/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

أسد أسد قصيدة للشاعر حسن عبابسة

 أسد ...أسد

أسـدٌ ورائـي . .

مُـمـسـكٌ بـِخـِنـاقِ أحـلامي الـقـديـمــهْ

و هُـنـا أمـامـي . . .

مُـتـلـَهِّـفـًـا لِـمَـذاقِ أحـلامـي الـيـتـيـمَـهْ . . .

. . . يـقـفُ الأســدْ .

و أنـا الـمـكـبـلُّ بـالـشِّعـارات الـعـقـيـمـهْ . . .

و أنـا الذي جَــثـمـتْ عـلى صَدري الصَّغـيرِ. . .

. . . حِـجـارةُ الـوَهـمِ الـعـظـيـمـهْ

و أنـا الـذي نـَقـشوا عـلى ظَهـري الـمـطـرّزِ بـالـجـراحِ . . .

مَـلامـحَ الـبعـثِ الألـيـمـهْ

مـا زِلـتُ أصْـرُخُ صـامـدا . . . مُـتـحـديـًـا . . .

. . . صَـمـتَ الـهـزيـمــهْ

. . . مُـسْـتعـذبـًا طَعـمَ الـجَـلـَدْ

أحــدٌ . . . أحــدْ

أحــدٌ . . . أحــدْ .



مـا زلـتُ أصـرخُ في وجـوه الـعـابـثـيـن بـثـورتـي . . .

الـبـائـعـيـنَ , عـلـى رصـيـفِ الـنـَّكـبـةِ الـكـُبـرى , . . .

. . . دِمـاءَ قـضـيـتـي

و الـقـابـضـيـنَ – بـِخـِسَّــةٍ - ثـمـنَ الـجـريــمــهْ

مـا زلـتُ أصـرخُ و الـظلام يـلـفـُّنـي . . .

. . . و مـخـالـبُ الـحِـرمـانِ مَـزّقـت الـجـسـدْ

أحــدٌ . . . أحــدْ

أحــدٌ . . . أحــدْ .


قـد كـنـتُ أنـشـرُ فـوق حَـبـلِ الـصَّـبـر . . .

. . . أغـنـيـتـي الـحـزيـنـهْ

فـلـعـلـَّهـا قـد تـسـتـريـحُ مـواجـعُ الـحَـرفِ الـدّفـيـنـهْ

و لأنـَّهـم قـد صـادروا كـُلَّ الـحِـبـالِ لـِيـشـنـُقـوني . . .

. . . تـَحـَرَّرتْ مـن أسْـرِهَـا لـُغـتـِي الـسَّجِـيـنـهْ

و سـافـرتْ عَـبـْرَ الـمـدى . . .

. . . كـفـراشـةٍ قـد أبـصـرتْ نـُورَ الـخـلاصْ

و تـبـعـثـرتْ مـثـل الـصَّـدى . . .

. . . لِـتَعُـمَّ أرجـاءَ الــمَـديــنــهْ

و تـَوحَّـدتْ لـِـتـلـُمَّ أشـْلاءَ الـبَـلـَدْ

أحــدٌ . . . أحــدْ

أحــدٌ . . . أحــدْ .




يـا أيـهـا الـدنـيـا أصـيـخـي و اسـمـعـي

مـا زال نـزف الأغـنـيـات هـنـا مـعــي

مـا زال فـي سـمـع الــشـجـــر

مـا زال فـي دمــع الـحـجــر

مـا زال فـي نـوح الـشّـوارع . . . و الـصّـوامـع

و الـولــيــدِ . . . . و مــن وَلـــدْ

أحــدٌ . . . أحــدْ

أحــدٌ . . . أحــدْ .


كـُنـَّا نـُردّدُ عـنـدمـا كـنـّا صـغـارا . . .

نـَعـدو , فـيـنـبـت ُ مـن نـدى خـُطـْواتـنـا . . .

. . . زَهـرُ الـخـَمـيـلـهْ

نـَشـدو , فـتـُولـد ُ مِـنْ صَـدى أصْـواتـنـا . . .

عُـصْـفـُورةُ الـبـَوحِ الـجَـمـيـلــهْ

كـُنـَّا نـُردّدُ فـي بـراءةِ عُـمـرنـا . . .

بـشـارْ . . . يـا بـشـارْ هــيَّـا . . . إلــى الـعـَمــلِ

إجــمـعْ شـذى الأزهــارْ مـنْ روضــة الأمــــلِ

و لأنَّ بـشـاراً كـَبـرْ

مـا عـاد يـهـوى جـمـعَ أنـخـابِ الـزَّهَــرْ

مـا عـاد يـهـوى غـيـرَ نـَخـبِ دمـاءنــا



و لأنـنـا أيـضـا كـبـرنـا

و لأنـنـا مـسَّ الـمـشـيـبُ شـُعـورنـا ... و شـُعـورنـا

لـم نـُدرك الـعـشـريـنَ بَـعـدُ . . . و قـد هـرمـنــا

لا تـعـجـبـوا . . . فَــلِـمَ الـعـجـبْ ؟

صِـرنـا نـُردّدُ . . . فـي غـَضـبْ

أعـطـنـي حـريـتـي . . . أطـلــق يـديّ

إنّـنـي أعـطـيـتُ مـا اسـتـبـقـيـت شـيَّــا

آهٍ مـن قـيــدك أدمــى مــعــصــمــي

لِــمَ أبــقــيــهِ و مــا أبــقــى عَــلـــيَّ

الله . . . سـوريـا . . . حُـريّـه . . . و بـَسْ

الله . . . سـوريـا . . . حُـريّـه . . . و بـَسْ

نـحـيـا بـهـا . . . و لـهـا نـعـيــش

. . . إلــى الأبــدْ

لـكـنـَّمـا . . . لا . . . لا أســدْ .