/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

قصيدة لا تسألوني للشاعرة اللبنانية الكبيرة ناهدة حلبي

لا تسألوني!

*** قصيدة للشاعرة اللبنانية الكبيرة ناهدة الحلبي



لِمَنْ تَكْتُبينَ الشِّعْرَ سَيِّدَتي وبي
************ظنونٌ بأنَّ الشِّعرَ، مِنْكِ لِغائِبِ
تَلوذينَ بالحَرْفِ الأنيقِ غَوايةً
************وتَنْأيْنَ عن حُبٍّ بقَلبِ مُحارِبِ
فَجَمْرُ القوافي فَوْقَ خَدِّ قصيدةٍ
**************كإيمانِ جَوْعَانٍ بِلُقْمَةِ تائِبِ
وَمُوْشِيَّةُ الأجفانِ يا لكِ دمعةٌ
*************أَيَزْدانُ ليْلٌ باحْتِجابِ كواكِبِ
أنا بَسْمةُ المَحزونِ رُغمَ إِهابِها
*************وغَفْوةُ أقمارٍ بِحِضْنِ غياهِبِ
فَعُشْبٌ قَشيبٌ واحتِراقُ مَطارِحٍ
***********قسا العُمْرُ مُخْتارًا نَفيسَ حَبائبي
أُناجيهِ ثغرًا أشْتَهي بِلِقائِهِ
**************مناسِكَ قدِّيسينَ خَلوةَ راهِبِ
ويُوْعِدُني وَصْلاً ويُؤْثِرُ غُرْبتي
***********ويَرْفَعُ قَصْرًا مِ الأماني الكواذبِ
وفي همساتِ الفجْرِ نَفْحةُ عاشِقٍ 
***********فيَدْنو وينْأَى عن وُرودِ المَشاربِ
فَمِنْ دَوْحَةِ الأنْفاسِ أحْسو رحيقَهُ
**********ومن شقْوةِ الإحساسِ تَغْلي رَغائِبي
وأذْكُرُ مِنْهُ قُبْلَتَيْنِ ونَظْرةً
************فَتَنْقُطُ عِطْرًا في عُيونٍ جَواذِبِ
وتَسْكنُ أقمارٌ بواحةِ خدِّهِ
**************كلُؤلؤِ بَدْرٍ بينَ زُهْرِ الكواكِبِ
أسوقُ القوافي كالسَّوارِ بِزَندهِ
*************فيُضْرِمُ في قلبي بِشُعلةِ حاطِبِ
وأذْرُفُ دَمْعًا من عُيونِ قصائدي
************وفوقَ جَبينِ الشِّعرِ بَصْمةُ كاتبِ
وأَسْقي جِراحاتٍ بِرَيَّا أُنوثَتي
***********فيَنْهَلُ طيبًا مِن دُموعي السَّواكبِ!