/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

ما أكثر النقاد حين تعدهم بقلم قدور بن مريسي


مـــا أكثـــرالنقــــاد ......
بقلم قدور بن مريسي
النقد لغة هو التمييز والتقدير والفحص " نقد التاجر البضاعة أي ميزها وفحصها ليعرف جيدها من رديئها فنقول نقدت له الدراهم " أي أعطيته إياها فانتقدها أي قيمها وفحصها وناقدت فلانا أي ناقشته في الأمر وأظهرت ما فيه من ايجابيــــات وسلبيــــات .
والنقد في المعنى الاصطلاحي أو الأدبي هو عملية استبطان النص واستيعاب روحه وشكله وإعطاء صورة تقويمية عنه بعيدة عن مديح السلطان في سالف الزمــان وبعيــدا عن الهجــاء المموقت الذي تصاحبه الأحقاد ، ففي النص جانــب جمالــي ( عناصــر القــوة والجمــال ) وجانـــب الضعــف ( عــدم الانسجام أو الفشل في رسم صورة ما ) .
فبعض الأعمال النقدية التي تطالعنا بها الصفحات والمواقع الأدبية تنتابنا منها نوبة هستيرية عميقة من القهقهات لما تعلم أن المنقود فلان الذي نشر ( بركوكســا ) ، والناقد علان الــذي يقدمه لنا أنه كسكسي ممتــاز من نوع المسفوف بنقد انطباعي فاشل وباجترار ورصف كلمات بعيدة عن مقاييس النقد الأدبي ( الالتزام ... الوحدة العضويــة ... الإطــار أو الشكل ... المضمون ) فهذا " الناقد " يحمل سيفا من جريد النخل ويظن جهـــلا أن فـي حــده الحديــن بين الجــــد واللعب ، لأنه بلا ثقافة عامة وبلا اطلاع على كتب النقـد القديــم والحديــث ومدارســه بلا تمكن من اللغة وفنونهــــا وتاريخها وبلا حس ولا ذوق للفن والجمال فهو كحاطب ليل يحمل حزمــة حطــب وفيهــا أفعــى تلدغه ! والمصيبة أن نقــف علــى صلـــة تربـــط بيـــن الناقــد والمنقود ، كأن يكتري أحد الكتبــة نويقــدا بأبخــس الأثمـــان ليـــروج لعملـــه الخــــدوش بوضعــــه فـي زجاجــة النقـد حتــى يكتمـل حسب ظنهما ويخـرج يافعــا يتجشــأ الحليـــب !  
و بهذا يسقطان في مهاوي الضحك ثم النسيان فما بال هؤلاء يحصرون النقـــد فــي حصة جميلة ..قصيدة رديئة ؟
هل يريدون فرض ما يكتبونه على القراء ! ؟ إن الناقد المتزلف لا يرى إلا بعين واحدة بغض النظر عن مؤهلاته
و قدراته النقدية ، و هذا النوع من المداحين لو رأى غوريلا في إدخــال إفريقيـــا لنقدهــا مادحا في بيت واحد :
(( قـــدك الميـــاس يـــا عمــــري و أنــت أحلـــى النـــاس فـــي نظــــري )).
إننـا فـي أمـس الحاجـة إلــى نقــاد متمكنيــن و أوفيــاء للمعادلـة النقديـة لأن النقـد أمانـة و رسالة فمـن تحملهـــا
و تحمـل أعباءهــا سجـل اسمه فــي سجـل الخالديـن .
قـــدور بــن مريســي