/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

    درجات المتعة والتداخل والأنا السحيق واليأس عند على ملاحي في قصيدة اعتراف

    درجات المتعة والتداخل والانا السحيق واليأس..عند علي ملاحي ..في قصيدة اعتراف....
                       
     حمام محمد زهير(الجزائر)

         أقدارنا ترتعش حين يلامسها الموت والأنين والألم، لأننا نخاف.."من سقر او من حر أو صر"، وفي كل الأحوال نخاف لأننا بشر، حين نترقب، ما يخزنه القدر، ينتابنا شعور بالخوف ،لأننا ولجنا منتصف العمر وما بعده سيكون أمر، لان خلايا اجسامنا ستهوي إلى تاخر، عند ذاك نصطنع (الكوراج) لكي نندفع ، والخوف يتملكنا باختصار، لكوننا بشر عثنا في رزايا جوارحنا ، و(يذكرنا المولى في كم من أمر) وهو القائل "إلا تذكرون.".بين هذه النوازع جالت في خاطري وأنا اقرأ قصيدة للأستاذ ملاحي  علي(الناقد الجميل ) والأكاديمي البارز الذي شرفني القدر إن اجتمعت به  ذات يوم في ملتقى" سوسيولوجية الرواية" بولاية الجلفة ، وحضرت تكريمه...قلت جاء في خاطري" هوس والهام" لأنه سبق تذكيري بعد انقراض السنة القارطة ،وسأحاول ان اقرأ "عموديا وأفقيا ،أشطار قصيدته منتقدا فيها مارايته يصلح لزاويتي ..وفق درجات: لا مدرجات
    01-  درجة المتعة: تغنى الناس بما عاشه العالم من خلال "رؤية العالم" من أشياء جميلة وتكريم، وانتصارات وإصدارات.،.صنعت "عجبا ولذة "إلى درجة الشعور ب"الهواسنية "على غرار المفهومية في شخصيات غيتاري وجليوز.،  يقسم الناقد ملاحي هذه الدرجة إلى عناصر بسيطة أدت إلى متعة اللحن( رجع الصدى)..
    -          دس المنى(بيت الأماني)
    -          التطلع والترقي (صوفيا)
    -          التواضع للناس
    -          الأحلام   الجميلة
    02-   درجة التداخل: حدث إعمار في "نفسية الناقد" من حيث "التروحن والتشبع" مما أفرزته  السنة الماضية من احدث قسمها إلى عناصر هي:
    -          طلوع البدر على هامات الصدور
    -          حدوث الخسوف وانب لاش الاحلام
    -          حدوث الخوف المرتعش من الأتي
    03-  درجة الأنا السحيق : تحدث الشاعر عن خلده الدفين باستعمال عناصر غورية  هي:
    -          مس الضر والنفق، والقلق والحرقة
    -          تطلعات كثيرة..
    04-   درجة اليأس: قسمها إلى عناصر:
    -          الاحتضار
    -          انتشار الهموم..(دموع، غم، دماء)
    05-   درجة الترصين: الإقرار بالبشرية..
         لنستطلع ..زاويتي النقدية ،التي أكاد أحاكي فيها الناقد على ملاحي، من الأصح ان نقول وبمتعة أن انتصارات تحققت ولكن مؤقتا، وفي تلك اللحظة لان بتقادمها تفقد بريقها الفتان الذي  يستشري على المدة الزمنية  الأولى لذلك يتغير "منسوب المتعة"  بتغير الشهور وانقضاء الساعات ، والشاعر ذكر  ذلك بقوله (ممتع لحن هذي السنه..) فلو قسمنا "الملفوظات" في  شكل عتبات سنجد معايير توافقية ومتناقضة  بالشكل التالي المتعة( وداخلها التمتع )، اللحن (وداخله أحداث الإعجاب والتذوق) وهذي( السنة الحالية أكثر من غيرها )، فكما تلاحظون في المعايير،  فان "معيار التذوق والمتعة " أكل من الشاعر الكثير إلا كلمة ،هل تكون السنة القادمة  كما هي ..؟ سؤال تركه في الأخير  بقوله في الترصين الارتجاعي (إلا بشر )، ولكن  هل كل البشر يعيشون متعة التذوق  في هذه السنة؟..( مينمار.زلازل الصين والمريكان، احداث مروعة في  العالم العربي..) هل هذا يعطينا الحق ان نعيش "متعة صارخة" الااذا كان النظر إلى قافيتنا في ما نحياه ،لأنه ولله الحمد بعدت علينا الشقة..هذا من جهة، إذن الشاعر "كتب من زاوية متعة البعد عن الضنك "وهو محق لأننا بشر ، لكن هل يحق أن نقول (ممتع لحن هذه السنة )، لان غالبية الافتتان كانت أكثر من الاطمئنان دوليا..ونحن نعاصره في  ظل الحداثة اوما بعدها..سيدي الفاضل..
         ولما نعود الى العناصر التي وضعتها لدرجة بررت في خبرتك مجال ذلك التمتع (في  التمني،وهنا لااتصور تمنيات في  ضل ما أفرزته السنة من  دموع،و"التطلع شيء مشروع" على غرار الطموح ونتمنى ان يكون هذا التطلع لتحقيق "فاعلية الأمن والسلم "في العالم  ككل ، حتى نستطيع ان نكتب حقيقيا  قبل إن ندس الأماني "دس السر أيام الفر "وكم هو جميل هذا التوضيح المفضي إلى تحقيق الجمالية في التعايش والفهم، وكم أتمنى إن يسود  ذلك بين الضمائر القلمية، في  وطننا العربي، وأصدقك القول سيدي الناقد ان جملة ما ينقصنا قبل " دس الأماني"  هو الوضوح  بدون تكلف لقضايانا المشتركة وزوايانا الموحدة للأمور، وان كان الاختلاف واردا فما هي "الراحمة" وليس نقمة أو استعراض عضلات  في زمن ماتت فيه قوة الجسد وصارت قوت المعرفة هي السبيل الوحيد،.
    وفي الدرجة الثانية :
        في درجة التداخل يحدث الناقد عن أمور عصيبة شغلت الورى  رغم انقشاع الظلمة في بعض الأحيان، إلاان هناك حدوث "للقلق والتوتر" مما سيأتي وكأني به يشرح صورة يوسف عليه السلام بخصوص سنوات عجاف يأكلن ماقد سلف ، لغاية حدوث الارتدادات النفسية المرضية  كما ورد في قوله(وتفتّق في غمده الحلم مرتعشا في السطور)  .
         إن الشعور بالاغتراب والتفرد في فهم الأمور يجعلنا نبذل ما في وسعنا لاختيار الملفوظ حتى يفهمنا الناس، ان غبن التداخل الذي حدث عند الشاعر هو ذلك "التراجع في ما حدث ومخافة من حدوثه" ربما يجلب القلق وويجعل الأحلام لا ترتقي في مجالات "الترقي" التي تحدث في كثيرمن الأحيان من  مجاهدة النفس عند "المتصوفة "بغية الاتقاء الروحاني ذلك ما يتسامى في طرائقنا وينقصنا للترقي، وكم هي كثيرة مجالاته وأشكرك سيدي انك لمحت من بعيد بقولك..( وهنا ..من هنا طلع البدر ملء الصدور ) وحين يكتسي النور غيابات الصدور سيحدث الإشعاع الأزلي  حيث تتنحى الغشاوة والظلمة (تعبير انفتاحي رائع)
    وفي الدرجة الثالثة:
        يعود الشاعر إلى "إنسانية الإنسان" التي تخشى وتخاف (الجزع  والخوف) من آيات الحق،مرتوية من شرايين إنسانية ، استعمل الشاعر هذه العناصر (مس الضر والنفق، والقلق والحرقة) كلها من ترقب ما سيأتي، لان ماسلف شغله بمتعة، وهو يتمنى كأي مؤمن  بدوام  حاله على الأحوال، بما يحقق "بلهنية العيش "الساكن فاتحا المجال للتطلع، وهنا أشير إلى نقطة جد مهمة وضعها الشاعر وأتمنى أن يكون فعلا  واعيا بها هي أن  "مطالب الترقي "التي تحدث عنها ، ليست فقط من اجل العيش الجميل بل إلى "عيش  دائم  بين الدارين الأولى والآخرة" ، لان كل الاقلام تنهي  محاكاتها عند  الطمأنينة في الدنيا ومتناسية الصراط العظيم   ياصديقي  لويستمر فكرنا الى  وصف ما  قد " يلقى الإنسان" يوم الفناء عندها إذا  يصبح الادب كائنا ماكان على الدوام
    وفي الدرجة الرابعة:
          في هذه الدرجة كان الشاعر واقعيا ،ارجعه الزمن  إلى" واقعية حنة مينة"، عندما يغترف  باليأس والقنوط  لما صار إليه الوضع قاطبة من خلال ترانيمه الحائرة من غبش الليل والظلمة التي ربما ترتادنا...  عبرعنها برباعية مائية جميلة  هذه نصها (ربما نشرب الماء من همّنا.. ربما يشرب الماء من دمعنا..ربما يشرب الماء من مائنا..ربما تشرب الريح من دمنا) وتلك هي  سفاسف أقدارنا..قد تحتمل الخطأ أو الصواب فان أصابت فليس ذلك إلا تخمين وان أخطأت أيضا ليس  ذلك إلا تخمين بشري...
        وفي الدرجة الخامسة..يعود الشاعر إلى الاعتراف  بان التمتع والألم..والبهرج والترقي) كلها  من تسابيح البشر، في الأول والأخير على حد ماقاله  (لم نزل عند أبوابنا نحتضر..... نحن في أخر الأمر ..في أول الأمر..إلا بشر).  تشرفت كثيرا وانا الامس..بصماتك الخلاقة بكل تواضع...


    اعتراف قصيدة بقلم الدكتور على ملاحي


    اعتراف بقلم الشاعر على ملاحي 

    ممتع لحن هذي السنه..
    .مسكنه ...
    من يدس المنى ...
    هاهنا...؟ 
    من يرتّق أشواقنا..أنجما ..
    حلما أو سنا..؟
    من يبلل بالياسمين الدنا ..؟
    هاهنا ..
    اغرورقت بالاماني ..الزهور ..
    وهنا ..من هنا طلع البدر ملء الصدور 
    وتفتّق في غمده الحلم مرتعشا في السطور ..
    من أنا..؟
    ما الذي في الخفاء يدور ؟
    طلع البدر عبر العصور
    هل ترى كلما مر من عمرنا شفق ...
    مسّنا وجع ..ضمنا نفق ..
    واستوى فوق اكتافنا قلق .
    ..هذه حرقة ..لوعة في الّدبر 
    في الجبين مسطّرة كالقدر.. 
    لم نزل عند أبوابنا نحتضر
    ربما نشرب الماء من همّنا.. 
    ربما يشرب الماء من دمعنا..
    ربما يشرب الماء من مائنا..
    ربما تشرب الريح من دمنا ..
    ربما يركض الليل في روحنا ..
    نحن في اخر الامر ..في أول الامر..الّا بشر . 
    عـــلــــى مـــلإحــــي

    كي لا نضيع قصيدة بقلم فلورا قازان لبنان

    كي لا نضيع 

    بقلم الشاعرة فلورا قازان
          ـــــــــــــــــــــــ
    تعالَ سرِّحْ شعري كما تحبّ 
    وغرِّدْ على صدري كالعصافيرِ
    سأضعُ عِقدَ اللؤلؤِ المسحورِ
    وأقطِفُ لك من عيونِ الفجرِ
    وهجَ الضَّوءِ 
    كي لا نضيعَ... تعالَ
    نتدحرجُ كالمجانينِ 
    نهذي... نرقصُ
    على دمِ الشَّهيدِ 
    نوقظُ ضمائرَ العِربانِ المهاجِرةِ
    على أجنحةِ ليلٍ بهيمٍ 
    منذُ سِفرِ التَّكوينِ 
    تعالَ نغني 
    ونشيِّع أغصانَ الرِّيحِ 
    شرقًا... جَنوبًا 
    شمالًا... غربًا
    للمستحيلِ
    علَّنا نقطعُ 
    مِسافاتِنا المجهولةَ 
    دونَ فوضى التَّشريدِ
    في  الجحيمِ 
    ودونَ صهيلِ فتاوًى
    تكفِّرُنا بالدينِ 
    تعالَ نرقصُ بغوغائيَّةٍ
    حاكمًا وسلطانًا وأميرًا
    على ألحانِ التَّهديدِ
    الترويعِ... التَّشكيكِ 
    التَّجويعِ... التَّفتيتِ 
    التَّهويلِ... التَّجنيدِ
    وعلى هديرِ غارات 
    الدُّولاراتِ... والفولاراتِ 
    والدَّنانيرِ... والتَّنانيرِ... 
    كي تبشرَّنا
    العينُ العاريةُ 
    من الدَّمعةِ المالحةِ 
    بازدحامِ القبورِ 
    فوقَ اندلاعِ الحريقِ  
    وحينَ أنهمرُ على وَهْلاتٍ
    تتَّسِعُ ثقوبُ الحقيقةِ
    في قلبِ الحزنِ البديعِ
    أتْرُكني معَ غفوةِ النَّعيمِ 
    وأَيْقِظْ وَهْمَ السَّنابلِ
    وشهداءَ الرَّغيفِ 
    وأعلِنْ قيامةَ الموتى 
    على أنقاضِ وطنٍ
    يسبحُ في دمِ الرَّبيعْ 
    كي لا نضيعْ.

