تدافعون عن رايات السواخر القادمة من قارات الغدر والعطش محملة بهوام الخــراب و بجرذان البطش و بسل الحضارات .. و بأحرف كوفية تكتبون رسائل غرامية لقراصنة سرقوا حجارة مسجد بلال بن رباح ببيت لحم .. و لم يشبعوا .. بعدها أبحروا صوب العراق ونامـوا علـى فــراش الدجلة .. و من شدة بكاء الفرات إختنق الماء في حلق نهــر النيل .. ألا تخجلكم مثل هذه الأنباء .. !
لاشيء يهز ضمائركم المحنطة .. تراوغـون .. تارة تتكلمون .. تارة أخرى تسكتون .. كالزئبق لاتمسكون .. و كالصدائد الجائعة تلهثون ..و خلف سراب الغنائم تركضون ..تحلمون بصهوات العز و بصولجان الهيلمان و الجاه و الهيجاء .. تهرولون و تهتفون .. ومن وجوهكم يتصاعد يحموم .. سامرون ، سامرون .. و مصيركم عذاب السموم ..أتحلمون بقطع أجنحة النسور كي تمسحون بوقارها حذاء أحفاد " هولاكو " و " أطغرول " و " نيـرون " ... رغم علو الموجة .. صارت الرؤية جد واضحة ! .. ولم يعد البترول التفاحة الفريدة التي يتوحم عليها كل أغنياء العالم .. لهذا ترشحكم قنواتهم المسطولة لنيل بطولات أفلام شبه كارتونية حتى لاتعمروا طويلا على شاشات أخبارهم السريعة .. فهل كسرت صواعق الغضب مرايا حقيقتكم ؟ أم انكم قد ابتلعتم عواصف أكاذيبهم التي صنعت خصيصا لكم ففرطتم حتى في منبر ظلكم وفي معاطف تاريخكم و في ساعة ذاكرتكم ومقاعد ذكرياتكم و آخر سيف بقي بخزائن اجدادكم من اجل كذبة صغيرة تدعى خارطة الكرسي الذهبي .. سادتي العباءات من خيوط الغفران .. و العمائم على أنوال الطاعة .. و دراويش القصور يفتشون بين أوراق دفاترهم الشاحبة عن لعنة يطلقونها على عرين الأسود .. أتكفرون سورية لأن فكرها لا يرتدي النقاب ورجالها لا يضعون قرط أمريكا الطويل !! .. يالكم من زنادقة أعمى بهرج الفانيـة مرآة بصيرتكـم وأغوى شيطان النضار ضمائركم الطليسة فبايعتم ترهات الصحاصح حتى يرضى عنكم كاهنهم الأكبر إ.. صبأتم .. و الهاشمي برىء من خبثكم و مكركم و على هوامش أجندتهم لستم سوى قطيع من الخرفان الضالة وهم ذئاب جائعة ..
ضاع منكم خيط الدرب إلى سرداب العودة ..فتوهوا في الربع الخالـي توهوا .. كما تاه عبدة العجل ..و أحذروا الجبهتين : أنياب الذئاب الجائعة .. و قيامة عنفوان الشام ! ! .
باسم كل الأوثان التي صنعت منكم جبابرة ..
