/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

من وحي الشعراء قصيدة للشاعر بوخزة وليد


من وحي الشعراء
   شعر: وليد بوخزة 

هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ نَخْلِي أَمِيرَتِـــــــي             تَسَّاقَطِ الأَشْعَارُ فَوْقَكِ أَمْطُــــــــــــــرًا
وَتَلَقَّفِي مِنِّي القَصَائِدَ مِثْلَمَــــــــــــا               لُقِفَتْ حِبَالُ السِّحْرِ مِنْ بَيْنِ الـــــوَرَى
 يَا شَامَةَ الشَّامَاتِ يَا دَلاَّلَ نَجْـــــــ               مٍ حَائِرٍ مِنْ نُورِ وَجْهِكِ أَبْصَــــــــــــرَا
فَلْتَحْضُنِي شِعْرِي الرَّضِيعَ بِبَسْـــــمَةٍ              وَلْتَنْهَلِي مِنْهُ المَحَبَّةَ أَبْحُــــــــــــــرًا
وَلْتَأْخُذِي بِيَدِي لِجَنَّةِ عَالَـــــــــــمٍ              مَوْلاَهُ يَحْيَ بِالبَلاَغَةِ أَجْهَــــــــــــــرَا
كَيْ أَقْطُفَ العِصْيَانَ مِنْ شَجَرِ الهَوَى             وَأَعِيشَ بَعْدَهَا فِي الشَّقَاءِ مُبَعْثَــــــــــرَا
وَيَكُونَ يَحْيَ خِضْرَ شِعْرِي يَسُوقُــــهُ              فَيَصِيحُ مِلْءَ صُرَاخِهِ لَنْ أَصْــــــــــبِرَا
يَا حِبُّ خُذْ بِكِتَابِي وَامْضِ لِلْعُــــلاَ              وَاحْكُمْ فَحُكْمُكَ فَوْقَ قُدْرَتِي قَدْ سَـــــرَا
وَاحْمِلُهُ بَيْنَ يَدَيْكَ طِفْلا نَاشِئًــــــــا               بَلِّغْهُ أَسْرَارَ النُّبُوءَةِ مِنْبَــــــــــــــــرًا
فَتَرَانِي حِينَ يَجُنُّ لَيْلِي حَائِــــــــرًا             لِيَلُوحَ فَجْرِي بَاسِمًا وَمُعَبِّـــــــــــــــرًا
فِي حَضْرَةِ الأَشْوَاقِ أَشْرَقَ كَوْكَـــــبٌ             فَعَجِبْتُ ثُمَّ أَجَبْتُ يَحْيَ أَكْبَـــــــــــرَا
وَأَخَاطَ لِي القَمَرُ المُلَأْلِيءُ نَاظِــــــــرًا             هَمَّشْتُهُ وَأَجَبْتُ آسِرِي أَنْـــــــــــــوَرَا
وَالشَّمْسُ بَعْدَهَا كَلَّمَتْنِي بِحُسْنِهَـــــا              فَأَجَبْتُهَا بِالصَّمْتِ مُلْهِمِي أَبْهَـــــــــرَا
مِنْ سَالِفِ الأَشْوَاقِ حُمِّلْتُ الجَـــوَى             سِرًا دَفِينًا فِـــــــــــــي الضُّلُوعِ تَعَفَّرَا
وطَفِقْتُ أَقْتَرِفُ الحَنِينَ وَطِفْلَتِـــــــي            فِـي جِيدِهَا عِقْدُ المَحَبَّةِ صُــــــــــــوِّرَا
وَنَسَجْتُ مِنْ صَمْتِ الحِجَارَةِ بُـرْدَة               وَرَشَفْتُ مِنْ كَأْسِ البَلاَغَةِ كَوْثَـــــــــرًا
لأُنَاجِي رَبَّ الشِّعْرِ يَحْيَ كَالـــــذِي              فِـي لُجَّةِ الدَّهْمَاءِ نَاجَ مُكَبِّــــــــــــرًا
وَأَمَامِي سَبْعٌ مِنْ زُلَيْخَةَ أُغْلِقَــــــتْ              فِـي وَجْهِي وَالصِّدِّيقُ حَالِي مَــا دَرَى