    نزهة قصيرة مع رجل أخرس بقلم محسن سليمان الإمارات العربية المتحدة

    نزهه قصيرة مع رجل أخرس
    ـــــــــــــــــــــــ بقلم محسن سليمان  الإمارات العربية المتحدة

    اتوارى في هدوء..
    قبل ان تنهرني امي..
    أحاول أن أملأ ناظري منك..
    في الركن الذي أنت فيه..للمرة العاشرة او الحادية عشرة اقترب..اثبّت اليك الخطوات..احلم بك تنتشلني من ذروة العشرين الى عالم اجهلة ولا اكرة الخوض فيه..أي الرجال انت..ماسر وقوفك الشاخص في كل ركن والى جميع الاتجاهات..يتفقون على انك رجل اخرس..عقيم..عديم الفائدة..بلا روح..وانا احبك اخرس عقيم عديم الفائده..بلا روح..ولااحب الرجال الاحياء الذين اصابوني باالشقاء..لقد مللت الرجال ذوي الاشناب المفتوله وعقول فارغه..حتى التقيتك وامتطيت بك جميع الرجال..اولهم خدعني والاخر أهان كرامتي وتركني فريسه في مهب الرجال..لم اجدك كذلك اطلاقا, كنتَ جامدا..هامدا تنظر الى مالانهاية..وقورا وعلى شفا ابتسامه..تنظر اليك الاعين من جميع الاتجاهات تتلمسك الايادي ويغريهم قالبك المتقن وتعجب بملابسك النساء والانسات..
    رايتك اول مرة في مدخل المتجر وكادت رعشتي ان تنسيني نفسي..بعد سنين تهز كياني وتشدني اليك..من يومها وقلت هو ذا الرجل المنتظر..اتحدى بك الرجال المائلين الى التعنت..اقدمك اليهم بتسعة اوجه هنا..وواحد امتلكته وتركته مبعثرا في سريري.
    شكلك افضل الرجال واكثرهم جلدا..أول مره في حياتي ارى ناسكا متعبدا لايبرح ملكوته ولا يمل النظر الى البعيد..يديك وانت تضمهما ليستا سوى قبضتين من حرير وربطة عنقك سيف يعجبني غمده..لا حاجة لي في هذا الركن سواك..انتهز فرصة إغلاق  الأنوار..امي تبحث عني بين الردهات..كنت بقربك في مشهد صامت الا من ضربات في صدري ورعشه بين أوصالي تبطئ من سيري إليك..شعوري بالاستحواذ عليك يتجلى الان وأنا أقف هنا على بعد خطوه من احتضانك..تاسرني بشموخك..ببديع صنعك وعظيم سحرك..اختي اكتشفت موقعي..لم تمهلني على ملامستك او حتى الشعور بانني اقف بقربك فهي كما تقول انك دمية دميمه تاسرك باترينه..تشدني من يدي في صمت..امي تنتحب مهروله..وتتمتم بقسمات على انها تعتزم ربطي داخل السرير..هه مسكينه امي لا تدري بانك ترقد في سريري بملامحك الحلوة وبشرتك الخالية من القسمات. 
    رغم وجودك الواضح في حياتي الا انك لاتثير الشكوك..اتلاعب بك كما اشاء..انتزع ذراعك ثم اعيدها..الهوبشعرك  واثبت رقبتك بالمسامير..وادون على ظهرك العبارات..تنظر اليّ ببلاهه..اصفعك..لاتزال ابلها ودون كلام..اضمك الى صدري باعجاب..هكذا ارتضيتك دون صداق..اشحنك بمشاعري الحرّيفة وأقرّك بطرقة إصبع زوجا..لالا.. حبيبا..بل عشيقا والى الابد.
    تقف في عدة اماكن ذات اللحظه,تختلف في الازياء والتصاوير..القاك اينما سرت..انظر الى قميصك الحريري ورقبتك المتحررة من الرباط..تجذب المارة بزيّك الرياضي وحذائك الأنيق..وتستلقي بملابس البحر..اقف معجبة متامله قوامك البديع الباعث في عقلي الدهشة من دقة صنعك ووسامتك..رجل لاتمل الوقوف او النظر الى الماره في صمت أزلي..
    اتلهف اليك كل يوم.. واقع في جدال طويل مع اختي وانتصر عليها بان انتظاراتك هنا من اجلي.وابتساماتك لم تكن كذلك قبل ان تراني.
    احررك من الرف الذي تقبع فيه..انفث عنك الغبار..احطم بك كل قيد وعرف..ترمقني بنظرات معسوله لم اعهدها في الرجال, اشدك من اطرافك..تسقط على صدري و ابثّ فيك الحياة..تشدني اليك بقوه وتنظر في عينيّ صامتا..اجل انت الرجل الذي اردت..هو انت..اهرب معك واليك حيث لايبقى في المتجر كائن سوانا..ادخل معك الى قالبك الكارتوني..تتقلب بنا الصفحات ونغوص في عالم الحكايات..استعيد بك كرامتي المسلوبه واطوف بك الرجال..انظر في وجهك الملائكي..تتاملني باهتمام..لاتهتم للالوان من حولنا ولاتغرك النساء..تاخذني من بين ذراعي الى رقصه خرساء..اذوب في داخلك ويأسرني تجويفك حيث لااستطيع الخلاص..
    اختي تقتل فيك الحياه و تنتزعك من بين ذراعي..اعيدك الى مكانك في هدوء..نزهه لم تستمر كثيرا لكن احدثت الكثير!..اراك الان تبتسم..التفت حواليّ..اراك تشير اليّ من جميع الرفوف و الباترينات..اخرج من المتجر وانا احملك..التفت خلفي اراك تبتسم وتودعني..و في السرير تبتسم وتستقبلني..ارمي بجوارك رجلا جديدا واستعد لنزهه قصيره مع رجل اخرس.

    إغرائية العناوين في مجموعة عرس الشيطان للقاص سعدي صباح

              

    توطئة:
     إن أول مواجهة   للقارئ تكون من خلال العنوان ،أول عتبات النص والمفتاح الوحيد مبدئيا لدخول عالم النص من خلاله يختصر النص وتتكون عنه فكرة  في ذهن القارئ حتى لو كانت عامة "فالعنوان ضرورة كتابية " لابد منها .
    لذلك خص المبدعون نصوصهم بعناوين مختارة بعناية ومحاطة بهالة من الشمولية التي يجد القارئ حيثياتها عبر تمفصلات النص.فالعنوان يراوغ المتلقي ويثير في ذهنه كما من الأسئلة التي لا يرتاح إلا بإيجاد أجوبة لها ،في هذه الحال لا حيلة أمامه إلا باقتحام أغوار النص بقراءة واعية قد تتعداها إلى قراءات وهنا على القارئ أن يستعين بمخزونه الثقافي ليدخل مرحلة تأويل ما تيسر عليه فهمه وفك شفراته.
    *من خلال هذه الورقة نسلط الضوء على مجموعة القاص الجزائري "سعدي الصباح" من خلال "عرس الشيطان" مجموعة قصصية تحتوي على (21) قصة تختلف مضامينها وتشترك في نفس القيمة الأدبية.
    فأول ما أثار فضولنا الأدبي ونحن ندخل عوالم الصباح هو العنوان المغري الذي فتح لنا  شهية القراءة، وجعلنا نكتشف اغرائية كل العناوين الفرعية للقصص التي تجلت فيها الوظيفة الاغرائية وتغلبت على كل الوظائف الأخرى التي حددها جرار جنيت في أربع وظائف في كتابه"عتبات" تميز العنوان عن باقي أشكال الخطاب الأخرى .وهنا تجدر بنا إشارة ولو سريعة إلى ماهية الوظيفة الاغرائية ،فهي نوع من الإشهار للنص مهما كان جنسه بداية من كونه كتاب  من خلال اختيار الغلاف المناسب ونوع الخط وتتسع هذه الوظيفة لتشمل العنوان وتتسم به .
    فالكاتب وهو يكتب نصا عليه أن يضع في حسبانه المتلقي أولا وأي العناوين أكثر إغراء وإثارة لحدسه وفضوله ونهم القراءة فيه ؟؟؟لذلك فسمة الكتابة الحديثة هي العناوين المثيرة للغاية التي يكتنفها الغموض وتحيط بها علامات استفهام كثيرة....
    *تكمن اغرائية العناوين من خلال مجموعة "عرس الشيطان " في اختيار القاص المحكم والدقيق والذكي للعناوين المستفزة لذوق القارئ ،المراودة ،الباعثة على ضرورة تخطي عتبة النص بل كل نص والغوص في جوانيه.
     ونختار هذه العناوين كشواهد عل اغرائية العنوان :
    "الحبقة التي تطير"ـ" الخطيئة "-"الصاعقة"-"الموت "-"الهروب إلى الموت"......
    فالمتأمل لها تثيره طريقة الصياغة ويدفعه الفضول الايجابي طبعا إلى ضرورة قراءة النص وطرح الأسئلة:
    -         نوع من الخطيئة يقصدها الكاتب ،وهل هي محمودة أم مذمومة؟؟؟
    -الموت: كيف يصور الكاتب الموت؟وهل هو الموت الطبيعي المتعارف عليه ام انه حياة لشيء ما ؟؟؟


    *لماذا تطرح هذه الأسئلة وغيرها؟؟

    الجواب ببساطة أن القارئ لا يتمالك نفسه أمام إغراء العنوان، لابد أن يتجرد من كل عائق يحول بينه وبين القراءة ليتعرى أمام النص ليكتشف ذلك الغموض والانزياح عن كل مألوف ذاك الذي يخول للكاتب أن يقيم للشيطان عرسا يحضره القارئ وللموت شاطئا نهرب إليه لا منه .
    فقوة تركيب العنوان غواية تراود القارئ وتقلقه حتى توقع به ولا يشبع غروره إلا بقراءة النص.
    إضافة إلى  ذلك هناك عوالم أخرى تجلت في عالم الصباح القصصي وزادت في اغرائية العنوان. فالكاتب يمتلك حسا لغويا قويا، استطاع بفضلها تصوير  الأشياء البسيطة على انها ذات قيمة كبيرة فقد جعل المتلقي ينظر إليها بمنظار مختلف ويقف عندها مطولا . فالانزياح في اللغة غواية أحسن الكاتب ممارستها.
    ولعل المقاطع التي سنوردها الآن دليل على ما نقول:


    *الحبقة التي لا تطير:
    "هبت نسمات الخريف على شماريخ الجبال ،فتضوعت بقايا سنابل بللها رذاذ جادت به مزمنة تزينها الرياح ،رحلت البيادر تاركة قيعان تعج بحبوب متلألئة تشع بوجه الشمس ،عصافير برية  أناحت من حقول كالحة بعدما سئمت أعشابا مزمنة تنخرها الديدان....."(2)

    *الهروب إلى الموت:
    "جلست القرفصاء ،لاحت لك اليرابيع البشرية هناك على مد البصر؟ جالت عيناك إلى أروقة السماء فرأيت أجسامهم الغريبة تشكلت من السحب الراكضة ،بل هم بعيوبهم يزرعون الشوك لتحمله الريح مع زخات المطر ،لوحت إلى البراري ولا من لمن عليك بدمعة مالحة،لويت يدك على طرف الحبل الذي أعددته لنفسك ،كنت بحاجة إلى البكاء فشحت عليك دموعك فبكيت بصمت وذلك اخطر البكاء....." (3)

    *عرس الشيطان:
    " وانتحلت شخص أبي نواس عنوة جنب جنية جاءت لتحضر عرس الشيطان ...وانقلبت الى أفعى اتخذت مقاعد سيارتي حجرا للفحيح ....دثاري البالي يشهد على رعشتها  وبرودتها المبللة ....." (4)

    في الأخير نود أن نشير إلى اتساع عالم القص عند القاص "سعدي الصباح" والمتأمل لنصوصه  يلاحظ أن تضاريسا كثيرة منها بحاجة إلى الكشف ....ولأننا اخترنا العناوين فلأنها  أثارت فينا متعة فنية وأغرتنا بضرورة دخول عالم الصباح الذي أحاط نصوصه بعناوين مغرية وجذابة تكسوها مسحة جمالية أيقظت فينا حب الاطلاع وأججت رغبة الكشف .
    *نصل في الأخير إلى أن اختيار الكاتب لعنوان مناسب ومغري ومنزاح عن المألوف المتداول ،يستقطب القارئ ويشده حتى النهاية.فلولا العنوان ولولا الاهتمام به فنيا ،لما تخلصت العديد من الكتب من عنوسة التكدس والتراكم ولما فتح لها المجال للتزاوج مع أفكار القارئ –من خلال التأويل- ولا استطاعت دخول عالم القراءة أصلا.
    أن اختيار العنوان يحقق للقارئ نوعا من اللذة التي يستشعرها قراءة ،تلك التي فسرها بارث بقوله :"لذة النص".

    انتهى
    حفيظة طعام
    الهوامش:

    1- محمد فكري الجزار ،العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي ،الهيئة المصرية للكتاب،مصر ،ط 1،1998،ص 15.

    2- سعدي الصباح،عرس الشيطان ،قصص ، دار أسامة للطباعة والنشر ، ص11.
    3- نفس المصدر ،ص،29.
    4- نفس المصدر ،ص ،65.