تبيعون أسرار قلعة العروبة العتيدة لسارق مفاتيح خزائن القدس المحاصرة .. و تاج أحلام " سناء محيدلي " وفيروزج شهيد عسقلان الشيخ " ياسين " و ختم مملكة " محمد الدرة " وتخت أختـه الأميرة " سارة " .. وتطفؤون بريق الفرقد في دياميس المكيدة والبوار ..و تصعدون على جثة الشموخ إلى خرائب الذاكرة ملطخين بوحل النفط و بطين الردة و بعار بارود بنادق الهزيمة .. أتذكرون " محمد الدرة " ؟ أتتذكرون : (( أبي ... أمازالت فلسطين بعيدة ؟ )) أم أنكم نسيتم كعادتكم كيف صعد " محمد " إلى سدرة المنتهى .. " بلانتو " مازال يعزف على كمان أوجاعه مرثية : (( يسوع صغير ينام و يحلم في قلب أيقونة )) .. انسيتم حقا مافعلته أسراب طائرات الأواكس و الكوبرا و الأباتشي بأحفاد "حمورابي " بملجأ العامرية الذي تحول إلى منجم فحـم .. أنسيتم عناقيد الغضب و ماصنعته بقرية قانا و النبطية ، و إقليم التفاح ، و عين التينة لتقتلع جذور حزب الله وطيور الرعـد .. انسيتم كيف يصور التورات البطل التلمودي سليل
ـ إكيليس أوخيلوس ـ المعصوم الذي يتمتع على الدوام بشعور واضح بالتفوق ..أنسيتم كيف بكى " عبد الله " كالنساء ملكا لم يحافظ عليه كالرجال .. أتسلحون مرتزقة الأوطان بـ " عوزي " و
" سكربيون " وتدفعون لهم من خراج أموالكم و ذهبكم و أسهمكم في مقاطعات البدخ و الترف و الفــرو و الكافيار و الماس و القمار والليالي الحمراء و الصفراء .. أتحاولون فعلا ضرب حصن العروبة المزروع وسط البساتين السندسية .. يا أنتـم لمن تحاولون تقديم الشام .. هل عندكم الجواب ؟ .. يا أنتم هل حقا تحلمون بتهديم ميراث الأنبياء .. دمشـق إختارت أن تكون أرضا لمساجد و مآذن الرحمان و انتم إخترتم الدخول طرفا في صفقة الخداع ليبارك الحاخامات " بلفوركم " الجديد .. وحصاد أرض أطماعكم الشوك و الغبار .. ماتت فيكـم قصائد الزنبق و بخور مريم وعصافير الجنة و الحنطة و البحار و الأنهار و الأعياد و الصندل والشربيـن و التشاريـن و الأزهـار و لعب الأطفال و أحدوثة الفصول الأربعة .. ويبست بعروقكم مواويل الشمس و تباشير الثلج وأرجوزة العشاق و لهفة المليساء و أشعار تاج الجبار .. لا تتسرعوا في تصديق نتائج تحاليل خبراء العم سام وتابعوا آخر الأخبار العاجلة عن الكرة السياسية التي مازالـت تــدور .. و عن صاروخكم العجيب الذي صعد إلى سماء الأحداث كالجن المجنون .. فقريبا سيسقط ليدمر أبراج أوهامكم المنتشرة هنا وهناك كالفطريات السامة ..هذا مالم ترصده أجهزة تصنتكم المتطفلة على أبواب بيوت الأهل والخلان والجيران ..يا صراصير السياسة .. أمن خارج التاريخ تستعينون بمن لا يملكون شبرا في بيادر التاريخ لتأكلوا كتف سورية ..كم حلزون يعشعش داخل مرجة تصوراتكم الرخوة .. سوف تحرقكم الضرامة التي أيقظتم بألسنتها جحيم الفتنة ..فمن سيتذكركم غدا .. ؟ لا أحد .. ! .. وكم سيضحك أطفالنا على مسرحيتكم الرديئة و على أبطالكم المصنوعين من الورق المقوى ..أعذرونا فلأطفالنا ذوق رفيـع .. ذوق الشهد و فراشات الحرير و الدر المكنون المرصع على سيوف عزة سورية ..أعذرونا لأن أطفالنا يكرهون الحديث عن الديناصورات الغابرة و الوجوه و الأسماء العابـرة .. إنهم لايحبون الخيال القاتل و رائحة العرق الطالعة من رؤوسـكـم الفارغـة .. أنتـم فقعات الصابـون .. أنتم النسخة الكاربونية من الطاعون ..انتم آخر مستحضرات الماشوزية و السادية .. أنتم الضاغوط الجالس خلف كواليس الرهان .. لن تسقط الشام .. لن تسقط الشام .. لن تسقط الشام ..
