أصداف بقلم الاستاذ قدور بن مريسي
أصداف بقلم الاستاذ قدور بن مريسي
1/
يعرف الشعر في النقد العربي القديم بأنه الكلام الموزون المقفى الذي يحمل معنى ،
هذا التعريف يعد أحط التعاريف، فلا تكون القصيدة قصيدة إلا بتميزها عن النثر
بالوزن والقافية معا، فهل نستطيع أن نطلق اسم قصيدة على التعداد المعروف في الشهور
المتعددة.ثلاثون يوما في سبتمبر / إبريل في
يونيو ونوفمبر...!
****
2 / ليست القافية وقفا على الشعر
العربي بل هي عامة عند أكثر الأمم ، وإن كانت غائبة عند العرب ، لكن لماذا شهدت
محاولات الخروج عليها( أي على القافية الواحدة) هل هي قيد ثقيل للغاية؟ ولماذا
التفت بعض الشعراء إلى لزوم ما لا يلزم؟ وأعنتوا أنفسهم وبرهنوا على أن القافية لم
تكن كذلك...
إن الشاعر الذي يكتب القصيدة المقفاة
كالبناء الذي يبني جدارا معتمدا على خيط الشاقول. فيأتي الجدار مستقيما ومستو، لكن
هل هو متماسك؟ هل يسر نظر الناظرين بتناسقه مع الشكل العام للمبنى؟ لا تهمنا
الاجابة ، والشاعر الذي يتخلى عن القافية الواحدة ويطلق الكلمات على ظل وجوهها هل
يستطيع المحافظة على مقاييس الشعر ؟ وهل تحافظ ألفاظه على موسيقاها الناعمة؟ لا
تهمنا الاجابة ، لأننا بصراحة نريد تحت رغوة الأول والثاني لبنا صريحا ، لا حليبا
ثلثاه ماء وكفى!
******
3 / كان بحر الشعر صافيا مصقولا ثم
أخذت باخرة " الحراقين" تعلو على جبال فوق جبال ثم تهبط بقوة وعنف ،
يصدمها غربال النقد والتذوق الفني ، فيكاد يبتلعها القاع...تتعالى صيحات الحراقين
من سراديبهم طلبا للنجاة ، سكن الريح وركدت الأمواج استبشروا بالنهاية السعيدة
وقالوا : لنكتبن قصيدة النجاة!