    السياب والذكريات الأول بقلم داود سليمان الشويلي


    السياب والذكريات الاولى 
    داود سلمان الشويلي 
    اثناء دراستي المتوسطة التقيت بالشاعر بدر شاكر السياب على صفحات الكتاب المدرسي ( الادب والنصوص ) كما اذكر ، وكانت القصيدة المختارة قصيدة ( انشودة المطر ) التي يقول مطلعها : عيناك غابتا نخيل ساعة السحر او شرفتان راح ينأى عنهما القمر عندها عرفت – بعد ان قرات الشعر الحر- ان هناك شعراء لا يكتبون كما كان يكتب الشاعر الجاهلي ومن جاء من بعده. والسياب يعد من رواد الشعر الحر – شعر التفعيلة – اذ قام هذا الشاعر بمحاولات جاة في اخراج الشعر العربي من القمقم الذي وضعه فيه الشعراء التقليديون، وكذلك من رتابة القافية وقيدها القاتل والممل. ان هذا الصنيع قد تضافرت عليه مجموعة من العوامل ليس اولها ما افرزته قراءات السياب للشعر الانكليزي، فجاءت محاولاته الجادة في الشكل الجديد ، الشكل الذي يعتمد التفعيلة لا البيت والعمود الشعريين ، ومن ثم ايمانه النهائي بان هذا الشكل – يتبعه المضمون الجديد بكل ما يحمله من اساطير ورؤى وموضوعات معاصرة – هو االشكل الذي يجب ان تكتب به القصيددة العربية – وما سياتي بعد ذلك - لكي تساير العصر الذي نعيش فيه ، عصر القرن العشرين ، الذي تقدم فيه التعليم وتطورت وسائل الاتصالات والمواصلات. نقل السياب الشعر العربي من الذهنية العربية القديمة الراكدة ، و ما وصلت اليه القصيدة ،وتقديسها لكل ما هو قديم في الشكل والمضمون ، الى ذهنية جديدة وجدت في الحياة المعاصرة ضالتها ، فراحت تكتب بذائقة جديدة ، ذائقة القرن العشرين ، معبرة عما تعيشه من حقائق تفرزها حياتنا المعاصرة. ان الذي ساعد السياب في ان يكتب الشعر الذي كتبه هو ما كان يمور به الشارع العراقي من احداث سياسية ، وثقافية كذلك، وجرأته في الكتابة عن ذلك بروح جديدة، وانفتاح على الادب الانكليزي الذي اتاحته دراسته للغة الانكليزيه في الجامعة ،وذائقته الشعرية ،ذائقة النصف الثاني للقرن العشرين . ان من مميزات شعر السياب هي: - اعتماد نظام التفعيلة في بناءموسيقى الشعر ، وفي بناء البيت الشعري ، والثوب الجديد الذي لبسه الشعر العربي. - التصرف الحر الى حد ما بالتفاعيل المستخدمة وحسب ما تمليه الذائقة الشعرية وقت كتابة القصيدة . - التخلي الى حد ما من نظام القافية القديم الذي كانت افكار القصيدة تقودها القافية ، اذ اصبحت الافكار هي القائدة للقافية. - استخدامه للاساطير الاغريقية والرومانية ومن ثم العراقية القديمة لتات قصيدته بافكار وعوالم جديدة رامزة للواقع الذي تتحدث عنه ، الواقع الذي راى السياب ان معالجته مباشرة غير صحيح. - اعتماد المشهد الفكري في تقديمه للحدث الشعري ، واختيار اللفظة المعبرة عما يجيش في الواقع وفي النفس من ثورة متفجرة . ان قصائد مثل ( انشودة المطر ) و ( غريب على لبخليج ) تحمل بين الفاظها وابياتها صوتا مميزا في الشعر العربي الحديث ،صوت له قدرة عالية في ان يكون مبدعا فيما يكتب . ان قصيدة ( غريب على الخليج ) تصور معاناة السياب وهي معاناة كل عراقي مغترب لاسبابه الشخصية او لاسباب خارجة عنه ، فهي تنقل لنامعاناة الشاعر وهو مكبل بالمرض وخشيته من ان يموت بعيدا عن العراق . يقول: الريح تلهث بالهجيرةِ، كالجثام، على الأصيل وعلى القلوعِ تظل تُطوى أو تُنشر للرحيلِ زحمَ الخليج بهنّ مكتدحون جوّابو بحار ويقول فيها: الرّيح تصرخ بي: عراق، والموج يعوِلُ بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق! البحرُ أوسع ما يكون وأنت ابعدُ ما تَكونْ والبحر دونَك يا عِراقْ. بالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراقْ... وكنتَ دورةَ أُسطوانهْ ويقول كذلك: حُلُمٌ ودورةُ أسطوانه؟ إن كان هذا كلَّ ما يبقى فأينَ هو العزاء؟ أَحببتُ فيكِ عراقَ روحي أو حببتُكِ أنت فيه يا أنتما، مصباح روحي أنتما- واتى المساء والليل أطبق، فلتشعّا في دجاه فلا أتيه. ويقول: واحسرتاه، متى أنامْ فَأُحس أن على الوساده من ليلك الصيفيِّ طَلاًّ فيه عطرك يا عِراقْ؟ بين القرى المتهيِّباتِ خطاي والمدنِ الغريبه غنّيتُ تربتكَ الحبيبه، وحملتها، فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبه، ويقول: لتبكينَّ على العراقِ فما لديك سوى الدموعْ وسوى انتظارك، دون جدوى، لِلرِّياح وللقلوعْ! رحم الله السياب الذي تمر هذه الايام مناسبة وفاته.