باسم سيمفونية الـــــدم – قراطيــــــة ،
تغيرون أقوال الشوارع و الأرصفة و الطرقات و الأزقة والحارات .. و تكفرون النظرات وتقلبون العبارات .. و تلهثون خلـف الشعـارات .. و تمثلون على العالم أدوار الجرحى و المرضى والقتلـى .. و تنتظرون طلوع الشمس من بين شقوق جبهاتكم المظلمة .. تكذبون على الرصاص ، و على المدافع ، و الطائرات و على حماة القسم و الشرف و السيادة و العلم و الأقطاب الأربعة .. تكذبون حتى على الذي لا نقوى على الكذب عليه ! .
تكذبون على الماء و الكهرباء وعلى باعة الصباح و المساء .. و على عجلات عربة الحياة .. و على مؤذن الصلوات ..أتسجدون في صلواتكم أم أنكم تخشون غضب الله.. فلا أنتم من المصلين و لا أنتم من الخاشعين .. ولا انتم من التائبين .. يالـلــه .. يالـلــه .. يالـلــه .. ألا يرعبكم سيف " خالد بن الوليـد " و " عمرو بن العاص " و " شرحبيل بن حسنة "و " يزيد بن أبي سفيـان " و
" الوليد بن عبد الملك بن مروان " ..ألا تخجلون من حجارة جامع "بني أمية " الذي شيده "معاوية بن أبي سفيان .. ألا يجرح سلامهم أنوفكم المطأطئة .. كيف بلغ بكم أن تصيروا عملاء لتجار الحقائب المشبوهة .. أمن شدة كرهكم لعنقاء العرب أم من شدة غبائكم .. الحرب خدعـة .. و الخيانة جريمة .. و العالم ليس قرية كما يشاع .. العالم لغز كبير له حدود جوية وبحرية و برية .. و مصالح أغلبها سرية .. و إيديولوجيات مبطنة بالذهب الأخضر و الأصفر و الأسود ومن لا يتقن فنون الكر و الفر ومن لا يفهم فك شفرة قبضة الفيتو و الناتو داس عليه تنين الحوائن و التحاسير .. ألم تشبعوا من حماقاتكم .. و من الهروب ليلا مع حبيباتكم .. ومن التجوال على خريطة المرارة والجراح .. ألم تضجروا من عجعجة رياحكم .. و من مرارة العلقم بحلولكم المفخخـة .. و من رائحة المواخير في قراراتكم المشوهـة .. ومن العتمة المختبئة خلف جدران إقتراحاتكم الضيقـة .. ومن قشرة الرياء على تقاسيمكم المكفهرة .. و من فكرة غسل اليدين بالدم العربي و الدخول إلى أوطان الشعوب الحرة على ظهر دبابات و تماسيح أجنبية تحت لواء رياح الفتح القادمة من أورشليم .. بإسم دين البشرية الجديد ..سيدربونكم على فنون تقطيع العربية بمنشار العبرية .. و سينسبونكم إلى شجرة "ياهوه الدموي " فما انتم فاعلون .. و خلف من تصلون .. خلف من ذبحوا أنبياء الأوطان وهم يرقصون على وقع لحن" لالومبادة " الخليعة ..أتزورون الأندلس !!..أتزورون حدائق طارق بن زياد !! أم تزورون إسبانيا .. وبيوت جميلاتها الباسقات .. و لتذهب ولادة بنت المستكفي إلى جحيم النسيان .. آه لو تعلمون كيف طار حمام غرناطة ! .. مضت قرون خمسة و مجد العرب موشوم على جبين الحمراء : " لا غالـب الا الله " .. تسرب رمل الوقت من بين أصابعكم المنحنيـة .. غرقت مراكبكم الهشــة في مستنقع المساومة .. تعرى قناعكـم .. سقطت خناجر مؤامرتكم .. احرقوا ممراتكم و دروب اطماعكم و خرائط خيانتكم و عودوا إلى النوم ولا تنتظروا بزوغ الفجر من خاصرة ترهاتكم .. ستمر من أمام أبواب قصور غفلتكم عربة الزمن لتلملـم رماد عروبتكم المرمية على أرصفة الربيع العربي المزعوم .. لقد ماتت الفسائل و النخيل بدياركم .. وتعرى حياء البادية بباديتكم .. ولم نعد نعرفكم الا من أصوات نعالكـم .. لم نعد نسمع غير صرير بوابة فضائحكم ! ..يا للعار ..أكنتم تزورون إسبانيا و أنتم لا تعلمون معنى " كوريــدا " ! .
