/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

أقرأ الشعر في صمت الكناري شعر أحمد عبد الكريم

أقرأ الحزن في صمت الكناري
شعر /احمد عبدالكريم
كان لي زوج كناري ،
زهرتي لوز ربيعيهْ..
يملآن البهو شدوا وغناء ..
كلما الصبح تجلّى.
استشاطا فرحينْ..
كان لي زوج كناري عاشقينْ 
ذكر ..من ياسمين الشام أبهى ،
احمر المنقار، مرشوش بألوان قزحْ..
إن رأي أنثاه غنّى..
أيها الريش البهيّ،
أيها الصدر الشهيّ،
يا كمثرى الشفتينْ.
إن رآها جنّ رقصا وفرحْ..
مرّة أبعدتها عن ناظريه،
فاستبدَّ به حزن عظيم ،
انتحى ركنا قصيّا ،
لم يذق شيئا ،
ولم يصدح ْ
كما العادة بالصوت الحنون ْ.
كنت أخشى عضّة الجوع عليه..
أن يموت الطائر العاشق مجنونا كقيس ..
كنت أخشى لسعة البرد على زوج الكناري
أن يطيرا في السماوات العليّهْ
فأقضّي العمر محفوفا بصمتي ...
واعزّي نفسي الثكلى ..
أن أسراب الكناري 
خلقت للحب و للحريّهْ .
كنت أخشى ..
ذلك الفجر الحزين .. 
لم يكن من عادة طيريّ تأخير الأغاني 
و تفقدت طيوري،
قلت ما لي لا أرى أنثى الكناري،
هالني ما أبصرت عيناي، 
أأضغاث حلم ما أرى 
أم ما أراه حقيقة ؟
مشهد فوق احتمالي.. 
قطرات من دم الأنثى ..
وبعض الريش منثور بأرجاء القفص .. 
قتلت أنثى الكناري 
غالها قط لئيم،
حين أغفت..
وهي تهفو للغد الآتي نديا ، 
من رآها أو رآه 
في الدجى تلمع عيناه ..
أغمد المخلب في صدرها الغض
فأرداها قتيلهْ ...
اخرس الحزن لساني..
أدرك الآن لماذا يصمت شاعرْ 
إن رأى الموت حواليه يطوف .
أخرس الموت مقامات الكناري،
لم يغرد بعدها أبدا ،
أو تغادره حزينات الطيوف .
احمد عبدالكريم 
19/03/2015