    أطلال مناعة قصة للأديب سعدي صباح

    أطلال مناعة قصة بقلم سعدي صبّاح

    رحل الرّبيع باهتا بعد أن شابت زهيراته بين المزارع .. رحلت ليالي المذاكرة وانتهت ...آن الرّحيل عن زاوية تجرّعت على عتباتها مرارة الحنظل وشبه روتين إزاء طلبة من كلّ فج ...يؤلمني حين أراهم يتحلّقون حول مثارد تآكلت أطرافها ..يلتهمون البربوشة بزيت البرميل ! وهاهو أبو الهجير يناشد بصقل المناجل ! وعدت إلى دشرتي الحبيبة أمتطي طائر الحبور ..لادرس ينتتظرني ولا من يرمي قدراتي بالظنون ! إحتضنتني والدتي بعد غيبة وبيديها الحانيتين لبن عنزتي الحواء وشطير الخبز الأسمر ! وبعد هنيهات جنب التنور ، رحت أتأهب كعادتي لقنص الكروان !.الحرفة التي جبلت عليها من بين أترابي في الدّشرة ! أنا المدلل وقد أبرتني المدينة ! ..أرتدي ساعة وبدلة ميّزتني عن الفتيان !..عانتقتني الدّشرة عناق الأم الرّؤوم ! ..ظباؤها يهمن بي غير مكترثات بأطفال المواشي ! حطّت بمناكب دشرتنا خيم مهلهلة جشعا في حق الله مما جاد به من قمح وشعير ! ، وأنا غير عابئ.. فما يهمّني سواء قنص الكروان ! ..ذلك الأنيق الذي رضعت حبّه مع الحليب وبني عشّه في دمي ..رحت بمساء ماطر أترصّده بشوق ..منشغلا بهبوطه جنب البيدر.. إلى أن تولّهت على قدوم امرأة تحطّ رحالها بدشرتنا !..تركت الفخة في انتظار هبوط الكروان ..وهرعت من باب الفضول ،فإذا بامرأة هيفاء تنزل الّدشرة قادمة من أقاصي وادي القطفة ! ....نزلت كمزنة على الأرض العطشى ! ومن نظرة جنّنت البدو بطولها السّامق وليلها المتهدل !.ولم نر قط امرأة أجمل وجها ولا أسود عينا ولا أحمر وجنة .....خمرية بملامح الغجر ! قيل بأن زوجها توارى بعدأن أدمنته جنّية وطارت به في ظروف غريبة وغامضة ! وراج بأنّها تزوّجت جنيّا جعل الدّنيا في كفّها وصبّ جاذبية على محيّاها الجميل ! ....خونية لها بنات في عمر الزّهور ! ..مرابطة تصنع العجائب ..تأكل النّار ودخّان العرعار ! ..تمارس طقوسا غريبة لسحق السّحر والعين الشّريرة.. ولها حكمة في طرد الجن بجنّها الذي يسكنها ! ..مفتاح العوانس بيدها ! ، هكذا شاع في الدّشرة والبوادي المجاورة، وهذا مما جعلهم يتقاطرون عليها أمواجا عارمة من البشر ! نساء ورجال وبنات !..البيت التي تكرّم به للخونية أحد الأعيان استحال محجّا وزاوية ! وبدأ البيت تكبر بحكمتها وببشاشتها الضّحلة عند النّساء ! ..وبين عشية جلبت لهم ملامح المرح!، وصاروا ينحنون إجلالا ولا يأتمرون إلا بأمرها ! وعلى نيّاتهم واهمين بأنّ الموت بيدها ! ....بابتسامتها السّاحرة خطفت قلوب الرّجال ! ..زهوانية نالت شغف البدو بالرّقص والغناء ! ..براعمها الغضّات فراشات تشتهي الموت على وهج الشّموع ! بقلوبهم ظفرت بتاج الملكة ! لذلك كانت تعتني بنسائهم إلى أن سلبت ألبابهم ! ، ولا ادري لماذا أنا أحسست بشعور طفل أبله بأنّها تميل إليّ كل الميل ؟ فوجدت نفسي أنجذب إليها كحمل وديع !..وقعت آسيرها، فأعلنت إلحادي عن قنص الكروان إلى حين !وبعد فوزها بالعرش، ها هي لالة الخونية بدأت تحسّسهم بماهية الحضرة !..تنازل رجال البوادي عن عوانسهم طاعة لها وإجلالا ! وهي تتمطّى وتستغل سحرها ! وقد جعلتهم على هيئة عبيد !..والزّوار يزدادون بنسائهم وبناتهم في كل ليلة ! ولا يكفّون عن التوافد، ودار في خلدي رغم سذاجتي بأن الخونية متفّتحة في عمقها حد التفسخ وتبيح كل محظور ! ..أعطت للعوانس حرّيتهن المطلقة ! ،وهاهن يتأهّبن عشية كل خميس لاعداد الكسكمس للزوّار ! وبعد العشاء ينجد المراح وترصّع زواياه بلبات الجاز ! كلّفتني لالة بحتمية الدّخول مقابل براءتي ! وأناعلى يقين بأنّها قد أحبّتني ولا أنكر بأنّني ملت حد الانصياع .. ولا أنكر أيضا بأنّها تنحني للشيطان ..! ولحاجة في نفسي ونكاية لم أفصح ولم أبح بسرّها !، الحالة زاهية بكل الألوان ، وهي تتبختر ببرجها، يحفّها حشد من جميلات البوادي ! ، وبغتة أعلنت لالة بداية الحضرة، فاشرأبت الأعناق وتزاوجت الزرنة مع عبق الكتى ! ،..يتضوع مسك البوادي فترى المتزينات ساكرات حد النّشوة ! ، يجلجل البارود تعزفه أنامل الرّجال من خلف الجدران ! ، تفتتحها بالترنم ! والحاضرات يتغنجن حولها بالمباخر.. تهيج جنونها بالجاوي والبخور ! ، النّساء يبدأن الرّقص بأمرها وترى العتبات قد غصّت بفتيات متعدّدات المقاصد بليلة قد ودّعن فيها تسلّط القبيلة إلى أجل غير مسمى ! ، وجاءت دالة الخونية التي ينتظرنها على نار ، تعطّرت بعطرها الآخاذ !..السماشة الذّهبية تتلالأ على صدرها وعلى جبينها شناق من الفضّة النّاصعة! ، إستهلّت الرّحبة برقصة بوسعادي فتعالت الزّغاريد ! ، ولاح خصرها الشبه عاري! والعذارى يتقرّبن منها يضمخنها بالطيب والذّريرة ! وتستمر الغيطة.. تعمل عيطة ..تسايرها البنادير في إيقاع منسجم ! ، تسقط لالة في الحال ! ..تمارس جنونها الغريب ! ..تزدرد حفنة من الجمر المتأجّج وتسكب عطر الزّواي في جوفها ! ..تخرج خنجرا.. تغرزه في بطنها ! وتنادي عمن تريد الزواج ! ، فتتقدّم منها أجمل الحاضرات واجفة !..تزكم منخرتها بالشّمة الأغواطية فتترنح سكرى ! ، فتضع على أعطافها شالا أخضرا ، تنحني الخونية وتمسد خصرها والنّساء يولولن ! ، العجائز يتمتمن في هلع ممزوج بالعجب ..ولا تلبث هذه اللّعبة الشّيطانية أن تنتهي بسلام ، وعلى حين غرّة تقدّمت منّي الخونية ..أمسكتني ورمت بي داخل الحضرة ! وتعالت الزّغاريد من جديد ! ، هرعت إحداهن وزمّلتني بزمالتها المرشوشة بعطر الزّواي ! ..ربّتت على كتفي.. بخّتني بقطرات أسكرتني ! نلت إعجاب الحاضرات و كانت كل واحدة تنوي الظفر بخفّة الرشا !..من هذه أنشق عطرا ومن تلك أراشق ببتلات النّعمان ! حتى عانقت الثرى والعرق يتصبب بكل أنحاء جسدي ! ..مدّدتني الخونية ودنت مني إحداهن ودثرتني بشالها المعطّر ! ..سكبت عليّ قارورة السّنبلة بأكملها.. وراحت أناملها تمسح على جبيني.. تمزّق حبّات العرق، إلى أن أفقت من بليّتي على تحسّس أنفاسها ! وقفزت كالأرنب البريّة وتكرّمت عليّ بلوح من الرّمان ! ثم إنتشلت مني شالها المخضّب ..تشمّمته وقبّلته بلهفة ولملمت به ريش الغراب ! ، تهاديت منبطحا بين النّساء وصاحبة الرّمان وتمنع عنّي فضول المغرمات ! ، ورحت أنا أسرق النّظر من الورد البشري وأتصيّد النّشوة من مزنة البخور التي زادت من بدعة المكان ! وهي تمتزج بأعراف الياسمين المعرّشة ! ،وبعينين زائغتين لم تزل صاحبة الشّال تلاحقني كقدري غير آبهة بطفلتها التي استبد بها الكرى! وأنا أترقّبها ببلاهة ساذج تشغله حبّات النّبق الأرجوانية من شجيرات السّدرة التي حفّت بها المناكب ، غير عابئ بأشواكها الشّرسة ! ،وكانت رائعة الجمال يبتهج كل من تتعلّق عيناه بها ! تمنيت في النّجوى لو تكفّ وتتركني لحالي ..لكنّها راحت تومئ لي مصرّة على غوايتي ! ..دفعتها دودتها وعزمت أن تنال من طفل لا يعرف للحظة الجنون معنى ! ..موجة قد أعمت بصيرتها حالت بينها وبين العارإزاء النّساء ! ، أشارت بأن أدنو منها ! فدنوت مرغما ..جامد الوجه !..لم أفهم !تأجّجت شهوتها الأمّارة بالرّذيلة..مستسلمة لجنون الرّغبة ! فضمّتني إلى صدرها فكدت أختنق من العطور.. وبلهفة غير مبالية أخذت في إثارتي ! وتجاهر أمامهنّ وتتباهى! ،أوقعتني في حرج بأمر لا يعنيني ولم أرغبه ! وكنت في خشية من الحاضرات أن يأبهن وتشاع الفضيحة التي تضربها عرض الحائط !..وتركت العنان لراحة مخضّبة تداعب شعري، وأنا على شفير خصرها مترددا وحائرا ! والزرنة تتمادى في صخبها دون توقف ! ، همست لي بالتسلل إلى حظيرة السّخال النّائية من البيت .. أنتابني شعور غريب ..فالمقلب أكبرمني ! ..وتستمر في تكرار القبل على الخدّ وعلى الجبين !ولا تخشى عن طفلتها المسافرة في الكرى ! ومازحتني هامسة أطعمتك الرّمان وسأطعمك فاكهة اللّيل التي لم تذقها منذ أنجبتك هذه الدّشرة ! .وباتت تراودني لكنني قد أحجمت بخجل .. تركتها في خبلها الذي إعتراها وتسلّلت مندسا بين نساء يوزعن الرّوينة لأتخفّى من قدري ! .خابت ظنونها بعد أن أفلت من نمرتها الجائعة ، تمرّدت تمرّد البلاهة وعزمت بأن لا أبالي بنظرات الكراهية ولا لبغضها الذي أحسسّت بأنّها تكنّه لي ! وأدركت بعد ساعة بأني لم أقرأ سورة النّساء! .وخلسة تخرج الخونية وبصوتها المبحوح أعلنت ختم الدّيوان .تقدّت مني مبتسمة مغتبطة وأمرتني أن أسلّم على جبين الولهانة .. وكأنّها تنبّأت بالحكاية وانتهى السّمر ! واستمرت في حضرتها كل خميس وكان حضوري محتشما إلاّ من مر الكرام، ! .والأيام تمرّ بسرعة رعناء وينثر الخريف أوراقه! .ترحل الخونية تاركة وراءها قصصا من العشق و الغراميات ! وأبارح أنا دشرة الزّهو وقد نادتني مدينة الشّرفة بزاويتها الحرّة معبئا بالذّكريات ! .تسكنني الفاتنة ! إنسلخت عن الطّفل الذي كنته بعدما لا حقتني الأسطوانة تردد على مسمعي كلّ ما سمعته جنب الحضيرة !. يمكن أن أنسى كل أجساد الياسمين التي كانت تتمنّى في صمتها أن تطوّقني ! لكنّني أبدا لن أنسى من هامت بي جنب الحضيرة ! ، أفقت اللحظة على عبثها ! ..كما أيقظت على خنجر النّدم ..تراءت لي ملكة بتاج وحضيرة السّخال قصرا منيفا !..واشتدّبي الحنين لأطير وأرى مغناها وأخمد نيران الأشواق! وفي الغدّ قصدت سوق الماشية علّني أرى من يدلّني ! فقابلني شيخ يرتشف الصّفاي.. أه عرفته هو من دشرتنا ! .. حنوت له فرّحب بي وطلب لي خرجلانا وإزاء فنجانين سألته بجرأة عن المرأة التي كانت لا تتوانى عن الخونية وعن طفلتها ! ..فحدّثني بالتفاصيل غير المملة ، بأنها كانت تسكن بدشرة منّاعة ..لكنّها رحلت ككل الذين قد طاردهم القحط صوب التّلال !نأت عن مرابعنا كمزنة عابرة ! .فامتلكتني رغبة في البكاء متحسّرا في النّجوى عمن منحتني الحب الكبير .. و على يقين بأنّ العثورعلى بيتهافي آخر الدّنيا ضرب من الخيال! ..توارت الجميلة مثلما تواريت أنا عن الأهل والخلاّن ! ، كطالب بالمدرسة الحرة أبيت على الطّوى !، أنستني المذاكرة والكتب ..فلا كروان ولا حضرة ولا حضيرة !أنا غير مستقر.. تسكنني من فضّلت الرّحيل.. هي السّاعة من ضمن دفاتري ! ..أتذكرها لأقتل رتابة المساء ! ..أبحرت في يم التّفكير فيها .. فركنت إلى الخلوة والعزلة ! ،أصبت بوباء السّجارة.. أطيافها تغتصب وحدتي .! ..قابلني وجهها المشرق هذا المساء فأخذت ورقة ورسمتها بقلم الرّصاص! فأدركت بأنّها فجّرتني ورحلت ! .دخل سيدي بغتة فوقف مذهولا لهذا الانجاز ! ...شكرني وبارح، تأمّلت الورقة فانبهرت لعينين غارقتين في السّواد ! ..وهاهي تؤلمني وستظل تجرحني ! ..سامحتها على عبثها بالليالي وسامحت نفسي وغفرت لها نزق الطفولة ! ،أدمنت على الرّسم.. جسدت ملامحها بلوحات ..رصّعتها على جدار الغرفة ! وبليلة حالكة حلمت برجل قد زارني من وادي عبقر.. أهداني ريشة تقطر حبرا !ومع إنبلاج الفجر وجدت نفسي أنثر أشعارا.. أتذكّر من خلالها ملهمتي وأتغزّل بمن أختارت أن تفجّرني وتتوارت بين الفجاج !، انطلقت على يدها شاعرا يرسم بالكلمات وهي لا تدري ! وتمرّ السّنون وتنحتني التجربة ملاّحا في بحر السبب والأوتاد ! ..لمع اسمي وبدأت مرحلة السّهو السّلوان..والبريق كفيل بأن أجتثها من حياتي ! دخلت عالم الأمسيات ..قرأت الكتاب الكبير ..لاح شاعري في كل وادي ! ..شهرتي وراء تناسل المعجبات ! قتلت ملهمتي ولحدّتها وشكرتها في منفاها لأنّها وراء هضمي لروائع على محمد طه ونزار!وكنت ممّن طرق أبوب النّجوم.. من طفل ساذج حياته الكروان ! ..وها أنا أجني ثمار المعجبات ..أحصدها مثلما كنت أحصد سنابل القمح السّخية ! وشاء ودخلت قطاع التربية عن جدارة.. يسبقني اسمي وتفرضني قصائدي التي كانت تشبهني ! ، يحبّني سيدي المدير وأسرة الرّسالة السّامية ، إنفتحت أبواب السّماء لشاعر مسرحه الدّنيا! ..أحضر المهرجانات بهامة بسموق النّخلة وأنا وردتها ! يزداد عدد المعجبات في كل يوم بعدد القصائد التي أطرزها من باديتي ومن عبق الشويحات البرّية التي أعطتني أكثر مما أعطتني الاعدادية الحرة ! ..إحترفت تحبيك الزّهور رحت أقطف من كلّ أيكة زهرة ! ، الكثيرات يحلمن بقنص صورا إلى جانبي وأكابر للحفاظ على سمعة الشّاعر الذي يسكنني ! ، أستاذي الخلوة ..أتجنب مخالطة من تربطني بهم ساعات العمل ! ، أعجب بي أحدهم وأحبّني وأنشغل بقصائدي إلى أن انثني بي إلى مقهى المدينة !فتح لي قلبه وفتحت له ..حدثته عن حلي وترحالي وبحت له بما يشبه السّر ! ، ويحدثني بروية عن عدد المعجبات اللواتي يبحن له بذلك الاعجاب ! ، وكان حديثه شائق وبنكهة فنجان القهوة وسجارة الويسطو أسهب يحدّثني عن فتاة بأنّها جاءت من مدينة الورود تشغل معه ! وبعد وصفها الذي نبتت من خلاله أجنحتي ، أنبأني بأنها فاقت كل المعجبات ! ، تقصّ أثري ..تقرأ لي برغبة مختلفة ..تقصّ قصصي وأشعاري وتخبّئها في حافظتها! ، شغفت بي كما شغفت بها اللحظة واهتزت لها أفئدتي قبل أن أراها ! وها أنا أحلم بأن أهدي لها إصداري الجديد ! ، لم ينه الحكاية المشوّقة وراح يحدّثني عن المعجبين بجمالها وثقافتها وحضورها وتغنّجها وعدد الذين حاولوا إسقاطها ..لكن كمن يمخضون في الماء ! ، اقترح بأن يتكرّم عليّ برقم جوّالها، وقبلت مرامه برحابة صدر ، سجّلته وغادر مثل النّسيم إذا سرى ، وبرفقة شاي بالنّعناع طلبتها على أحر من الجمر ! ..كلّمتها بنبرة الشّاعر : مساؤك سيسان ! فردّت مغتبطة وبأدب من؟ ! شاعر البوادي .أعرفك أكثر منك ! ..ألا تعرفني ؟أعرفك لحدما ، واستطردت سائلة عن أحوالي.. وسألتها عن أحوالها مع العمل عرّجت عن جديدي وتنقلي بين المحافل كفراشة الرّبيع ! ، حدثتها بإيجاز عن حضوري المثمر و تتويجاتي ، فأحسسّت بأنّها إزدادت إنبهارا وتعلّقا وكتمت ! ، وقالت بأنّها تابعتني عبر الآثير وأستهوتها الحصّة من بدايتها.. وأنّها من تدخّلت عبر الهواء مع صديقة لها ! ..وأقرّت بأنّها جد مسرورة ..وأن لها الشّرف الكبير أن تتعرّف بي واعتبرت جازمة بأنّ ذلك مكسب قد يضاف إلى رصيدها ولم تكن تحلم به ! .أخجلتني بإحساسها.. .شكرتها وأنهينا الدّردشة ، وفي الغد طلبتني يفضحها شوقها بأنّها إنجذبت وسقطت سقوط العصفورة في حجر الفخة ! ..وقعت معجبتي لا محالة في الشّراك ! ومن خلال حديثها أدركت سمو شموخها وتاجها الذي صنعته بأنامل عفّتها ! .فتنازلت عن كبريائي قربانا لها وجعل منها ربيطة وملهمة مع ما تبقى من العمر ! أقرّبأنّها زلزلتني وأسقطتني مثلما أسقطتها ! .ودون أن أشعر وعدتها بأن أكتب فيها نصّا ! .فاغتبطت وتجرّأت ومنّت بقبلة تحملها النّسمات ممنّية بأخرى! فازددت يقينا بأنها إنقادت كبكرة إلى المناهل في شمس الضّحية ! ، وقد أكدّت لي بأنها سوف تعيدلي طفولتي وما إنقضى من شبابي ! ودّعتها على أمل كتابة النّص ...لويت إلى ديري وبصحبتي سجارة الويسطو ! ..وسرحت في السّكون أتصيد سرب المعاني ..وجاء النّص مثمرا ومستشرفا ! فكسته إلى صحيفتي المفضّلة ..وبتّ أترقب بزوغه على صهد الحرمل ! إلى أن أشرق الصباح بنشوة المطر ، كم يسعدني وأنا بين طيّات جريدتي ! نصّ موسوم ب " شاعر يقطف زهرة " بخط بديع وبصورة أبدع ! ..أينعت خميلتي المونعة ..حطّت أسراب الفواخت من حولي ! كلّمتها ودقّات قلبي تسبق الرّنين ! طلبتها بقنص الصّحيفة، وبكنف الظّهيرة طلبتني تطير غبطة ! ..وقالت بأنّها قرأته قراءة متأنية ..حلّلته .. وأسقطته على نفسها ! ..قصّت الصّفحة ودسّتها بعد أن أطرتها من تصميمها ! ولمّحت..اتمنى ان أراك وفي الحال ليتلاشى وهم شاعر يسبح مع طّيور السّحر! فأغتبطت في النّجوى لمرامها ! وفي الغد تنفّس صبح الرّبيع على قدومها ! ..يطاردها الشّوق صوب مدينتي طلبتني من شاطئها يحرسها الزّقاق ! ، فرحت تسبقني سعادتي ! ..عثرت على غزال الرّملة ، متأنقة ومتعطّرة !وكانت ضامرة جذّابة تضارع شحوب القمر ! دلفت بخفة الظبية داخل الفراشة وصكت الباب وأنا أرى النور على الجبين والورد على الخدّين !تأملتها مليا وكانت عسلية العينين سوداء الشّعر رقيقة الحاجبين ! فكاد الشاعر أن يترنّم من داخلي فأخرسته إلى حين ! .وبرجاء إقترحت نزهة صوب الشّارف ،وكان الجوّ ربيعا زاخرا تضوعت فيه شويحات برية ..قد إرتوت من مطر ليلة البارحة ! فاغتدينا صوب حمّام الشّارف نعبر الفيافي والفراشة تمشي وئيدة ..، منتشيان كعصفورين جمعهما القدر ! وطلبتني مازحة ..أعطيني هنيهة أرقص فيها رقصة التيه والعربدة ، استوقفتني عند العرقوب .. فأخذنا نصيبنا مما جاد به أيار من الكمأة ! وسرنا متماهيين مع الأحاديث إلى أن طرقنا أبواب العبازيز ! ، رويت لها عن أسطورة سيدي عبد العزيز الحاج الذي زار أم القرى على متن صخرة ! تبرّكت بترابها ولوينا إلى حمام الصّالحين ...استهوانا المكان ببساطته وبسكينته التي إفتقدناها في جحيم المدن الصّارت مخنقة ! دخلت إلى بقالة كانت عبارة عن دكان صغير بها شيخ طاعن يبدو على محياه بأنّه أدرى بكلّ مقاصد الورى ! رحّب بنا واكترى لنا غرفة. متواضعة. بداخلها حمام عبارة عن مسبح لاثنين لا أكثر ، ركنت الفراشة في ظل الكرمة ، وولجنا الغرفةعلى بركته.وكانت أحنّ من ملهى ليلي بكناستال فوجدناها معجة بالشّموع وملطّخة بالحنّاء ! ...خلعت معطفها البنفسجي ! ..تكرّمت بحنانها وجادت بما تملكه من رقة ،! نهلت عيناي من نعومة ليلها الضّحوك.. أتت إلينا من السّفوح نسمة أسكرتنا بعطر الحرمل والخدّة الخجولة ! تمددنا على الحنبل ..أخذتنا الغفوبة وأفقت على مرافقتي داخل المسبح..تعبث بمياهه الحارة مترنمة بأغنية فيروز " على جسر اللوزيز " واغرورق الدّمع في مقلتيها! جففت شعرها وانبطحت إلى جانبي تعبث بأنامل الرّشا ! ورحنا نطرق باب المعارف في الأمور ، فاتضح لي بانها بارعة ..متمكّنة في البلاغة وفي النّحو والعروض إلى جانب علم الكلام ! قرأت من عينيها نيّة التّضحية بجوهرتها ! لكنّ شمائل عنترة الذي كبح جموح فحولته بعفته تناشدني بأن أسموبها ولا أنزلها إلى الحضيض ! وجاءت النّهاية على فنجان قهوة بالشّيح ، وودّعنا الانعتاق على أمل.. مؤكدّة لي بأن أصل بها قبل الغروب ! ومشينا معبئين بالذّكريات ، عرّجنا على مدينتي ..انثنيت بها مع درب منّاعة لأطلعها على ملاعب طفولتي ! توقّفت بها على شفير سد منّاعة الكبير ، لكن لا أدري لماذا تجهم وجهها وفتحت النّافذة بمجاز مختلف ..تأملت.. سرحت بعينيها هناك على مد البصر وكأنها تعرف المكان !..غلبتها الآهات وهي تناجي ما تبقى من أطلال ، فلم أكتم حيرتي ورحت أسألها عن سر المناجاة لبقايا دشرة لا تعرفها ولا تسمع بها قط ! لم تجب لكنها أردفت بمرارة : يا حسراه على مرابعنا القديمة ! جننت ولم أفهم ! وواصلت بكاء الصّمت ..مرابعنا التي رضعت حبّها مع الحليب ! فقاطعتها ما علاقة منّاعة بك وأنت الحضرية التي لا تعرف للبوادي معنى ! ..وخامرني الظنون وسألتها ثانية عن والدتها، فأجهشت بالبكاء..أسبلت عبرات مالحة وبصوتها الشّجي ..هذه أطلال أجدادي وهذه تربتي التي رضعتها وليس لي تربة غيرها ! ، فأعادتني الذّاكرة لتلك الطفلة التي كانت تماشي والدتها ...المرأة الجميلة.. التي كانت تريدني بالحظيرة زمن الخونية بالأيام الخوالي ! وبأنّها ترعرعت بين التّلال وكبرت وقرعت أبواب الجامعة ! ، كتمت الرّواية حتى لا أزيد لعينين جميلتين عبرات ! وبارحنا الأطلال ..أطلقت سراحها والشّمس ترسل رداء صفرتها على الشّفق الأحمر ! وعدت لأكتب عن أطلال منّاعة من جديد نصّا مفعما بالشّجى .