باسم السماء التي ستفتح شبابيكها لقوافل نيسان ..
ننتظر خروج فراشات الصفاء من شرنقات الربيع قريبا ستصعــد بشارة الأرجوان الدرج و ستتسلـق رؤى وطن يسأل عن عناوين شهداء محنته .. و على ضفاف نهر أخوتنا العتيـق يجتاحنا الحنين إلى سورية بلا خلافات ولا أحزان ولا دموع و لا جنازات .. بيني وبين حبيبتي نافذة صغيـرة .. شرفات بيتنا تطل على حدائقها الكبيرة .. و بركتنا تناجي حمامة نائحة تروي عطشها من عزف نـاي غميـر نافورتها الذهبية .. الياسمين بينا ينقل أخبارنا ..
و القهوة عربية .. بحب الهال أحبها .. وبقطرات الندى أحبها .. و بأشواق الحداة أحبها .. و بسحر المودة أحبها ..لا حدود بيننا.. جرح سورية جرحي و زنابق فرحتها فرحتي.. وشمس نيسانها .. شمسي ..أنتظر بفارغ الصبر نهاية سيناريو الحمل الكاذب ..وعودة غيمة الشهداء ملفوفة في ابريسم السناء .. ومهرجان السيوف و النشاب الذي سيعلن صرخة الأحرار المدوية بلسما يكفكف دمع ضنى الأحباب :
تبت يداأحقادكم .. تبت يدا حمالة حطب ولائمكم ..تبت يدا أقلام أراجيفكم .. تبت يدا أطماعكـم .. تبت يدا رمال جزيرتكم .. و كل الأقطاب التي تتنفس من بطن منتفخ يدعى " قطركم " !!
"إنهظوا أيها العبيد ..إنكم ترونهم كبار هذا لأنكم ساجدون ..
" و احفظوا جيدا هــذا الدرس .. الأسـد حـداد و هذا الزمان زمن الصديد و الرمل و الكلس و الصاروج والفخار .. فإرحلوا من أرض عروبتنا .. إرحلوا من ساحات مجدنا .. ارحلوا من حقول النخيل و من وتر ربابة الجولان .. ومن الجسور و الأزجال و المواويل و الدبكـة ومن الصليب و الهـلال ..
لن أعطيكم وردتي الدمشقية البيضاء .. و لن أسلفكم فرس صلاح الدين الحجيل .. و لن أترككم تأخذون سيفه الأصمع .. و لن أأتمنكم على وصايا اليرموك و حطين .. ولا على سجاجيد القدس الخضراء ..
انهضوا لتسمعوا قيامة ملحمة الياسمين و الغار و الشهداء وتغريدة برازخ الماء و ترنيمة الأرض و السماء : (( شام .. ياشام .. غيري قـــدر الشمس .. وقولـي للدهـر : كن فيكون !!. ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بولمية سميرة

(( حملت أشجاري إلى صحرائكم
فانتحرت ..
من يأسها الأشجار
حملت أمطاري إلى جفافكم
فشحــت الأمطار
زرعت في أرحامكم قصائدي
فاختنقـت ..
يا رحما .. يحبل بالشوك و بالغبار ..))
(( الرائع نزار قباني ))
مدخـل : (( كانت حارسة كتــب السماء المشدودة الى جذور أوتاد أرض الكبرياء التي نسجت على نول النبوءات خيمة خضراء لنسور الرعد و الثأر و المطر.. صارت مدينة الله التي نفخت صافات السرمد في ناقـور مجدها فأيقظت في عروقها قيامة خطبة العنقاء وصهيل خيول ملحمة الجرح الملفوف في دمقس الشهداء .))
