/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

المهندس والإعلامي عبد الرحمن بدران سفير النوايا الحسنة في حديث لمجلة هوامش حاورته نجوى عبد الله

المهندس والاعلامي عبد الرحمن بدران سفير النوايا الحسنة

حينما تظهر موهبة شابة تثابر حتى تحصل على لقب سفير النوايا الحسنة فلابد أنها تستحق الاشادة والاهتمام، لذلك نجري لقاءنا هذا مع شخصية شابة نجحت في المجال العلمي فكان مهندسا للاتصالات ولا يفى على أحد أهمية هذا المجال في التطور الحاصل في عصرنا هذا. كما أن شخصيتنا الشابة استطاع ايضا عبر قلم واع وفكر مستنير وجهد خلاق ومتابعة دقيقة أن يكون اعلاميا بارزا في بلده الأردن وكان أهلا أن يمنحه الاتحاد البرلماني الدولي لقب سفير النوايا الحسنة، إنه ضيفنا المهندس والاعلامي والمحلل السياسي عبد الرحمن محمد وليد بدران:
أجرت اللقاء: نجوى عبد الله

المهندس والإعلامي سفير النوايا الحسنة عبد الرحمن "محمد وليد" بدران، أهلا بك .
قبل كل شيء، نبارك حصولك على لقب سفير النوايا الحسنة من قبل منظمة الاتحاد البرلماني الدولي متعدد الأغراض، كيف تصف لنا شعورك بحصولك على هذا اللقب؟ وما هي المهمات الملقاة على عاتقك كسفير للنوايا الحسنة؟
نشكر لكم إستضافتكم الكريمة، شعورنا في الحقيقة هو شعور بمسؤولية أكبر من أي وقت مضى، حيث أن مثل هذا اللقب الذي يمنح كلقب شرفي لمن يرى الإتحاد البرلماني الدولي متعدد الأغراض فيه الإستحقاق لذلك، يضع على كاهل حامله المزيد من المسؤولية في إثبات إستحقاقه لهذا اللقب، وذلك بأن يكون حاملاً للنوايا الحسنة ومجتهدا في تعزيزها بين كل البشر. 
أما بالنسبة للمهمات الملقاة على عاتقنا كسفراء للنوايا الحسنة، فهي العمل على نشر مبادئ حقوق الإنسان والسلام والمحبة والإخاء والتعاون بين الثقافات المختلفة، إضافة لتعزيز الوعي بالعمل البرلماني والديمقراطي بين أبناء الشعب الأردني الذي ننتمي له في كل مكان من هذا العالم، وبالتالي نختصر المهمات الملقاة على عاتقنا بجملة: "أن نكون خير سفراء لديننا وأمتنا وبلدنا بنشر المبادئ الطيبة التي تعلمناها وتربينا عليها منذ الصغر، وننثر عطرها الفواح في كل مكان نمر من خلاله، حتى نجبر حجارة ذلك المكان وليس فقط من يتواجد فيه من البشر على الاشتياق لذلك العطر بعد مغادرتنا له ..!"
كيف تستطيع التوفيق بين عملك كمهندس حاسوب يعمل في قطاع الاتصالات في شركة سعودية، وبين مشوارك كإعلامي وكاتب ومحلل سياسي؟

في الحقيقة هو أمر ليس بالسهل أبداً، ولكننا نعمل على عدم الخلط بين الأمرين حتى نحافظ على إستقرار وإستمرار كل منهما على حدة، وبالتالي نسعى لفصل وقت عملنا كمهندس عن الوقت خارج العمل والذي نخصصه لمهنتنا التطوعية ككاتب ومحلل سياسي، مع تخصيص بعض الوقت للعائلة وشؤون حياتنا الأخرى بالتأكيد.
باعتقادك ماهي اهم العوامل التي جعلتك ناجحا خصوصا انك بدأت في مرحلة مبكرة وحققت شهرة واسعة في فترة قياسية؟