      

                                                                  سعدي صبّاح

    ودعا أيها الصديق مرثية إلى الأديب عمر بوشموخة بقلم نور الدين لعراجي

     وداعا أيها الصديق مرثية إلى الأديب عمر بوشموخة
    ـــــــــــــــــ بقلم نور الدين لعراجي

    لبست بونة اليوم لباسها الحزين، وانخرطت في تراجيديا الحزن والفراق، مودعة إبنها بالتبني الشاعر والإعلامي والأديب عمر بوشموخة... الفاجعة كبيرة.. والمصاب أكبر، في فقدان شخص عرفناه عن قرب، سافرنا معه، وقرأنا معه.. وحاضرنا معه، وكان الرفيق والصاحب، والموسوعة أيضا. 
    عمر المتميز.. عمر المرهف الحسّ، إلى أقصى وأبعد حدود الجغرافيا، عمر المتواضع البسيط.. المواطن العادي الذي يحمل هموم، من حوله، «عمر» الإذاعي
    صاحب الصوت الخفي.. يتحدث لكنك لا تسمع أثرا لبحّات صوته... الممزوجة بلكنة جيجلية متميزة.
    «عمر» الفقيد، منذ ثلاثة أيام فقط، كتب على حائطه بالفايس بوك ومضة شكر وعرفان لكل الأصدقاء الذين سألوا عنه... والذين زاروه بالمستشفى بعد عملية جراحية في القلب، كتب لهم بلغته المتواضعة والبسيطة، والتي تنبع من قلم يدرك أن الإحساس المتبادل، مع الأخر أهمّ من كنوز الدنيا.
    وقد كتبت أول أمس على جدارك، أستسمحك لأنني جئت عنابة ولم أزرك، وتصادف ذلك يوم خروجك من المستشفى، وذهابك إلى مدينة ميلية.
    من لا يعرف عمر بوشموخة، أكيد لا يعرف الساحة الأدبية في الجزائر من خلال أسمائها وكتابها وشعرائها، وقصاصيها، لأنه كان يشرف على الصفحات الأدبية، عبر العديد من الصحف الوطنية التي مازالت شاهدة على مروره، والتي غيّبتها الظروف.. عمر بوشموخة... أجيال وأجيال، مرّت من هنا، كانت بصمته حاضرة وقويّة....
    كم هي صعبة كلمة الفقيد، وكأنني لم أستسغ أنه غادرنا إلى حيث لا رجعة، غادرنا، ونحن مازلنا نحمل له حضوره القويّ عبر الملتقيات الأدبية داخل الوطن وخارجه.
    «عمر بوشموخة» أيّها الصديق... أيّها الرفيق... يا من غادرتنا إلى العلم الآخر... وروحك تصرّ أن ترحل قبل نهاية العام... غادرتنا ليكون موتك إضافة إلى قائمة الراحلين والمغادرين، من الأدباء والكتّاب والشعراء...
    «عمر» أيّها الصديق... القادم إلى عليين... هناك، ستلتقي عبد الله شاكري، وبوخالفة، سميرة، وحيرش، وبختي، والسبتي والقائمة طويلة، وطويلة...
    «عمر» أيّها الأديب الناقد، كيف أنساك وأنت الذي كتبت لي مقدمة أول باكورة أعمالي «عام 1994» ساعتها، قلت: أنت ما تخافش ياصاحبي... ثم قلت لي: سأكتب لك المقدمة، والموت واحدة لا تفرق، كم مضى على كلمتك في مجموعتي الأولى «زمن العشق الآتي».
    مازلت أذكر جيدا، عندما ذهبت إلى القاهرة، وقرأت الفاتحة على روح السيدة أم كلثوم... وماذا حدث بعدها، بينك وبين المواطن المصري، حاول أن يستفزّك.. لكنك أوقفته عند حدّ الكلام.. وأدرك أن الذي أمامه، هو موسوعة متنقلة من المعرفة والفكر، والفن والأدب.
    عمر بوشموخة.. أيّها الصديق الراحل إلى موطن البقاء الأزلي.. إننا نحفظ لك ديكور الفوضى الذي تريد.. والذي تفضل.. سنذكرك طالما، نبض الوريد إلى الوريد... سنذكرك كلما مررنا، بساحة الثورة بعنابة... أو مررنا بمقر إذاعة بونة.. سنذكرك حتما.. في أمسياتنا، وندواتنا... سنذكرك، لتبقى حيا بين النفوس، لا ترحل.
    وداعاً أيّها الأديب... وداعا عمر بوشموخة.. ومواساتنا لبونة من بعدك أيّها العزيز، نم قرير العين... لأننا حتما سنلتقي وإيّاك

    عاصفة الجن للروائي خليل حشلاف قراءة في العنوان بقلم الشايب بلقاسم

    "عاصفة الجن" 
    للروائي خليل حشلاف
    قراءة في العنوان
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم الشايب بلقاسم

    تطل بنا رواية عاصفة الجن الصادرة عن "دار طوى اللبنانية لسنة 2013" للروائي "خليل حشلاف" على حلم ممزوج برغبة جارفة في التغيير، و تفتح أقواسا لفترة زمنية وجيزة، هي الإرهاص الأوّل لإتجاه أحداث التسعينيات ، ولحظة إنفجار هائل تمخّض عن إعتمال الأشياء المتناقضة في الذات، وسط عالم تداعت أركانه وتداخلت طبقاته، كما تقترح علينا_ تلك اللحظة _ صياغة عالم جديد ضمن المتخيّل والفضاء السّردي ..عالم تتداخل فيه الأشياء لتبرز في خلق جديد قوامه حبّ من نوع آخر، وتسلط على الأخر، كما تكشف النزعة الريبية لدى الكاتب الذي يقابلُ بين مفهومي الحب والتسلط عبر تمثيل العلاقة (الحب والنفور) وعبر اقتراحين قوامهما أن تعدّد النساء في حياة البشر لا يجعله بالضرورة من ذوي القلوب الرحيمة، والواسعة للجميع، وأن التسلّط ليس هدفا بحدّ ذاته بقدر ما هو صراع بقاء.في عالمه (عاصفة الجن) الذي يستوعب كل المتغيرات وكفضاء جديد مسكون بالالتباس يمنحنا مساحة ممتلئة بفعل التأويل. 
    إن انشغالنا يتمحور أساسا حول العنوان (عاصفة الجن) كوحدة نصّية دالة، لها سلطة اللغة، وسلطة الصدارة.ولأن الإحاطة بالبعد الذي يتّخذه العنوان تزيد من كفاءته في الاستجابة لفعاليات القراءة، وتبين وظيفته الدلالية التي تتمثّل في التّدليل على المحتوى، بوصف العنوان هو "البنية الرّحميَّة للنص، التي تشكّل سلطته وواجهته لما تحمله من وظائف جمالية/تأثيرية/إغرائية/... "لأن القراءة الفاحصة للعنوان يُبنى عليها التوقع الذي يقود القارئ إلى الكشف عن مفاتن النص، ودلالاته الجمالية، وهي التي تقلّص المسافة بينه وبين المكتوب بالكشف عن علاقته مع مكونات المتن النصي. يقول الدكتور محمد صابر عبيد: "إن العلاقة بين عتبة العنوان ومكونات المتن النصي علاقة تضافرية توليدية لا يمكن ضبطها وفق سياقات ممنهجة، لأنها إنما تخضع لحالات شعورية وذهنية وبنائية وتشكيلية تأخذ لدى المبدع صيغاً متنوعةً يجب أن تُقارب دائماً من خلال مجمل المكونات البنائية للنص." 
    لذا فسنستهدف العنوان (عاصفة الجن ) كوحدة للتحليل اللغوي دون إهمال العناصر السياقية. مع توظيف أدوات إجرائية تتلاءم مع تحليل عتبة العنوان. معتمدين في ذلك كعادتنا على اللغة كأساس لتفكيك اللفظ ، وتبيان مراميه بوصف العنوان أنه أقصى اقتصاد لغوي في النص الأدبي. وآخذين بقصدية الكاتب _لافتراضنا سلفا_ أنه قد شيّد العنوان في لحظة واعية.
    يقول الكاتب عن روايته " إنها تفتح أقواسا لفترة زمنية وجيزة هي الإرهاص الأول لأحداث التسعينيات إلى العشرية السوداء" وهذا كفيل بأن ينير لنا جانبا من القصدية لأننا نضع في الحسبان أنّ " مقاصدَ المتكلم مؤشراتٌ حاسمةٌ في عملية التأويل، و إلغاءَها إلغاءٌ لجزء معتبر من معمار المعنى النصي إن لم يكن إعداما مطلقا" وهذا الجزء من المعمار يخضع لحالات شعورية وذهنية وبنائية وتشكيلية تأخذ لدى المبدع صيغاً متنوعةً يجب أن تُقارب دائماً من خلال مجمل المكونات البنائية للنص."
    لأن وراء كل كتابة محترمة فلسفة وتخطيط يبيحان لنا محاولة تفكيك العنوان كوحدة نصية متضمنة في النص،لا تخرج عن إطار هيكلة المتن ،وتنعكس على البنية الدلالية العامة في المتن عموماً.
    تفكيك بنية العتبة الأولى :
    باعتمادنا على الجملة ( العنوان) كآلية التعيين والتحديد والتصوير، فانه يمكننا أخذ فكرة حول النص، فتثيرنا إغرائية العنوان التي تكمن بدايةً في الجمع بين (العاصفة والجن)، فالعلاقة بين الجن والعاصفة علاقة مخلوق (جنس) مستتر بظاهرة مرئية، والجمع بالطبيعي بما وراء الطبيعة من جهة، وبالمرئي بغير المرئي من جهة أخرى. يولّد رغبة لدى القارئ للدخول إلى النص والإبحار في محيطه الفني، واقتحامه برؤية مسبقة قوامها هذا التوليف، فالكلمات كائنات تحمل إلينا المعارف كما تحمل تحولات عميقة، وبقايا من اعتقاد الإنسان ومن خوفه من المجهول والمستتر. 
    فالكلمة الأولى (عاصفة) تحيلنا إلى الطبيعة والغضب، وإلى قيمة سلبية..كما تحيلنا إلى المكان، فهي لا تحدث إلا في مكان جغرافي طبيعي، والثانية (الجن) مخلوق مخيف نجهل شكله وظاهرة، يحيلنا إلى عالم آخر، ويمثل كذلك قيمة سلبية، والمعنى الكلي للفظتين يحيلنا إلى الخروج عن المألوف ممّا قد يولّد الإثارة والدهشة لدى متلقي النص كما يشكل تنبيها يقذف بنا في فضائه.
    في اللغة
    عاصفة الجن جملة اسمية، تثير ارتباكا في المعنى نظرا لبنية الإسناد النحوي ، فمن جهة يمكن التعويل على الابتداء في مقابل الإخبار المضمر، وهنا يتّسع المعنى بتوقّع جملٍ أخرى من قبيل : قادمة ... فاتت ... مرعبة ...الخ ... ومن جهة أخرى يمكن التعويل على الإخبار، فيصبح الإسناد متكئا على المحذوف القبلي ، والذي يفتح التأويل على الضمير، أو الفعل الغائب لاستواء القصد كأن نتوقع : هذه عاصفة....أو حلت عاصفة الجن ...، وفي هذا وذاك ينفتح المعنى على أكثر من قصد ، وإن كانت الجملة الاسمية تحيلنا إلى الثبات، فإنّ السياق يفيد أن العاصفة تتنافى مع الهدوء، فالهدوء يسبقها أو يليها، والجن مخلوق لا يثبت على هيئة، والجملة ابتدائية تتكون من (عاصفة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه و( الجن) مضاف إليه والمجموع وحدة نصية ذات سمك دلالي قوي يحيلنا إلى شساعة لا متناهية بفعل التأويل .
    أمّا لفظة عاصفة فتعني ثورة وهياج واضطراب يحدث في البحر أو البر وجمعها عاصفات وعواصف وهي صيغة المؤنَّث لفاعل عصَفَ . وتؤججها الرياح أو تنسب اليها جاء في القرآن الكريم 
    " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ " الآية 81 من سورة الأنبياء، والعاصفة تحيل إلى الثورة، وإلى عدم الاستقرار والاضطراب المؤدي إلى الخوف و التدمير، كما تطلق على كل هيجان مادي، أو معنوي ويحدّد معناها الدقيق ما تضاف إليه (كعاصفة شمسية وعاصفة ثلجية وعاصفة الجنّ وعاصفة حبّ).
    يقول ابو القاسم الشابي:
    يودُّ الفَتَى لو خاضَ عاصفة َ الرّدى ** وصدَّ الخميسَ المَجْرَ، والأسَدَ الوَرْدَا
    أما الجن لغة فقد جاء في لسان العرب لابن منظور جنّ الشيء ستره، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار.لذلك كانت الجنة في اللغة البستان العظيم الذي يستر ما بداخله، وهي مشتقة من: جنن التي هي بمعنى الستر، ولذلك ، سمي الجنين جنيناً لاستتاره في بطن أمه، ومنه جنون الليل أي شدة ظلمته وستره لما فيه...قال الشاعر:
    تزوّد من التقوى فإنك لا تدري ** إذا جنّ ليل هل تعيش الى الفجر 
    وفي مخيلة الناس على اختلاف مشاربهم، فهو كائن يخترق الزمان والمكان ولا يثبت على هيئة. وهو عند البعض كلمة وصفية تخصّ كل شيء صفته الاستتار ... لكن إضافته إلى العاصفة حدّدت نوع الجن، فأعتي أنواع الجن هو (العفريت) والذي عادة ما يأتي بعاصفة.من دون أن ننسى الإبريق الذي هو مسكنه. ومنه يطفو الانزياح نحو السحر والتعاويذ وبعض البشر ممّن يشكلون وساطتهم، والإضافة نسبة بين شيئين على تقدير حرف جر، والتقدير هنا هو لـ "عاصفة للجن "وهو ما يفيد الملكية، أو ربما يفيد التشبيه البعيد "عاصفة كالجن" كما أنها معنوية وليست لفظية.وإذا كان القصد من الجنّ الجنس كما هو ظاهر الكلام، فهذا نوع من التخصيص لأن الجملة ابتدائية.
    وعامة الجنّي مستقرّ في أذهان البشر جميعا أنه مخلوق قبيح الخِلقة أو مخيف – ويمتاز بالقدرة على التشكل فإذا تمادى وطغى يسمونه عفريتا. ويحيل إلى الاستتار والخوف والتوجس .كما يرمز في الأساطير والكتب المقدسة إلى الشر المستتر الذي يخشى. 
    يقول الله عزّ وجلّ في القران الكريم: "قال عفريت من الجن" الآية 39 من سورة النّمل
    وورد في الكتاب المقدس العهد القديم "لا تَلْتَفِتُوا إلى الْجَانِّ وَلا تَطْلُبُوا التَّوَابِعَ فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ"
    ومن معتقدات اليابانيين أنهم يظنون الجن تحضر زفاف العروسين لذلك، وخوفا من شرهم يقومون بنثر الأرز والفواكه والنقود من اجل دفع شر هذه الأرواح الشريرة.وقيل أنهم يفعلون ذلك للتفاؤل بالرزق.
    وفي أمريكا اللاتينية يسترضون الجن للحصاد الوفير. والنوبيون يقدّمون الأضاحي برميها في النيل.أما الدهريون والملحدون فيعتبرونه من عالم ما وراء الطبيعة وأنه ناتج فقط عن "أوهام البشر "( س.فرويد ). كما أن بعضهم لا يرى لهم وجودا حقيقيا والأمر عبارة عن تصور وهمي. و تفصيلنا حول الجن يوضح بعض المغزى من استعمال الكاتب له وإلحاقه بالعاصفة .
    العنوان بلاغيا :
    أما التقدير البلاغي للعنوان كاملا هو: هذه عاصفة الجن،أو هذه عاصفة للجن، فالجملة تشير ابتداء إلى تعريف معين. ومعنى المعنى بالمفهوم الذي أورده الجرجاني يشي بأنّ الإشارة تستهدف المتن النصي كأنه يقول: هذا المتن الذي بين دفتي الكتاب هو عاصفة الجن.والانزياح يفتح منطلقا لاستدعاء كثير من المعاني التي لا حصر لها بسبب اختلاف خلفيات القراء المعرفية لكل قارئ . وكأحد هؤلاء القراء تجعلني الإضافة أمرّ إلى التركيبين جنّ العاصفة وعاصفة الجنّ فأخلص إلى تبني المشاهد التالية:
    - مشهد العاصفة وما تحمله
    - مشهد الجن في صوره التي تقترحها المخيلة البشرية. 
    - مشهد الجن وهو يحدث العاصفة أو يفعلها.
    - مشهد عام للخوف والتوجس.
    - مشهد للآثار وما يترتب عن كل المشاهد السابقة .
    - مشاهد مضمرة كثيرة من بينها غضب الكاتب. 
    هذه المشاهد تجعلنا نقول أن هذا العنوان يستجيب تماما لمقولةِ "التناصِّ الذي يُعَدُّ إجراء يظهر مكونات الخطاب الإبداعي، ويظهر العناوين السابقة المتمفصلة فيهِ، وتجلياتِها بشكلٍ دقيقٍ" (7) خصوصا التناصِّ مع جنسه الأدبي كما هو الحال بالنسبة إلى عناوين الروايات(عاصفة الصمت بيني جوردان ، عاصفة الحب صوفي وستون،عاصفة النار نيلسون ديميل،عاصفة صيف شيرلي ماتيوز،عاصفة استوائية فلورا كيد، عاصفة في قلب كيد والكر، متاهة الجن للروائي الكردي حسن متّه)، أو مع توصيفات تتعلق بفنون أخرى كـ فلم (عاصفة الصحراء ،وعاصفة الشمس).
    إننا نفترض سلفا أن الكاتب حين تشييده للعنوان، وفي لحظة واعية يكون قد استدعى كلّ ما يطفو على سطح ذهنه من صور تتعلق بخامه القرائي والتجاربي مما بيرّر لنا الحفر في العنوان عبر تتبّع معنى المعنى.
    الذي يحيلنا الى السمات التالية: 
    ـ حقق العنوان وظيفة اولية كظاهرة تمزج بين الطبيعي وغير الطبيعي سيتكفل المتن النصي بالإجابة عنها
    ـ والعنوان كواجهة تخفي وراءها قصدية الكاتب المحدد لرؤيته داخل النص .
    ـ حقق وظيفة اللمسة الاولى لتشكيل اللوحة النصية (وظيفة العتبة).
    ـ اختيار الكلمة التي تعطي مدلولا حسيا (ظاهرا ) وإضافتها إلى كلمة تعطي مدلولا معنويا( مستترا) .
    ـ التميّز في جمع ما لا يجمع طبيعيا.وهي إحدى الدلالات المؤشرة على مزج الواقع بالمتخيل وإن كان يجري على العنوان ما يجري على النص.فثمة تمازج بين أشياء لا تأتلف في عادتها.
    لان قيمة العنوان البلاغية ، تضاهي قيمة المتن نفسه كما نشير هنا الى الحذف الذي يظهر على المستوى النحوي، كحذف لام الجر أو بشكل أبين الإضمار،ونتساءل: هل أملته ظروف تدقيق العنوان.كما نطرح أكثر من سؤال حول الأبعاد التي تتوخاها المكونات المتضمنة في العنوان وهي : 
    - المكون الزماني وقت العاصفة الذي له بداية ونهاية وما قبلها هدوء وما بعدها هدوء. 
    - المكان كمكون أساسي فهو الفضاء والمسرح الذي شهد العاصفة أي: مكان حدوث العاصفة 
    عن تجليات العنوان في الغلاف
    اللوحة من انجاز الفنانة هالة الشاروني ومضمون اللوحة رجل ملامح وجهه برونزية ثابتة، كمعلم في ساحة أو رجل ثلج نبت من محيطه الثلجي، ويمسك ببيضة أو كتلة ثلج ويضعها بحرص في العش توحي بالحنان والرعاية، والإهتمام.. وحالة السَّحَر كما تبديها السماء، التي تشير إلى الهدوء أكثر مما تشير الى العاصفة مما يجعلنا نتوقع اقتراحا جديدا لمفهوم العاصفة في ثنايا النص تماشيا مع مفاهيم أخرى مقترحة في مجالات أخرى كـ (الثورة الناعمة) و(ثورة الياسمين). وهو ما يحيلنا الى 
    التساؤل عن إمكانية اختيار الكاتب لصورة الغلاف اعتباطيا أم لحاجة في نفسه ام أن الاختيار خرج هن نطاقه . وقد نلحظ تشابها مع الواقع يمر من خلال التركيب الذي اعتمده الفنانة بين الريشة وبرنامج الرسم لتوحي من خلال انسان والمكان الى رمزية الحب والحنين.
    و في الأخير يجدر بنا أن نسال هل هذا العنوان تولى عبء الحمولة الدلالية للنص؟ ذلك ما سنكتشفه لدى قراءة النص.