باسم حلــف التتـــــار والبرابــــرة ،
تكسرون مرايا الفجر على مرأى تباريج المطر .. و تشنقون بحبال خطاباتكـم النرجسيـةأعـراس الزمزريق و الؤلؤية و الجلنار .. و تضرمون نار تبلكم و أضغانكم في فراديس السوابح الطليقة وتروجون لأفيون فتح أبواب قلعة الشموخ لأطماع اللهاذمة و نائرة الملمة و ريب المنون كي يسهل عليكم تقسيم مجد رواسي البلاد على مرأى الخرقاء و الصلاء وسماسرة الأوطان .. سقطتم من أعالي أوطاد الكبرياء فتبرقح جبين وعودكم بالوحـول و إنكسرت أضلع مروءة خيولكـم و تأبدت صبارة قلوبكـم القاحة وتحجرت بدياجي صدروكم طلقات الحقيقة و إنتحرت بعروقكم نخوة العاذية .. تهودتم كي تدخلوا دين الغنى القذيع فاختلط دمكم الحامض بمرارة الذل وبعتير جعجعة السافيـات .. و في المحاشـد المشبوهة تحرفون نبوءة التجاويـد و وصايـا السرو و الزيزفون .. تدافعون عن رايات السواخر القادمة من قارات الغدر والعطش محملة بهوام الخــراب و بجرذان البطش و بسل الحضارات .. و بأحرف كوفية تكتبون رسائل غرامية لقراصنة سرقوا حجارة مسجد بلال بن رباح ببيت لحم .. و لم يشبعوا .. بعدها أبحروا صوب العراق ونامـوا علـى فــراش الدجلة .. و من شدة بكاء الفرات إختنق الماء في حلق نهــر النيل .. ألا تخجلكم مثل هذه الأنباء .. !
لاشيء يهز ضمائركم المحنطة .. تراوغـون .. تارة تتكلمون .. تارة أخرى تسكتون .. كالزئبق لاتمسكون .. و كالصدائد الجائعة تلهثون ..و خلف سراب الغنائم تركضون ..تحلمون بصهوات العز و بصولجان الهيلمان و الجاه و الهيجاء .. تهرولون و تهتفون .. ومن وجوهكم يتصاعد يحموم .. سامرون ، سامرون .. و مصيركم عذاب السموم ..أتحلمون بقطع أجنحة النسور كي تمسحون بوقارها حذاء أحفاد " هولاكو " و " أطغرول " و " نيـرون " ... رغم علو الموجة .. صارت الرؤية جد واضحة ! .. ولم يعد البترول التفاحة الفريدة التي يتوحم عليها كل أغنياء العالم .. لهذا ترشحكم قنواتهم المسطولة لنيل بطولات أفلام شبه كارتونية حتى لاتعمروا طويلا على شاشات أخبارهم السريعة .. فهل كسرت صواعق الغضب مرايا حقيقتكم ؟ أم انكم قد ابتلعتم عواصف أكاذيبهم التي صنعت خصيصا لكم ففرطتم حتى في منبر ظلكم وفي معاطف تاريخكم و في ساعة ذاكرتكم ومقاعد ذكرياتكم و آخر سيف بقي بخزائن اجدادكم من اجل كذبة صغيرة تدعى خارطة الكرسي الذهبي .. سادتي العباءات من خيوط الغفران .. و العمائم على أنوال الطاعة .. و دراويش القصور يفتشون بين أوراق دفاترهم الشاحبة عن لعنة يطلقونها على عرين الأسود .. أتكفرون سورية لأن فكرها لا يرتدي النقاب ورجالها لا يضعون قرط أمريكا الطويل !! .. يالكم من زنادقة أعمى بهرج الفانيـة مرآة بصيرتكـم وأغوى شيطان النضار ضمائركم الطليسة فبايعتم ترهات الصحاصح حتى يرضى عنكم كاهنهم الأكبر إ.. صبأتم .. و الهاشمي برىء من خبثكم و مكركم و على هوامش أجندتهم لستم سوى قطيع من الخرفان الضالة وهم ذئاب جائعة ..
ضاع منكم خيط الدرب إلى سرداب العودة ..فتوهوا في الربع الخالـي توهوا .. كما تاه عبدة العجل ..و أحذروا الجبهتين : أنياب الذئاب الجائعة .. و قيامة عنفوان الشام ! ! .
