عوالم طفلة قصة قصيرة بقلم الأديبة جنات بومنجل

قصة قصيرة / بقلم جنات بومنجل*
- أمي .. لا أريد لهذا العالم أن ينتهي
هكذا فاجأتني وأنا أروي تفاصيل قصة علي بابا واللصوص الأربعين، مقلّدة صوت البطل وهو يصرخ بأعلى صوته " افتح يا سمسم "..
كان شعورًا مباغتًا أربكني، حدقتُ في جدران الغرفة وأرجائها.. نظرت إلى ملصقات فئرانها الصغيرة والثليجة البيضاء والسناجب والضفادع على الجدران، وجلت ببصري نحو عرائسها المستلقية قرب وسادتها ومطبخها الصغير، واللعب المرتبة بعناية على الرّف العلوي من سريرها وفوق مكتبها الأبيض، والطاولة الصغيرة التي رصّت عليها مجموعة قصصها وكتبها التعليمية، حيث تقضي ساعات طويلة في وضع كل شيء في مكانه، وقبل أن أعلّق على أمنيتها،..
قالت: - أريد أن نلون هذا السقف باللون الأزرق، ونزرع فيه قمرا ونجوما.
كان سقف الغرفة أبيضاً، ببعض البقع البنيّة التي يتركها جهاز التكييف صيفًا وكلما دهناه ، ظهرت تلك البقع العنيدة من جديد
احتجنا إلى دلو من الطلاء الأزرق، وعدد من النجوم الفضية التي وضعناها متفرقة في فضاء هذا السقف وقمر ذهبي..
قالت : هل لي أن أعدها ؟ -
قلت : طبعا هي نجومك، لامعة لأجلك
- قالت : إن النجوم كثيرة ولكن هناك قمر واحد.
- قلتُ: إن الأطفال كثر في العالم ولكنك قمري أنا ، ثم أردفت : - لا تضعي أشياءً على مقعد المكتب يا أمي، فقد تتحوّل ليلا إلى وحوش..
ضحكتُ، فابتسمت، قلت لعلها ظلال الأشياء مع نور المصباح ليلا هي ما تشكل هذه الأطياف التي ترينها .
فجأة لمحت بريق دموع في عينيها الجميلتين.. لاذت بحضني وهمست... أمي لا أريد لأحبتي أن يرحلوا، لا أريدك أن ترحلي ، لا أريد أن أشيخ ..
أشحت بوجهي عنها، نظرت إلى السماء التي شكلناها معا، وإلى نجماتها الصغيرة، ثم سألتها: - هل تحبين الله ؟
قالت: - أجل إنه يرسل لي اللعب الجميلة كل يوم ..
كانت تلك اللعب التي أضعها كل مرة قرب سريرها، فتجدها صباحا وحين تسألني، من وضعها ، أقول إن الله أرسلها لك هدية لأنك أحسنت التصرّف لذلك لم أجد ما أكمل به إيمانها غير قولي : - إنّ الله خلق الجنة لتعيش فيها الملائكة وأنت ملاكي..
ابتسمت، والتصقت بي في هدوء واضح..
في الصباح وضعت أجنحة الملائكة التي اشتريناها لعيد الميلاد، رسمت بالألوان على وجهها قلبا ونجوما وجلست ترتب عرائسها ولعبها وهي تغني / يا أحلى إسم في الوجود ،، مااااما ..!
ــــــــــــــــ
*أديبة جزائرية مقيمة بالإمارات
ربي يبارك و يوفق الجميع
هي عادة القلب الملائكي حين يخاف من مجاهيل المستقبل .... نصاعة الفطرة تتكلم ، تعبر عن خوفها من عالمنا ، تستفز مكامن الحنان و الرحمة في قلب الأم المؤمنة ... تضمها في حنان .... يشع منهما نور الإيمان .... تحلقان من أرض الظلمة و الخوف إلى فضاء الأمان بين يدي الرحمن .... آه من خوفي في الدجى و وحدتي ... آه من وحشتي و صرد البرد يسري في جسدي .... آه من بعدي عن بيتي و أمي ........ و ربي .