    تعزية



    ببالغ الأسى والحزن تلقت اليوم أسرة مجلة هوامش وعلى رأسها الشاعر عزوز عقيل نبأ وفاة المغفور له الأديب الصحفي عمر بوشموخة الذي وافته المنية أمس 27/12/2013 في الساعة العاشرة ليلا -  و على إثر هذا المصاب الجلل الذي ألم بنا فإننا ندعو الله للمرحوم  بالمغفرة و حسن الجزاء . إنا لله و إنا إليه راجعون .
                                  الشاعر عزوز عقيل

    مهرجان الشارقة للشعر العربي

     ** مهرجان الشارقة للشعر العربي ***

    ينظم بيت الشعر في دائرة الثقافة والإعلام مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته ال 12 الذي ينعقد كل عام تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي - حاكم الشارقة ... و يكرم المهرجان شخصيتين عربيتين من كل عام تحت مسمى (جائزة الشارقة للشعر العربي) على أن تكون أحد الشخصيتين من دولة الإمارات العربية المتحدة ... وكانت أول انطلاقة لهذه الجائزة عام 2011 حيث كرم فيها الشاعر العربي محمد التهامي. .. ويأتي هذا المهرجان ضمن احتفالات امارة الشارقة بحصولها على لقب (عاصمة الثقافة الإسلامية) .. ويعد المهرجان اولى الاحتفالات لهذا الحدث العالمي ... وتأتي مشاركات الشعراء متوزعة على ثلاث عشرة دولة، وهم: الشاعر أحمد محمد عبيد، والشاعرة شيخة المطيري من الإمارات، والشاعر د. عارف الساعدي من العراق، وعيسى جرابا، وأحمد الحربي من السعودية، وعلي عبد الله خليفة من البحرين، ومحمد العزام من الأردن، ومراد السوداني من فلسطين، وصباح الدبي من المغرب، وعبد الواحد عمران من اليمن، وعامر عاصي من العراق، وسلمى فايد، وسميرة فراج من مصر، وعمار المعتصم من السودان، وشفيقة وعيل من الجزائر، وآدم فتحي من تونس، وخميس قلم الهنائي من سلطنة عمان هذه الدورة ستحتضن العديد من الاسماء الفعالة و المساهمة من خلال انتاجها الادبي في نشر اللغة العربية السليمة في مجال
    الشعر العمودي .. كما
    أعلن رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله العويس صباح يوم الاربعاء
     خلال مؤتمر صحفي عقد في الدائرة، عن انطلاق الدورة الحادية والعشرين من مهرجان الشعر العربي من الخامس حتى العاشر من يناير المقبل، باستضافة خمسة عشر شاعرا من ثلاث عشرة دولة عربية، يطرحون تساؤل: "القصيدة العمودية شكل فني أم مرجعية ثقافية؟

    و ننتظر ان تحقق نجاحا باهرا من حيث التنظيم و ثراء المادة المقدمة لكل محبي الشعر الذين سيستمتعون بفسيفساء الشعرالعربي من اغلب البلدان العربية
                                                               الكاتبة دلال غزيل.

    التوهين وملفوظ الاختلاس في عبق الضريح للشاعر حميد غانم بقلم الدكتور حمام محمد زهير

    التوهين و "وملفوظ الاختلاس" في .. عبق الضريح لحميد غانم 
    ــــ بقلم الدكتور حمام محمد زهير 

    البشر في كل الأحوال، ينطقون وعندما يعبرون "منهم من أيجيبها في الصواب" ومنهم من تزيغ عينه عن الهدف، فيصيب الثرى، ويترك الهدف في الأخرى، والمصيبة عندما "لايصيبون الهدف"، يكررون ويفشلون، وحدثني مرة أرسطو قال، الفشل مطيته عددية، أي لايمكن إن تنجح مالم تكرر عدد مرات الفشل، اقتنعت من "أستاذي أرسطو" في كتاب المنطق من الصفحة 222 "محملة"، ميسور النجاح   يجب ميسور لايأتي بالساهل، ليس هذا "معنى" علي صديقنا   حميد غانم (سيد الأنهار)، وإنما هو كلام أردت ميسور اخلد فيه نوع من القمة   الحكمة، التي تنتابني أحيانا وأنا أجانب ما يكتبه المبدعين، ومثلي لايقل   عن صاحب العين والهدف .. مرة اخطأ ومرة أصيب .. وفي كل الأحيان للحكمة منا نصيب ..
    فانظروا ما فكر فيه صديقي (سيد الأنهار ..) ولا فخر.
    01 - التوهين في مابين الحسن والنخيل .....

    يرتج "العالم جوانيا" داخل هباءات المستوزر على الأنهار، فتراه يرسم لنا "فسيفساء" لبلاط ملكي مائي، لمملكة نهرية، تسكنها "النساء" تكلم عنها الاشهبي في المستظرف، حتي ضننت إني سأبعث اليهن لا رى كيف تزوج   ذلك "الرجل الصياد" امرأة مائية ، وفى الأخير دفعته القمة الشاطئ ورجعت   لأصلها فى البحر، بمجرد ما تفرست من داخل   "الملكية" الملكية للمبدع، الا واكتشفت آن الخطاب كان فعلا لأنثى تسكن   داخل متلازماته التي تحدث التوازن فى   داخل البصلة السيسائية والمعروفة "بمنطقة التوازن" وهي   للعلم مكونة من "مياه "تشبه" الزئبق "(يتقيثر) حال الإنسان عندما يرتج منسوبها .. على ذكر قول الشاعر الشعبي محفوظ بلخيري، تسكن هذه السيدة يعني سيدة الأنهار (قصرا ملكيا يعطي الحياة ويزود بأغلى ماء وعسل كاد أن يفقد فيها" جلاجامش "حياته عندما   ذهب يطلب الخلود انها "شريان القلب" وهو دلالة معنوية على "المحبة الخالصة" والحب الداخلي العاصف والغالي (سيدة الأنهار ... من أسكنها فسيح شرياني؟!) ولكن ... انظروا ماذا يحل عندما تتشهق "الشريان" وتترك النعيم وألآن والياقوت والمرجان وتتلجلج بين " طحالب أخرى "لأبها شان   يجعل المحب يستهويه الجنان (من دلها على حياة ثانيه؟! ..) يريد إن يقنع نفسه بطرح مساءلات مادية لعلها تبرهن عن ترتيبه الفريد لسيدة الأنهار على عرش النهر، يتمروح عاليا رافعا   راسه القمة السماء وهذه المره وحتى يكمل   لنا   الدوره الكيمائية للماء نظر إلى الغيمة .. ومنها   جادت عيناها عليها   بالسؤال .. عن الحسن، والقياس بالحسن ارقي وأسمى واشمل، وما يبرر تعثره ب "تأثير كبير" بهندسة الواحة من مكان عالي، تزف "الحسن" درجات ولكن للآسف هوفاني وما يقابل الفناء إلا الحمام (سائلني غمامة عن حسنها الفاني .. عن واحة تختزل النخيل في أنثى) ويتداخل لديه المنسوب القرآني ليتذكر دخول النفس في الرضا (أيتها النفس ارجعي إلى الفناء راضيه ..) ..
    02 - اللوحة المعقدة بين الاميرة والدرويش وبخور العشق ....