باسم كل الأوثان التي صنعت منكم جبابرة ..
تبيعون أسرار قلعة العروبة العتيدة لسارق مفاتيح خزائن القدس المحاصرة .. و تاج أحلام " سناء محيدلي " وفيروزج شهيد عسقلان الشيخ " ياسين " و ختم مملكة " محمد الدرة " وتخت أختـه الأميرة " سارة " .. وتطفؤون بريق الفرقد في دياميس المكيدة والبوار ..و تصعدون على جثة الشموخ إلى خرائب الذاكرة ملطخين بوحل النفط و بطين الردة و بعار بارود بنادق الهزيمة .. أتذكرون " محمد الدرة " ؟ أتتذكرون : (( أبي ... أمازالت فلسطين بعيدة ؟ )) أم أنكم نسيتم كعادتكم كيف صعد " محمد " إلى سدرة المنتهى .. " بلانتو " مازال يعزف على كمان أوجاعه مرثية : (( يسوع صغير ينام و يحلم في قلب أيقونة )) .. انسيتم حقا مافعلته أسراب طائرات الأواكس و الكوبرا و الأباتشي بأحفاد "حمورابي " بملجأ العامرية الذي تحول إلى منجم فحـم .. أنسيتم عناقيد الغضب و ماصنعته بقرية قانا و النبطية ، و إقليم التفاح ، و عين التينة لتقتلع جذور حزب الله وطيور الرعـد .. انسيتم كيف يصور التورات البطل التلمودي سليل
ـ إكيليس أوخيلوس ـ المعصوم الذي يتمتع على الدوام بشعور واضح بالتفوق ..أنسيتم كيف بكى " عبد الله " كالنساء ملكا لم يحافظ عليه كالرجال .. أتسلحون مرتزقة الأوطان بـ " عوزي " و
" سكربيون " وتدفعون لهم من خراج أموالكم و ذهبكم و أسهمكم في مقاطعات البدخ و الترف و الفــرو و الكافيار و الماس و القمار والليالي الحمراء و الصفراء .. أتحاولون فعلا ضرب حصن العروبة المزروع وسط البساتين السندسية .. يا أنتـم لمن تحاولون تقديم الشام .. هل عندكم الجواب ؟ .. يا أنتم هل حقا تحلمون بتهديم ميراث الأنبياء .. دمشـق إختارت أن تكون أرضا لمساجد و مآذن الرحمان و انتم إخترتم الدخول طرفا في صفقة الخداع ليبارك الحاخامات " بلفوركم " الجديد .. وحصاد أرض أطماعكم الشوك و الغبار .. ماتت فيكـم قصائد الزنبق و بخور مريم وعصافير الجنة و الحنطة و البحار و الأنهار و الأعياد و الصندل والشربيـن و التشاريـن و الأزهـار و لعب الأطفال و أحدوثة الفصول الأربعة .. ويبست بعروقكم مواويل الشمس و تباشير الثلج وأرجوزة العشاق و لهفة المليساء و أشعار تاج الجبار .. لا تتسرعوا في تصديق نتائج تحاليل خبراء العم سام وتابعوا آخر الأخبار العاجلة عن الكرة السياسية التي مازالـت تــدور .. و عن صاروخكم العجيب الذي صعد إلى سماء الأحداث كالجن المجنون .. فقريبا سيسقط ليدمر أبراج أوهامكم المنتشرة هنا وهناك كالفطريات السامة ..هذا مالم ترصده أجهزة تصنتكم المتطفلة على أبواب بيوت الأهل والخلان والجيران ..يا صراصير السياسة .. أمن خارج التاريخ تستعينون بمن لا يملكون شبرا في بيادر التاريخ لتأكلوا كتف سورية ..كم حلزون يعشعش داخل مرجة تصوراتكم الرخوة .. سوف تحرقكم الضرامة التي أيقظتم بألسنتها جحيم الفتنة ..فمن سيتذكركم غدا .. ؟ لا أحد .. ! .. وكم سيضحك أطفالنا على مسرحيتكم الرديئة و على أبطالكم المصنوعين من الورق المقوى ..أعذرونا فلأطفالنا ذوق رفيـع .. ذوق الشهد و فراشات الحرير و الدر المكنون المرصع على سيوف عزة سورية ..أعذرونا لأن أطفالنا يكرهون الحديث عن الديناصورات الغابرة و الوجوه و الأسماء العابـرة .. إنهم لايحبون الخيال القاتل و رائحة العرق الطالعة من رؤوسـكـم الفارغـة .. أنتـم فقعات الصابـون .. أنتم النسخة الكاربونية من الطاعون ..انتم آخر مستحضرات الماشوزية و السادية .. أنتم الضاغوط الجالس خلف كواليس الرهان .. لن تسقط الشام .. لن تسقط الشام .. لن تسقط الشام ..
