/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

عندما تشتد الريح قصة قصيرة بقلم رابحي محمد إلياس

"عندما تشتد الرياح"
قصة قصيرة بقلم الكاتب: رابحي محمد إلياس
______________________________


أذكر ذلك الشعور الغريب، حين ينتابني، فأستلقي على سطح الدار الغير مسقوف، أمام شباك نافذة الخشب، أراقب من يذهب ومن يجيء، أراقب حياة الورى شبابا وشيّاب، عندها تأتي الأفكار ويبدأ  العقل بالهذيان، لكن سرعان ما يتبدل هذا اللغو إلى كلمات ساحرة، كلمات باهرة، فأمسك اليراع تارة والقرطاس تارة، ويزداد ذلك الشعور الغريب، حين ينتابني، بالتأجج والتوهج، بالضياء والاشتعال، فأراني ألُفُ ما بالفؤاد على امتداد الصفحات، وأحسبني قد جننت وأنا في أجْمَعِ قِواي، أحسبني معتوها، وكل هذا بسبب ذاك الشعور الغريب، حين ينتابني، وأنا مستلقي على حافة القدر، عندما تشتد الرياح، وتعبر مآقي العين السوداء، فتلوذ إلى أعماق الكبرياء، بينما اليدان ترتعشان لهول ما كتبت، والحواس أغمضت لروع ما رأت وسمعت، وشمّت ولمست، فتذوقت طعم ذلك الشعور الغريب، حين ينتابني، مع اشتداد الرياح.