         روعة البكاء والنحيب سطرت حضها مع المبدع وهويناقش أسطورة عاشها وهجرتها مليا إلى حيث لا يلقاها إلا بعد الدوام، يعبر لنا الشاعر وفي غاية الاختباء يسأل عن "من يفتيه" أو "يرخص" له بفقة الرخص ان يختلس وهل كان ذلك "جائزا أيها الشاب" لأنه لم يعد لدينا من "يفتي بالاختلاس" سواء كانت نظرة أو خبزة فلما تحاور من يرجع لك ترخيصا للموات، أعجبني ماقلت (وعبئي لي من فواكه الجنان سلتين ..) قد تسالها ذلك وهي النائمة يترفع عنها الشاهد وقد حورها الشوق إلى "ملكة" لا تريدان تنظر إلى أنها من تراب، ولكنها   كانت مع التراب جنان، السلة الأولى (سر) تخفيه والسلة الثانية (أيضا كالسر تخفيه وودعتنا   نحن للغياب، ننظر إليك وأنت   "قاعد" عند شاهدها، إن كنت ستؤجر مرتين (فربما أؤجر مرتين) لقد أرجعت من على   ضريحها أصول الأمكنة الماضية وأجريتها   كما تريد، تبحث في أنوارها عن اشراط و "لما تجدها   أمامك جاثية "يحركك ريح التذكر (حناؤها ما لذ من دمي .. قوافل من ذكرياتي الفانية.)
    يقدم صديقي المبدع صورة جميلة من خلال النظرة الأولى حرام، يعني آن مبدعها   هو المصاب يعرف حدود الحرام فكيف يبحث عن من   يجيز لة الاختلاس،؟ وأعظم واجل "الياسمين" من   يفجر فيه   ينبوع   اللذة، ويزيد من   حسرتنا عندما   يطلب تقبيل الطيف وهو   كالواقع من علي حدبة من رمال دافئة (النظرة الأولى حرام ..! فمن يجيز لي اختلاس الياسمين؟! تقبيل طيفها على الشاهد؟! رائحة في سيرها أو غاديه) ثم   يتفطن الكاتب من   جديد القمة حقيقته عندما   يدرك آن سيدة الأنهار   هى "الميتةالان" بلا حراك   شاهدها   قابع   امامة   كالسكين وقد روعها   الموت   جمالا   كما الشموع، ولا يجد المبدع   الا "قصيدة" يزفرها بزفرة النفث على المستحيل، ويعبرعنه   باستعمال الجنية .. حيث تنثر رذاذها   القاسح المسكن   بلوع التمرغ   اقتراحات لل"الشهبنة   الجارفة "متنططين فى   دوامة العري،   حتي تخلله نبع الدروشة   لما   صار   ياتي ويروح إمام   ناظريها   يكلمها ولا من "مسيطر عليه" الا ذلك الحال   آلذي   فرق عليه أوقاته ودعى علي انة   درويش، ومهما كان كما تقول فلا يحل البخورللود   قضية (يزيدها الموت جمالا ... كالشموع .. قصيدة تنفثني .. أنفثها .. جنية .. في البوح شبه عارية ... أمسى الفتى يرتاد نبع الدروشة .. يقتحم البخور أسوار دمي.) ميسور الدراويش لا يحلمون بمرآة   كان التقبيل على رداها، وطفح الكيل   من هيامها   ، أيها "الكاتب" لا ينبغي ان نفرق إلا مابين الزاهد والسائح والدرويش   ،   لان المبدع معبر عن حال لا عن وصل مصطلحات، "فدروشة البخور"   قد فنا عهدها، والحمدلله انك ذكرت الزمن الضائع (يا زمني الضائع في مستوطنات المستحيل ..!)، وربما في مستوطناتك تسكن قلة من المخبولين .. لا الدراويش أصحاب الحال فقد أدخلت "نقضا ونقيضا" فى   كومة احده انت ترجع   من البخور والدراويش القمة   هيام العشق

    والأسطورة والغناء ورغم ان "سيدة الأنهار"   أصبحت الأن بين   العلي القدير، فكانالاجدر ميسور تذكرها   بالرحمة والغفران مادامت أنها نقطه حبر .. تسيل دما هل من هول عشقها ام من هول موتها   فأنت لم توضح   صورا تشرح فيها   معاناتك وماهي مواصفات إضافية مواصفات هاته   التي صارالحديث عنها نقطه   دامية (ليته لم يستبقني أسطورة للعاشقين .. أحجية في مستراح الغانيات .. في كتبي نقطة حبر داميه ..)
    3 - عقدة ملفوظ الاختلاس بين حروف العطقف والبدل

         ويظهر آن "صديقنا   المبدع "، مولع بتوظيف ملفوظ الاختلاس، لم نعد نعرف امن .." الوريد الابهر "أم من الشريان ولما التوجع و الآهة   ، مادام الأمر "بفراشة"، أما   العناب (فذاك سر ) تحاول آن توظفه فى اشاره مفردة القمة   جهة طافية لديك، ومهما   كانت   دهاليز الصبا، فانه من   الكبيره آن "تصف ما وقعت فيه"   بأنه قابع في الدهاليز، وألان هل كان صاحبك والذي تخشى عليه   ... إن ذلك "لعمري" حديث العجب. . صدقني "أيها المبدع"   اخلطت الأمر كلية   كنت اتبعك وعندما   أدخلت حروف العطف والبدل،   صيرتنا   أبجديات لا   طاقه لها   فى   الحصص   المسائية   هل   دروس دعم أم آن   سيدة الأنهار هى التي كانت تدرس؟ (وذلك مال توضحه لا من قريب ولا من بعيد) أم تدرس (وهذا غير ارد لأنك   وصفتها   بالفراشة) اذن أين   هى السيدة التي   سالت عنها الغيوم   ومن هى الفراشة التي تتنطط فى الحصص المسائية   وضح البرنامج المفضل أكثر فإننا نحب آن نسمعك ونستمتع .. وتمعن معي ماقلت ... واترك   لك التعليق (فلو كانت في فراشة تختلس النيران من أوردتي .. آه عليها ... بل على على العناب ... آه ياصاحبي خذني إلى دهاليز الصبا .. أخشى عليك من حروف العطف والبدل .. وأبجديات الهوى في الحصص المسائيه).
    لديك احساس فياض وعبارات رائعة   وتداخلك فى التشكيل   بحاجة لمراجعه القمة من لدنك، وعي   جيدا انك تكتب لكي نفهمك ونستمتع بما تقول، وانا مدرك ميسور   لديك اشياء جميلة .. حررها .. واتركني استمتع بجمالها .. فانت الغانم .. للاعجاب .. فاتركني .. محمودا له لا حاميا منه كما تقول جداتنا .. عندما تبرق بلسانها شظفا لاختزال (جمطة) حامية .. اوقدت على نار "دافية". توسدت. مناصب حجرية رابية .. ولك رجعة .. الى ديوانك الجميل ...


    .

    أمشتت قصيدة للشاعر الكبير صالح رابح

    أمشتت في داخلي مغروم انحب ْ
    ومهول عصفور صدري فاحم قاب

    كل حشايا حاطمة قا تسببْ
    كاره كلش الحامضة واللي تطْيّاب

    ماني راضي على حوالي نتعذب
    فكري طاير ولاض لصدري نشاب

    عذاب ولذة وجرح ساكني يعطب ْ
    نار و محنة وشادة فيّا لنّياب

    راني حاير في احوالي مستعجب
    كلي نحرث فالمحبة وسط ضباب

    ديما حالي بلا مطر راه امسحب ْ
    ريح يكاوح ريح والــــــداخل ندّاب

    جرح اجراحي منبت الملحة والشبْ
    آه أحظي زرتني من بعد غياب

    نبع محبة مصادفو من بعد القبْ
    شاهي نشرب يابسة فيا لعصاب

    والظروف القاهرة تمنع تضـــــــرب
    كي نتصرف ما لقيتلها حسّْــــاب

    ها خيطي مهزوز لّنار إنــــــشب ْ
    آه وعدي ما قدرتش ذي للـــهاب

    ماهي قصيدةْ حرف بشيّاكة يكتب
    ولاهي حكاية جابها ناضـــــح 

    ولاهي لحــن أحزين من آلة يطرب
    ولاهي رواية جابها مضـــمون أكتاب

    هي كذبة صادقة تعرف تكذب
    وهي كلمة صدق عودها كذّاب

    هي حلم وحط عندي يتريّغب ْ
    هي روح الروح صلى في محراب

    هي نايا حبيبتي رحمة تسلب ْ
    سلبتني من داخلي تقهر للباب

    هاذي هي نجمتي تلمع بالحب
    وهاذا نايا فارح ابحبـــــي مُصاب

     ـــــــــــــــــــــ الشاعر صالح رابح

    برنامج نشاط القافلة الأدبية المغاربية من تنظيم الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي

    الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي

    برنامج نشاط القافلة الأدبية المغاربية
    يوم السبت 28/12/2013 : استقبال الضيوف 
    يوم الأحد 29/12/2013: الافتتاح الرسمي لنشاط القافلة بمقر الجاحظية – كلمات الافتتاح – الشاعر توفيق ومان – رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي و الشاعرة ريحانة بشير رئيسة بيت المبدع الدولية – قراءات شعرية لممثلي الدول المشاركة .
    يوم الاثنين 30/12/2013: جولة سياحية – مقام الشهيد ، متحف المجاهد، المكتبة الوطنية .
    يوم الثلاثاء 31/12/2013: زيارة للمواقع الاثرية بصور الغزلان – تناول الغذاء على شرف الضيوف من طرف اعيان المدينة و على الساعة 2 حفل استقبال من طرف والي ولاية البويرة ثم اقامة امسية شعرية بدار الثقافة . شعار الزيارة العلم الجزائري رمز السيادة ، إهداء الراية الوطنية لكل اعضاء القافلة . 
    يوم الأربعاء 01/01/2014: جولة سياحية لولاية تيبازة زيارة للضريح الموريطاني "الملكة سيليني"
    يوم الخميس 02/01/2014: ندوة حول راهن الأدب المغاربي تنشيط 
    د/ أحمد زنيبر ،و د/ مليكة معطاوي المملكة المغربية 
    يوم الجمعة 03/01/2014: جولة سياحية مفتوحة .
    يوم السبت 04/01/2014: حفل الاختتام ( امسية شعرية ، توزيع الشهادات) بالمركز الثقافي ببرج منايل بمساهمة جمعية دزاير الخير

    فعليات الطبعة الثامنة للمسابقة الوطنية لجائزة القنطاس بالجلفة

    grey جائزة القنطاس للفنون التشكيلية تنطلق هذا السبت بدار الثقافة ابن رشد بالجلفةتنطلق يوم غد السبت بقاعة العروض لدار الثقافة “ابن رشد” لولاية  فعاليات الطبعة الـ8 للمسابقة الوطنية لجائزة  في الفنون التشكيلية التي تدوم إلى غاية 31 ديسمبر من الشهر الجاري بمشاركة جمع من الممثلين والفنانين  التشكيليين من مختلف ولايات الوطن.
    التظاهرة هذه تنظم برعاية مديرية الثقافة ودار الثقافة “ابن رشد” لولاية ، حيث من المنتظر أن تسجل أيام هذه الاحتفالية، إقبالا كبيرا للجمهور خاصة الشباب منهم، لا سيما وأن هذا الحدث سيتزامن مع العطلة الشتوية، مما سيسمح بخلق أجواء متميزة يمتزج فيها الجانبان التثقيفي والاحتفالي من خلال أداء الفنانين والممثلين على حد سواء حيث برمج المقيمين على البرنامج حفلات فنية على شرف الفنانين، ويضم برنامج التظاهرة عرض اللوحات الفنية المشاركة في فعاليات المسابقة الوطنية طوال أيام الدورة، والتي ستختار من بينها لجنة التحكيم الأعمال الفائزة بجائزة  لسنة 2013 ضمن الاختصاصات التي ستحددها الهيئة المشرفة.
    كما ستتضمن هذه الفعاليات التي سيشارك فيها دكاترة وأساتذة تخصيص محاضرة موجهة لفئة الكبار، وتجدر الإشارة إلى أن  الوطنية التي تأسست سنة 2005 وأصبحت ذات بعد وطني تستقطب أحسن الفنانين التشكيليين الجزائريين، توّج من خلالها بالمرتبة الأولى الفنان خنفاس جمعي من ولاية أم البواقي خلال الدورة الأولى لسنة 2005، والفنان “بن بوطة سيد علي” من ولاية تيبازة في الدورة الثانية لسنة 2006، بينما توّج في الدورة الثالثة لسنة 2007 الفنان “بن زاوي الطيب” من ولاية بومرداس، أما الدورة الرابعة فقد عادت للفنان “عيساوي عبد المجيد” من ولاية تندوف، في حين نال الفنان “بوتفاحة بن علية” من ولاية الجلفة  في الطبعة الخامسة  ومجموعة من الفنانين”. وأكد رزيقي عبد الغاني عضو لجنة التنظيم عن الاستعداد التام لاستقبال الضيوف و اتخاذ الاجراءات اللازمة لاستقبالهم في أحسن الظروف.
    مراسلة خاصة/ أحمد حمام
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * منقول عن صوت الجلفة

    الشاعرة اللبنانية فلورا قازان نبوءة المطر في لقاء مع مجلة هوامش الثقافية حاورها الشاعر عزوز عقيل

    حوار مع الشاعرة اللبنانية  فلورا قازان


    حاورها الشاعر عزوز عقيل    
    حينما تصبح  لزخات المطر نبوءات قادمة بفرح طفولي شهي تأتي معه القصائد ماطرة 
    على قلبن منعشة كزخات متدفقة على شغاف القلب فتنحني في ثنياه انبهارت العشق  
    الأنثوي كهذا فتأتيك الشاعرة الرهيفة الرقيقة متأبطة حروفها لتنسج بها قصائد الحب 
    والاشتهاء متوجة بشذى الروح والياسمين فتطل من نوافذا القلب المشرعة ملوحة 
    بشهقات غجرية لتزرع غوايتها  بعد منتصف الليل موشحة إياهم بالجمال الرهيب تحت 
    جدائل المطر لتأتي الكثير من القصائد في أبهى وأرق صورة مدهشة دون أن أطيل إليكم 
    نبوءات المطر الشاعرة  الفاتنة فلورا قازان

    س1 ــ بداية كيف تقدمين نفسك للقارئ الجزائري؟
    ما زلت لا أعرفني سوى طفلة عينها على الشمس والقمر والمطر  أسرق منهم 

    قطعة حلوى ترشو الأمل.

    طفلة دينامية الحواس..إمراة صوفية المشاعر..عجوز تغزل أنشودة على ثغر 

    القمر..تتوضأ بماء الدمع، بثوب الألم العتيق..تقيم صلاتها على أرض المقاومة، 

    تمرغ وجهها فخراً في تراب الجنوب اللبناني ..وتغتسل بشلال الحياة كما شلال 
    جزين.
    وردة متعطشة للحياة، يقولون إسمي فلوريدا شذّبته الطفولة إلى فلورا.

    اللقب انتصر على الاسم عند موطىء قدم عظماء الأدب والفكر أمثال الخالد 

    جبران خليل جبران , وميخائيل نعيمة , والياس أبو شبكة، والأخطل الصغير، 
    وأمين الريحاني.

    أمّ لثلاثة أولاد، وعملي مرهون بكل ما يتسمّ بالفن والرقيّ والجمال ..