باسم سيمفونية الـــــدم – قراطيــــــة ،
تغيرون أقوال الشوارع و الأرصفة و الطرقات و الأزقة والحارات .. و تكفرون النظرات وتقلبون العبارات .. و تلهثون خلـف الشعـارات .. و تمثلون على العالم أدوار الجرحى و المرضى والقتلـى .. و تنتظرون طلوع الشمس من بين شقوق جبهاتكم المظلمة .. تكذبون على الرصاص ، و على المدافع ، و الطائرات و على حماة القسم و الشرف و السيادة و العلم و الأقطاب الأربعة .. تكذبون حتى على الذي لا نقوى على الكذب عليه ! .
تكذبون على الماء و الكهرباء وعلى باعة الصباح و المساء .. و على عجلات عربة الحياة .. و على مؤذن الصلوات ..أتسجدون في صلواتكم أم أنكم تخشون غضب الله.. فلا أنتم من المصلين و لا أنتم من الخاشعين .. ولا انتم من التائبين .. يالـلــه .. يالـلــه .. يالـلــه .. ألا يرعبكم سيف " خالد بن الوليـد " و " عمرو بن العاص " و " شرحبيل بن حسنة "و " يزيد بن أبي سفيـان " و
" الوليد بن عبد الملك بن مروان " ..ألا تخجلون من حجارة جامع "بني أمية " الذي شيده "معاوية بن أبي سفيان .. ألا يجرح سلامهم أنوفكم المطأطئة .. كيف بلغ بكم أن تصيروا عملاء لتجار الحقائب المشبوهة .. أمن شدة كرهكم لعنقاء العرب أم من شدة غبائكم .. الحرب خدعـة .. و الخيانة جريمة .. و العالم ليس قرية كما يشاع .. العالم لغز كبير له حدود جوية وبحرية و برية .. و مصالح أغلبها سرية .. و إيديولوجيات مبطنة بالذهب الأخضر و الأصفر و الأسود ومن لا يتقن فنون الكر و الفر ومن لا يفهم فك شفرة قبضة الفيتو و الناتو داس عليه تنين الحوائن و التحاسير .. ألم تشبعوا من حماقاتكم .. و من الهروب ليلا مع حبيباتكم .. ومن التجوال على خريطة المرارة والجراح .. ألم تضجروا من عجعجة رياحكم .. و من مرارة العلقم بحلولكم المفخخـة .. و من رائحة المواخير في قراراتكم المشوهـة .. ومن العتمة المختبئة خلف جدران إقتراحاتكم الضيقـة .. ومن قشرة الرياء على تقاسيمكم المكفهرة .. و من فكرة غسل اليدين بالدم العربي و الدخول إلى أوطان الشعوب الحرة على ظهر دبابات و تماسيح أجنبية تحت لواء رياح الفتح القادمة من أورشليم .. بإسم دين البشرية الجديد ..سيدربونكم على فنون تقطيع العربية بمنشار العبرية .. و سينسبونكم إلى شجرة "ياهوه الدموي " فما انتم فاعلون .. و خلف من تصلون .. خلف من ذبحوا أنبياء الأوطان وهم يرقصون على وقع لحن" لالومبادة " الخليعة ..أتزورون الأندلس !!..