أهم العوامل التي ساعدتنا على النجاح هي أولاً التوكل على الله والثقة التامة به عزوجل بأنه لا يضيع مجهود إنسان مهما طال الزمن، ولذلك نعود نفسنا دائماً على الصبر والتأني للحصول على أفضل النتائج، ثم ثانياً بناء المصداقية عند كل من يتعاملون معنا من خلال البحث والتأكد من كل معلومة نكون مصدراً لها، بالإضافة للحرص على عدم الوعد بشئ إلا ضمن إستطاعتنا فقط مما عزز مصداقيتنا عند المواقع الإخبارية التي تنشر لنا، ثم العنصر الثالث وهو التوثيق لكل ما ننجزه، فنحن نوثق كل عمل ننجزه بتاريخه وتفاصيله كاملة حتى نتفادى السرقات التي تسهل عبر المواقع الإلكترونية، والعنصر الرابع هو تعويد النفس على أن المنافس الوحيد لنا هو نحن، وأن الإنسان الوحيد الذي نسعى أن نكون أفضل منه هو نحن بالأمس، ولذلك نسعى دائماً إلى تقديم الجديد على أن يكون أفضل مما سبقه أو على الأقل في نفس مستواه، حتى وإن كلفنا ذلك الغياب لفترات في بعض الأحيان، فالتركيز لدينا على النوع وليس الكم.
ولا ننسى بالتأكيد دعم أول من علمنا النطق في هذه الحياة والدنا ووالدتنا رحمهما الله، ووجود زوجتنا أم الوليد بجانبنا دائماً على السراء والضراء، ودعم شقيقاتنا وجميع الأهل والأقرباء والمخلصين من الأصدقاء والزملاء والمتابعين لنا باستمرار.
هل تعتقد بوجود منافسة بين الافكار الاعلامية الشابة والافكار المخضرمة؟ وهل هناك تنافس بين الاجيال الاعلامية؟
نعتقد بأن لكل جيل اهتماماته، فالجيل الشاب يحمل من الأفكار الابداعية والمفيد الكثير، بينما تحمل الأفكار المخضرمة من الخبرة والابداع الكثير أيضاً، والفضاء الإعلامي يتسع للجميع بكل تأكيد، كما أن الإعلام الناجح يحتاج للأفكار الشابة والمخضرمة معا وليس لاحداها على حساب الآخر، ومن هنا نجد أنه لا يوجد تنافس بين الأجيال الاعلامية بل الأصح أن يكون تكامل فيما بينها وأن يأخذ الجيل المخضرم بيد الجيل الشاب ويساعده على النجاح ليكون إعلاما ناجحا.
ما هو ردك على هذه المقولة بأن (وراء نجاح الاعلامي الشاب هو المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي)؟
لا نتفق مع هذه المقولة، في ذات الوقت الذي نؤكد فيه بأن المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي هي عوامل مساعدة على النجاح في حال تم استثمارها بالشكل الصحيح من قبل الاعلامي، ولكن هذا لا يعني بانها هي سبب النجاح، فبالنسبة لنا بدأنا مشوارنا قبل النشر عبر المواقع الالكترونية بسنوات عديدة أو حتى التواجد في مواقع التواصل الإجتماعي، هذا بالإضافة لأن المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن تكون سبباً للفشل عندما يتم إستغلالها بشكل سئ وغير صحيح، وبالتالي فربما يكون الاصح ان نقول أن: المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي هي من العوامل المساعدة في نجاح أي اعلامي شاب إذا ما تم إستخدامها بالشكل الصحيح ولكنها ليست العامل الوحيد للنجاح بكل تأكيد.