    مهندسة ديكور.


    س2 ـ لبنان بلد الشعر والجمال كيف أثر هذا في شعر فلورا؟
    لبنان بطبيعته الساحرة الخلابة، وفصوله المتنوّعة المزدهرة بمواسم الألون، تعكس جمالية على روح الشاعر تثري خياله، وتشبع إلهامه، فتتفجر قصائده كينبوع ماءٍ زلال من أعلى قمم جبال الأرز وتأتي يانعة بثمارها الشهية ونضرة كسنابل الشمس.

    س3 ـ   ماذا قدمت فلورا من خلال هذه المسيرة الأدبية إلى الشعر وماذا قدم لها الشعر؟

    أعتبر الثقافة والادب رسالة إنسانية والشعر فضائي. لذا فإن مسيرتي الأدبية  تقف على أول درجة من السلم ولا زال لديّ الكثير لأقدمه .. للعبور من الظل إلى الضوء، من الخوف إلى المواجهة، من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، من الانغلاق إلى الانفتاح، من الجهل إلى المعرفة، من الحقد إلى المحبة، من الموت إلى الحياة، لأنني أؤمن بأحقية الإنسانية، وثقافة العيش المشترك بين جميع البشر والأديان، أزرع مع كل قصيدة ابتسامة على شفاه الحياة، وأمسح دمعة عن خدّ اليأس. وبتوفيق من الله صدر لي حتى الآن عن دار الكلمة والنغم في مصر ثلاثة دواوين:
    أول ديوان لي صدر بعنوان (شهقات غجرية)، ومن قصائده:
    أصابِعُكَ نداءُ الندى
    على مساقطِ الزبد
    تروي مجرى النهر،
    كلّما فاضت أناجيلُ الغرق
    جدائلُ المطرِ وتمائمُ الأريج
    سَأُتَجَوَّلُ غَيْمَةً
    غَيْمَةٌ
    أُوقِظُ الأصدافَ مِنْ غَفْوَتِهَا
    لعلّني بِحَدائِقِ الْعَيْنِ أَلَقَاكَ

    لأنك *
    أوَّلَ مِنْ صَنْعَ أحْلاَمِي عِقْدَاً لِنَورَسِ الْحُبِّ أَنْتَ
    أَوَّلَ مِنْ نَقْشَ عَلَى كَفِّي نُبُوءَاتِ الْحَرْفِ أَنْتَ
    أَوَّلَ مِنْ جَعَلَ مِنْ قَصِيدِي زغرودة نَبِيذٍ أَنْتَ
    النُّبُوءةُ أَنْتَ
    الْمَطَرُ أَنْتَ
    الْغَوايَةُ أَنْتَ
    النَّبِيذُ أَنْتَ
    السَّمَرُ أَنْتَ
    وَهَوَسُ شَرْقِيُّ فَضَّ بَكارَةَ شِفَاهِيَ أَنْتَ
    الذُّ عَاشِقُ فَتْحَ للرّغبة ثَقْبًاً فِي رئتي أَنْتَ
    شَغَفُي جُنُونِيِ وَثَوْرَةِ جُيوشِ لَهِفَتِي أَنْتَ
    وأنفاسُ الْحَيَاة أَنْتَ

    فَأَيُّ أَنْتَ أَنْتَ
    وَأَخْبِرِنَّي مِنْ أَنَا !؟
    كَيْ لَا يُضِيعَ صَوْتُي فِي صَحْرَاءِ قَاحِلَةٍ !!

    والديوان الثاني (زائرة بعد منتصف الغواية)، ومنه:
    هَلْ ما زلتَ تَذْكُر تَارِيخَ مِيلاَدِ أَوَّلَ قُبَلَتَنَا الْخَجُول
    أَمْ إِنَّ لَحْظَاتِنَا الْجَمِيلَةِ مَاتَتْ مَعَ صَمْتِكَ الْمَجْهُول
    هَلْ مَا زِلْتَ كَبَحْرٍ يُرْكِضُ موَجَّه فِي صَدْرِ أُنْثَى اللّاَزَوَرْدِ !؟
    أَمْ إِنَّه ألقانا مِنْ فَاه الْغَرِقَ عَلَى شواطىء اللَّوْعَةَ كَالْعَذُولِ

    أما ما قدَّم لي الشعر فكثير، كثير من المحبّة، وكثير من الورود العطرة التي تحييني، وأحياناً أيضاً الكثير من المجاملة التي أفضّل تجنبها حتى لا تحاصرني وتخنق التلقائية في الشعر. 
    تَنْتَصبُ المسافة،
    وقحةٌ كالموت،
    ونحن كمجانين،
    نُهَرْولُ على ضِفاف الأمل،
    نَستَهلِكُ خيبات الإنسانية،
    في عُقم زمانٍ مُرهَق بالنسيان،
    ونعود لنهرب من بئر الضجر،
    نختبئ في عمق حقيقة كاذبة،
    نَدفِنُ أمانينا ونحيا في الوهَم.
    س4 ـ  نعيش زمن التطور التكنولوجي هل ساهمت التكنولوجيا في تطور الأدب، أم أن هذا أثَّر سلباً على المنتوج الأدبي؟
    نعم وبشدّة، لقد ساهمَ هذا التطور التكنولوجي في تطور الأدب؛ إذ حقَّق للجميع فرص التواصل الاجتماعي والأدبي، ومنحتنا هذه الثورة المعلوماتية المزيد من المساحات للتعرف على ثقافات مختلفة وحضارات متعددة، كما منحتنا إمكانات التلقّي بسهولة أكثر ومن دون عوائق جغرافية أو سياسية أو عقائدية أو اجتماعية. وقد أفاد هذا التطور المعلوماتي والرقمي الأدب كثيراً، فظهر الكثير من الشعراء والشاعرات الذين كانوا حبراً في طيّ ورق. نعم أنا مع هذه الظاهرة العلمية والأدبيّة الرائعة، التي لا يمكن أن نصفها بأنها نقمة على الإنسان إذا كان ناضجاً أخلاقياً ويدرك أين يضع علامات الفصل والوقف، دون تجريم تلك النعمة بأحرف العلّة ..لا يمكننا العودة إلى الوراء، فنحن في عصر التكنولوجيا المعلوماتية التي اجتاحت كل قيود الزمان.
    س5ـ  يشير الكثير من النقاد إلى أننا في زمن الرواية، ويبررون ذلك باتجاه الكثير من الشعراء إلى العمل الروائي. هل نحن فعلا في زمن الرواية، وماذا أضافت هذه مقارنة بالكتابة الشعرية ؟
    لا يمكننا أن نجزم بذلك، فنحن في عصر يعيش التعددية الثقافية والتنوّع أساس الأدب والفنّ والثقافة، لكن يمكن القول بأن الرواية أخذت الحيّز الأكبر من الاهتمام وتقدَّمت شيئاً ما على فن الشعر وفنون النثر. ويعود ذلك إلى قدرتها  على التغلغل في تفاصيل الحياة التي يبحث عنها القارئ في زمننا لأنها تشفي غليله من معاناة يعيشها في غربة وطن (إنْ كانت إجتماعية أم وطنية)، وخصوصاً مع التطورات التي تحصل مع هجعة ما يسمّى الربيع العربي والمخزون الفكري لدي الشاعر الذي أضحى ثريّاً مع التقاط الصور الإنسانية  على أرض الواقع ..  وفي رأيي أن ما تقوله رواية عبر مئتين صفحة يمكن للقصيدة أن تقوله بصفحة من عشر أبيات،  لكن يظلّ لكل نوع أدبي ذائقة وجمهور خاص به، ولنترك للقارىء حرية الاختيار، فالمسألة مرتبطة بالمتلقي والجودة الفنية للعمل الأدبي.
    س 6 ـ هل تستطيع القصيدة أن تترجم أحاسيس إمرأة شاعرة، وكيف تتعامل الشاعرة فلورا مع هذه الأحاسيس إن عجزت القصيدة على ترجمتها ؟
    هل يستطيع الشاعر أن يكتب خارجاً عن أحاسيسه؟ بيني وبين الأحاسيس في عالمي الشِّعري علاقة وطيدة  كعلاقة الأرض بالمطر، كعلاقة الأم بجنينها، كعلاقة الورد بالعطر، كعلاقة الدم بالشرايين والأوردة .. إلخ. فهذه الأحاسيس هي الأقدر على ترجمة عواطف الحب، الفرح ، الأمل، الحلم، الألم، والإنسانية، وهي المؤتمنة على أشواق الحرية في زمان الانغلاق والتعصب والخراب والاختناق، الشوق للإنسانية المغتالة وللأرض المسروقة، ثم إن الأحاسيس هي الوجع والغضب على هذا الكم الهائل من الموت بسبب الاختلافات الطائفية والعرقية وكل اختلاف يلغي إنسانية الإنسان ويهمش كينونته التي أرادها له الخالق عزّ وجلّ.
    حتى لو عجزت القصيدة عن ترجمة ما بداخلي  أحجّ  مع غصن الزيتون إلى الطبيعة، أستنشق الهواء النقي لحين عبور آخر مع الضوء:
    عبثاً، أحتاجُ حنجرةً زجاجية،
    أرى من خلالها ركن الدهشة،
    في صحراء المشاعر،
    وأنا أرقب ملامح الوجع،
    في منفى الأجوبةِ المختبئة،
    وراء تساؤلات ذاكرة،
    لا تنفي غربة الوطن.
    س7 ــ هل تعامل النقد مع قصائد فلورا، وكيف تنظرين إلى الحركة النقدية في لبنان وفي العالم العربي ؟
    نعم لقد تعامل النقد مع قصائدي ولكن بشكل ضئيل، فكانت هناك قراءات لبعض النقّاد، وهناك أيضاً آراء نقدية لأصدقاء من الأدباء والشعراء. ولست بحاجة إلى تأكيد أهمية النقد البناء، فهذا أهمّ ما يطلبه الشاعر والكاتب. لكن للأسف نحن نفتقد لنظرية عربية في النقد الأدبي، على الرغم من وجود الكثير من النقاد. لكن أتمنى أن تستيقظ الجهود النقدية لتواكب مسيرة الأقلام الواعدة والجديدة التي ستشكِّل المستقبل الأدبي.
    رَشَقَ نافِذَتي
    ________
    رَشَقَ نافِذَتي بعدَ مُنْتَصَفِ الخيبةِ

    وسأَلَني مَنْ أنتِ ؟
    أنا الموجوعُ المَنفيُّ
    أُريدُ أنْ أتَفَقَدَ دَهْشَتي
    قبلَ أنْ تُزهرَ مأسآتي
    وتموتَ دونَ شهاداتٍ قصائديْ
    نَزَفَتْ الدَّمعةُ على خدِّ الوَرَق،
    وَرَسَمَتْ لَهُ الجوابَ
    لسانيْ كوكبٌ يُضِيءُ
    يَحرِقُ ولا يرمَد ،
    يُطْعِمُ ولا يُسَمِّم
    لستُ بشاعرةٍ
    ولا بأديبةٍ ولا بِكاتبةٍ
    إنسانةٌ ظلُّها صامتٌ خَجولٌ
    مرآتُها مكسورةٌ
    وشظاياها تعبَثُ بالرّوحِ
    طفلةٌ تَتَنَفَسُ الشعورَ
    وتُمْطِرُ الحروفَ
    تُشاغِبُ الغيمَ
    ولا تُرافِقُ الضيْمَ
    تائهةٌ عن وزنِ الشعراءِ
    شاردةٌ عن متاهاتِ الألقابِ
    السماءُ ورقتي البيضاءُ
    ودموعيْ تروي أقلامَ الوفاءِ
    لستُ كما ينعتوني
    بملكةِ الورودِ
    والعطورِ والحروفْ
    بل ناسِكة
    تعشَقُ عينَ النورِ
    وتستنيرُ من عطشِ الروحِ
    لا لستُ أميرةَ السماءِ
    ولا غانيةَ المساءِ
    لستُ سليلةَ العظماءِ
    ولا غَريبةً عن الأنبياءِ
    ولستُ أبداً ابداً
    حوريةَ البحرِ
    لكنْ
    من كفِّ الصدقِ
    أُهدِيِهِ الإعصارْ
    فلورا قازان


    س8  ـ يشتكي الكثير من المبدعين من  قلة المقرؤية. فهل هذا يشكل إشكالية لك، وكيف تتعاملين مع قرائك؟
    بالعكس كل شاعر وكاتب له جمهوره الخاص،  ولا أعتقد بأن هناك مشكلة في التفاعل ما بين الشاعر والقارىء ما دام الإنتاج الأدبي يجد قبولاً لدى المتلقّي. وبالنسبة لي أتعامل مع قرائي بروح الصداقة والصدق، ولا شيء غير الصدق، فهو المفتاح الوحيد  لباب الشعور في إيصال النغم الشعريّ برقّة وحماسةٍ الى القلوب!

    س 9 ــ هل يمكن للبنان أن يصنع لنا من جديد شعراء كالذين عرفناهم في عصره الذهبي؟
    بلا شك، فالحياة مستمرة ولبنان بلد الحضارة والثقافة والعلم، وستبقى ينابيعه الوفيرة تهدينا الكثير من العظماء وسيشهد الآتي على ذلك كما شهد الزمان والتاريخ في الماضي.
    ولا يغيب عن بالنا بأن العظماء في الوطن العربي ككل لا يكرَّمون إلا حين يُكفَّنون، كأن هذا أصبح تقليداً تراثياً عربيّاً، لكن ومع ذلك لن تنضب الأقدار من العظماء.
    ماهي أهم مشاريع فلورا  ونحن في انتظار قدوم عام جديد ؟
    أهم مشاريعي ديوان جديد ما زال قيد الطبع، مؤلَّف من سبعين  قصيدة ولم اختر عنواناً له بعدأعتقد سأقلده إسمي ( فلورا قارورة عطر )
    ماهي أهم أمنياتك  في العام الجديد ؟
    السلام، ثم السلام، ثم السلام لنصون أمانة الله في كرامة الإنسان.
    كلمة للقارئ الجزائري ؟
    شكراً لمحبتكم وأتمنى أن تكون السنة الجديدة القادمة مليئة بالخيرات والمسرات، وأن تأتي على قدر أمانيكم وطموحاتكم، ومنّي لكل قارىء زنبقة بيضاء قطفتها من حديقة محبتي، ولكم كل الاحترام والتقدير. وأسمى التحايا لك أستاذ عزوز عقيل على هذا الحوار الذي سعدت فيه بالإجابة على أسئلة وقضايا أدبية مطروحة على الساحة، وأرجو أن أكون قد ساهمت في استجلاء ملامحها.