أتزورون حدائق طارق بن زياد !! أم تزورون إسبانيا .. وبيوت جميلاتها الباسقات .. و لتذهب ولادة بنت المستكفي إلى جحيم النسيان .. آه لو تعلمون كيف طار حمام غرناطة ! .. مضت قرون خمسة و مجد العرب موشوم على جبين الحمراء : " لا غالـب الا الله " .. تسرب رمل الوقت من بين أصابعكم المنحنيـة .. غرقت مراكبكم الهشــة في مستنقع المساومة .. تعرى قناعكـم .. سقطت خناجر مؤامرتكم .. احرقوا ممراتكم و دروب اطماعكم و خرائط خيانتكم و عودوا إلى النوم ولا تنتظروا بزوغ الفجر من خاصرة ترهاتكم .. ستمر من أمام أبواب قصور غفلتكم عربة الزمن لتلملـم رماد عروبتكم المرمية على أرصفة الربيع العربي المزعوم .. لقد ماتت الفسائل و النخيل بدياركم .. وتعرى حياء البادية بباديتكم .. ولم نعد نعرفكم الا من أصوات نعالكـم .. لم نعد نسمع غير صرير بوابة فضائحكم ! ..يا للعار ..أكنتم تزورون إسبانيا و أنتم لا تعلمون معنى " كوريــدا " ! .
باسم السماء التي ستفتح شبابيكها لقوافل نيسان ..
ننتظر خروج فراشات الصفاء من شرنقات الربيع قريبا ستصعــد بشارة الأرجوان الدرج و ستتسلـق رؤى وطن يسأل عن عناوين شهداء محنته .. و على ضفاف نهر أخوتنا العتيـق يجتاحنا الحنين إلى سورية بلا خلافات ولا أحزان ولا دموع و لا جنازات .. بيني وبين حبيبتي نافذة صغيـرة .. شرفات بيتنا تطل على حدائقها الكبيرة .. و بركتنا تناجي حمامة نائحة تروي عطشها من عزف نـاي غميـر نافورتها الذهبية .. الياسمين بينا ينقل أخبارنا ..
و القهوة عربية .. بحب الهال أحبها .. وبقطرات الندى أحبها .. و بأشواق الحداة أحبها .. و بسحر المودة أحبها ..لا حدود بيننا.. جرح سورية جرحي و زنابق فرحتها فرحتي.. وشمس نيسانها .. شمسي ..أنتظر بفارغ الصبر نهاية سيناريو الحمل الكاذب ..وعودة غيمة الشهداء ملفوفة في ابريسم السناء .. ومهرجان السيوف و النشاب الذي سيعلن صرخة الأحرار المدوية بلسما يكفكف دمع ضنى الأحباب :
تبت يداأحقادكم .. تبت يدا حمالة حطب ولائمكم ..تبت يدا أقلام أراجيفكم .. تبت يدا أطماعكـم .. تبت يدا رمال جزيرتكم .. و كل الأقطاب التي تتنفس من بطن منتفخ يدعى " قطركم " !!
"إنهظوا أيها العبيد ..إنكم ترونهم كبار هذا لأنكم ساجدون ..
" و احفظوا جيدا هــذا الدرس .. الأسـد حـداد و هذا الزمان زمن الصديد و الرمل و الكلس و الصاروج والفخار .. فإرحلوا من أرض عروبتنا .. إرحلوا من ساحات مجدنا .. ارحلوا من حقول النخيل و من وتر ربابة الجولان .. ومن الجسور و الأزجال و المواويل و الدبكـة ومن الصليب و الهـلال ..
لن أعطيكم وردتي الدمشقية البيضاء .. و لن أسلفكم فرس صلاح الدين الحجيل .. و لن أترككم تأخذون سيفه الأصمع .. و لن أأتمنكم على وصايا اليرموك و حطين .. ولا على سجاجيد القدس الخضراء ..
انهضوا لتسمعوا قيامة ملحمة الياسمين و الغار و الشهداء وتغريدة برازخ الماء و ترنيمة الأرض و السماء : (( شام .. ياشام .. غيري قـــدر الشمس .. وقولـي للدهـر : كن فيكون !!. ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بولمية سميرة