هل بالإمكان ان تذكر لنا الضوابط التي تدعو للالتزام بها في المواقع الالكترونية؟
حرص المواقع على المصداقية والتثبت في نشر الأخبار، وليس الحرص على النشر فقط بدون أي ضوابط لأجل السبق الصحفي، إضافة إلى وجود هيئة أو نقابة تسجل فيها المواقع الإلكترونية وتهتم بشؤون العاملين فيها من ناشرين ومحررين وكتاب للمواقع، وتعمل على تطوير أدائهم وتوعيتهم بحقوقهم بين فترة وأخرى، إضافة إلى ذلك من الضروري أن يكون هناك قوانين واضحة تحدد عمل المواقع، ليتم فرز المواقع الجادة التي تحترم قراءها ذات المصداقية العالية عن المواقع الصفراء التي لا هم لها إلا نشر الإشاعات والاكاذيب وليس فيها أي مصداقية أو إحترام للقارئ، خصوصاً وأن الإعلام الإلكتروني أصبح من أهم الأدوات المؤثرة في إستقرار المجتمعات اليوم.
بصفتك عضوا في الاتحاد الدولي للاعلام الالكتروني، وبصفتك مهندس حاسوب يعمل في قطاع الإتصالات، هل تجد فوارق بين المواقع الالكترونية العربية والأجنبية؟ وما هو مدى تأثير النشاط الالكتروني العربي على الغرب؟
بكل تأكيد هناك فوارق، أهمها ما تحدثنا عنه من وجود قوانين صارمة لديهم تحدد عمل المواقع وتعاقب كل من يخرج عن الطريق عندهم، هذا بالإضافة لحرصهم على المصداقية العالية، ونحن هنا لا نتحدث عن المواقع الاخبارية الالكترونية التي لا قيمة لها فهي موجودة حتى عند الغرب ولكن الجمهور هو من يحدد قيمتها في النهاية.
أما تأثير النشاط الالكتروني العربي على الغرب فموجود ومؤثر، فعندما يكون الموقع العربي محترماً وذا مصداقية عالية وينشر أخباراً موثوقة نجد الكثير من المواقع الأجنبية تسارع للنشر عنه والأمثلة كثيرة.
ما هي مكانة الاعلام الاردني في اروقة الاعلام العربي؟ هل هناك اضطهاد لحرية التعبير في الاردن؟
الإعلام الأردني له مكانة جيدة وسط الإعلام العربي، خصوصاً مع ظهور القنوات والمواقع الإلكترونية الخاصة والتي نقلت الإعلام الأردني نقلة واسعة، إضافة إلى أن النظرة للإعلامي الأردني عموماً في الوسط العربي وحتى الغربي هي من خلال حرصه على المصداقية العالية ونشر المعلومات الموثوقة التي يتم التثبت منها بقدر الإمكان، أما اضطهاد حرية التعبير في الأردن فهي غير موجودة في الأردن، على العكس فالإعلام الأردني يعتبر من بين أكثر الدول العربية حرية وجرأة.
برأيك، أيهما أكثر تأثيرا على المواطن العربي، الاعلام الالكتروني ام الاعلام المرئي؟
منذ ظهور الإعلام الإلكتروني وإنتشاره طغى برأينا على الإعلام المرئي والمقروء بل وحتى المسموع، ذلك لأنه يشمل الأنواع الثلاثة، فبامكانك وأنت تجلس على جهازك الحاسوب أو ربما حتى هاتفك الخلوي هذه الأيام مع ظهور الهواتف الذكية أن تفتح أحد المواقع الإلكترونية لتقرأ فيها بعض الأخبار، وتشاهد فيها بعض الحلقات لبرنامج تحب متابعته، وتسمع بعض ما تحب سماعه، ومن هنا نؤكد بأن الإعلام الإلكتروني بات هو الأكثر تأثيراً حتى على إستقرار المجتمعات في هذه الأيام.
عودة الى النوايا الحسنة، ما هي اهم النوايا التي تسعى الى تحقيقها ووضعتها في جدول اعمالك لخدمة بلدك الاردن؟ 
أهمها التأكيد على حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومبادئ الحرية والسلام، وأن لكل إنسان الحق بالعيش بكرامة بعيداً عن الظلم والاضطهاد بعض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو إنتمائه أو أي تقسيمات أخرى للبشر، إضافة للسعي لنشر مبادئ المحبة والإخاء والمودة بين كل البشر عملاً بقول المولى عزوجل: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وإستشعاراً منا بأهمية تمثيل بلدنا خير تمثيل وأن نجتهد في كتابة ولو سطراً واحداً بكلمات الخير والمحبة في كتاب تاريخ بلدنا ....

ــــــــــــــــــــــــــــ
نجوى عبد الله
njwa_75@yahoo.com