/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

شال أحمر للجزائرية فطوم قصيدة للشاعر المغربي محمد الطوبي

تاج لنشوتها عميق الضوء وهّاج/ومعراج لعاشقها وأمواج/
لهودجها تواشيح وديباج
لمن تمشي فيمشي خلفها القمر المتيم/ زغردات الورد ..
يعلن نورسُ الأحلام شهوته لموسمها العميد..
شال لفطّوم التي اشتعلت طفولتها من الأوراس..
موّال يسرّح غبطة الأجراس
دالية مدجّجة بقربان الشحارير المصابة بالندى ..
وحمامة الصبوات ليست آخر الأعراس ..
شال أحمٌر/
شال يسافر في مديح العاشق الخلاّب/
شال كي يضرّج وقت فطّوم النشيد..
شال لتكمل شمعة القدّاس/ ترتيل الصباح .. ولوعة التفاحِ ..
فطّوم كم يبقى لعاشقك الصفيّ من البنفسج والأقاحي؟
كم سيصعد ما يكابد من جراح ؟
عشق البلاد ورقصة الفتيات، ميعاد الغوايةِ/
يا (سليمان الأمير*) ادخل عشقك الملكي
وادخل سيف منفاك الجميل من النخيل إلى مدار الشوق و الرؤيا ..
لفطّوم البداية في انتمائك للكروم وأنت تصرخ في المدى: (تحيا الجزائر)
ثم يشتعل القرنفل في الصدى : (تحيا الجزائر)
والجزائر خيمة الفقراء، أيقونات هذا العشق،
آخر ما توهج من مرايا العمر في حلم الشهيد ..
****
فطوم عاشقة تؤسس ما يلائم جدول الفرح المسلح،
تلبس الشغف الطليق، ونرجس الفجر الموشح بالسنونو لا ينام .. 
فطوم جاءت من وصايا الليلك المخفور بالفيروز ..
تتبعها الأغاريد التي كانت ترصع مهرجان اللوز ..
تطلع خلف خطوتها بروق الياسمين ِ/
وسطوة السيف الذي سكن القصيدة والحمام ..
هي مهرة الأوراس/ زهو الشاعر المجروح ..
أغنية الصعود المعمدانيّ .. ابتهاج الروح ..
فطّوم النهار المستبدّ، شراسة الوطن الصبوح ..
حقيقة أولى و فاتحة تهزّ القلب تولعه
فتندلع الأساطير المسهّدة، العصافير المشرّدة ..
اخرجي من آية التكوين
لما يستطيع الحجر المصاب بما تصاب فسيفساء الذكريات
من الحنين على رصيف الوقت يا قدّيسة الأيّام ..
يا اسم الفاتنات القاتلات القادمات من التمنّي والغمام ..
فطّوم لا يصل الخريف إلى الأغاني،
تشهرين خرابك الفتّان/ تمتشقين ذاكرة السنابل/ تسكنين دفاتر المطر المدلّل تجرحين الوقت في كسل الرخام ..
***
فطّوم يا فطّوم تبتكرين أسئلة النزيف لوحشة العطر العنيف/
وتدخلين مكابدات الماء ..
تقترفين فتنتك التي سحبت من الأسماء سلطتها
فتختصرين صفصاف المسافة والكلام ..
تتجولين على النهار تصوّبين بهاءك العالي
إلى بلاد لم يلجها العاشقون ..
تحددين مسارك الحيّوي بين القلب والخنجر ..
وتغييرين ملامح الكلمات، ترمين القصيدة بالخزامى
تضحكين فيولد الوطن المبارك من هديل القلب حتى الكون،
ليت الوقت يعرف شالك الأحمر ..
ليت الصنوبر يستطيع دخول وقتك/
أو يعاقر شمس مملكة على ناي يتيمٍ يشتهي ما يشتهي شبقُ الحسام ..
فطومُ يا فطومُ يأتي الرمح موسيقى
وآخر ما يرى في الحلم
عوسجة تبوح وغيمة عبرت حقول الليل والدفلى
ولم تغسل من الأحزان قمصانَ القرى ..
فطوم ليت العمر يكفي طلقة تخفي جدار الحرب
أو تكفي صليبَ الحب أندلسٌ تعود من الحطام ..
.
.
القنيطرة 1986
.