يَا رُوحَ رُوحِي وَيَا طَبِيبَ مَوَاجِـــعِي             رِفْقًا بِقَلْبٍ فِي هَوَاكَ تَسَعَّـــــــــــــرَا
الأَمْرُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَحْيَ مُعَذِّبِــــــــــي              بِعَصَاكَ يَا مُوسَى الكَلِيمُ تَشَنْفَـــــــــرَا
وَأَدَارَهُ صَوْبَ الظَّلاَمِ فَشَقَّــــــــــــهُ               وَعُرِجْنَا نَحْنُ إِلَى السَّمَاءِ لِنُقْبَـــــــــرَا
مِنْ بَعْدِ مَحْكَمَةٍ وَعَادِلُ رَبُّــــــــــهَا              خُلِّدْتُ فِي سِجْنِ الهَوَى مُتَحَيِّــــــــرًا
مَا بَالُ يُوسُفَ يَسْتَطِيبُ مَعِــــــيشَةً               فِـي سِجْنِ حَاكِمِهِ بِلاَ أَنْ يَشْعُـــــــرَا
قَدْ رَاحَ يَكْتُبُ قِصَّةً فِــــــــي عِشْقِهِ              مِنْ حَوْضِ عَبْلَةَ فِي هَوَاهَا تَعَنْتَـــــــرَا
النُونُ مِحْبَرَةٌ وَرِيشَتُهُ الأَلِـــــــــــفْ              وَالنَّجْمُ سَوَى مِنْ ضِيَائِهِ دَفْتَــــــــــرًا
أَعْدِلْ فُؤَادًا قَدْرَ عَدْلِكَ يَا حَبِيــــــــ              ـبُ فَمَا اسْتَطَاعَ بِغَيْرِ نُورِكَ أَنْ يَــــرَى
قَدْ ذَاقَ بَعْدَ الحُبِّ شَحْطَ قَـــــــلاَوَةٍ             أَرْدَتْهُ صَبًّا بِالشُّجُونِ مُخَـــــــــــــدَّرًا
يَتَقَفَّى تَوْقِيعَ النِّعَالِ بِأَرْضِــــــــــــهِ             مِنْ فَرْطِ حُبِّكَ كَادَ يَكْتَنِزُ الثَّـــــــــرَى
لِيَرُومَ حُسْنًا مِنْ حُسَيْنٍ طَافِحـًــــــا              وَجَمِيلَ شِعْرٍ بِالزُّهُورِ تَعَنْبَـــــــــــــرَا
وَكَأَنَّ شَمْسًا مَازَجَتْ قَسَـــــــــمَاتِهِ              مِنْ حُسْنِهِ وَجْهُ السَّمَاءِ تَنَــــــــــوَّرَا
أَوْ نَالَ بَعْضًا مِنْ جَمَالِهِ يُوسُفَ الصْـ              صِدِّيقُ عَلَّهُ مِنْ جَمَالِهِ صَــــــــــــدَّرَا
فَإِذَا سَأَلْتُكَ يَا حُسَيْنَ وِصَالَكُـــــــمْ              فَأَجِبْ وَلاَ تَجْعَلْ جَوَابَكَ لَنْ تَـــــرَى
يَا لَيْتَ شِعْرِي أَنْ تَزُورَنِي لَحْظَـــــةٌ             مِنْ عَالَمِ المَجْهُول ِ تُجْنِبُنِي السُّــــــرَى
لأَخِيطَ مِنْ قَبَسِ الأَحِبَّةِ آيَـــــــــــةً             مَحْبُوكَةَ تَرْوِي لِجِيلِي مَا جَـــــــــرَى
أَحْبَابِي بِاسْمِ الشِّعْرِ أُهْدِيكُمْ جَمِيــــ              ـلَ الحَرْفِ بِالأَنْوَارِ أَقْبَلَ مُزْهِـــــــرًا
أَنَا لَسْتُ أَنْظُمُكُمْ قَصِيدًا إِنَّمَــــــــــا              قَلَمِي هَوَاكُمْ دُونَ أَنْ يَتَسَتَّـــــــــــرَا

هذه القصيدة مهداة إلى الأستاذة الشاعرة شامه درويش ,الشاعر يحي فريمهدي ,الشاعر عادل سوالمية والشاعر حسين عياض