/

مقالات نقدية

أنتولوجيا الابداع

هوامش الإبداع

    أنت لست وحدك بقلم محمد مصطفاوي

    أنت لست وحدك......

    ثمة صور مشرقة تستوقفك وسط زحام الحياة....تختطفك من فوضاها المزدحمة بأشياء فيها ما يشير الى اللون الرمادي الدي غطى يومياتنا فأحالها الى اتكاسات و انكسار موجع للثقة

    انتكاسات نعم....و خيبة شعورنا الجماعي...أقول  ثمة هده الصور المشرقة....تختطفك و تس بك

    و تسافر بك الى أقصى ماتكون عليه الطمأنينة.....و انتشار طافح بأمل أن ثمة ما هو أجمل و أرقى يمسح هده الزوايا الرمادية

    أجل تأتيك الصورة المشرقة قاهرة للرمادي.....لتخبرك...أنك لست وحدك على طرقات الحياة.....و أنه بمقدورك أن لا تبقى وحدك.....طويلا....و أن الحياة ليست فقطكما نعرفها......بل هي تفتح لك كوة ضوء...لتضيء...

    الصورة موقف....الانسان موقف.....و القصة هنا هي الاخرى موقف......أتدكر هنا الزاوية المشرقة التي اتحدث عنها....و أتدكر قصة موقف....يشرق بالنبل و أششياء الانسانية لشخص سيدة لا تعرف انني أكتب عنها الان.......لأم أشاهدها في حياتي.....و لم تشاهد هي تفاصيل وجهي......و قد لا ألتقيها أبدا.....و الكلمة الطيبة تسافر بعيدا....و الموقف الطيب يخلد عميقا.....و و كانت موقفا......و قصة موقف....

    قبل 12 سنة من الان....كنت أشتغل باحدى الصحف الوطنية و كعادة من يكتب عن موضوعات لها صلة بالحياة و تقترب من انشغالات الناس في أي مكان....و يحاول جاهدا أن يقربها للضوء......لعل و عسى يلتقطها من يهمه الأمر من مسؤولين....كتبت مقالا في هدا السياق...

    و لكي تمنحه مصداقيته أخذت شهادات العديد من المواطنين....و كانت جلها تعبر عن مضمون واحد.....تذمر و استياء....من وضعيات ما.....و كانت تبدو لي فعلا أصواتهم مبحوحة من الغضب........و كما كان يجب كتبت المقال.....و نشر في الجريدة....بشكل عادي ككل المقالات....و لكن الذي حدث من تبعات المقال اياه...كان مختلفا .....و الأمر كان يتعلق بادارة المؤسسة المهمة التي كتبت عنها.....رأته من زاويتها هي....تطاولا و اساءة لها.....فأرسلت تعقيبا للجريدة.....و نفت كل ما ورد فيه.....و أكثر من ذالك.....أحتفظت بحقها بالمتابعة القضائية.....كما يحدث في كل الجرائد الوطنية.....و التي لا تعجبها مقالات  ل تسير في قناعاتها........

    و كان علي أن أقف أمام القضاء لأدافع عن نفسي.....و ما كتبت.....و كنت على قناعة أنها هي من حقها أن ترافع عن ادارتها.....

    و من جهة مقابلة كان علي ايجاد اثباتات ما كتبت.....و بالدليل لأنني أمام تهمة القذف.......و رأيت الاثباتات في شهادات المواطنين الذين ألتقيتهم أمام الادارة.........نعم كنت أرى ذالك.....

    و فعلا لجأت الى
    هؤلاء.....تلك الأصوات المبحوحة من الغضب و الاستياء....

    الصورة هنا أنقلبت تماما....و كدت لا أعرفهم.....هي نفس الملامح...الأشخاص أنفسهم...و لكن الأصوات  تغيرت

    الموقف تغير......تراجع....البعض منهم من كان يحتفظ بشيء من ماء الحياة.....و القدرة على المواجهة قال لي..........لا لا....نحوسوا على صوالحنا....مناش نتاع مشاكل.....؟؟؟؟؟ لو نقف معك......يعرقوننا في مصالحنا

    نهم قالوا أن  مصالحهم سوف تعرقل...؟؟؟؟؟؟.....كما لو خذلونني.....بالوجه الصحيح...؟؟؟؟؟

    موقف لم أكن لأتوقعه اطلاقا........و في وسط المدينة...أذكر جيدا....و وسط الخيبة.......شخص ما.....طلب مني مرافقته......كنت على معرفة سطحية به.....ينتسب لقطاع التعليم.....ترددت في البداية...حقيقة لم أكن أعرف ما يريد

    على وجه التحديد...ركبت معه سيارته....في الطريق قال لي....أنه يرغب أن  أرتشف معه فنجان قهوة....

    الرجل ذهب بي الى بيته......أعاد استقبالي بترحاب بالغ......و بعد لحظات مرت على مكوثي...وضع أمامي....رزم من الأوراق و الوثائق...

    لحظتها لم أفهم و أتبين ما يحدث....و لكن في ما بعد فهمت......الصورة تجلت.....و عرفت أن الرجل.....قرأ المقال الذي كتبته... وز أطلع على خبر متابعتي........و قال لي......

    ........الأوراق التي أمامك......و الوثائق الطبية هي وثائق زوجتي.....و هي تثبت معاناتها الطويلة....مع الادارة التي تحدثت عنها أنت.......و.....سيدة البيت.....تلح و تصر.....و مازالت.....تقول.....لك......أنا لا أحد....سيمنعني من الوقوف معك.......

    في أروقة المحاكم.......لأنك كتبت الحقيقة.....و هي مريضة الان......و مستعدة للوقوف......حتى النهاية.....و أن المعانة ليست معاناتها وحدها....و لكنها معاناة الجميع...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    أدهشني الموقف......موقف هذه السيدة الكريمة....و الكبيرة في انسانيتها.......في لحظة مريعة خفت صوت من أسمعت اليهم

    في لحظة فارقة.......أرتفع صوت سيدة.....ما سمعت لشهادتها......و لكن......أرتفع صوته.....

    صوت الضمير فيها......و مات صوت الضمير فيهم........

    و  الأدهى من ذالك......أن المواطنين اياهم.....كتبوا عريضة......و بتوقيعاتهم.......يكذبون فيها ما كتبت...... بعد تلقيهم الاشارة.......

    و الأروع من ذالك.....أنهم خسروا......خسروا ضمائرهم و القضية التي باعوها

    و أنتصرت سيدة.....ليس انتصارا لي ...و لكن لانسانيتها......و ايمانها.....بما كتيت و نشرت.....

    و ماعانت هي....وسط زحام الحياة نتذكر هنا و هناك......ما يفتح لنا  كوة نلرى فيها

    ما هو مشرق فعلا.........صورة و موقف من الحياة يخبرنا.....أنك لست وحدك بالضرورة

    سوق اهراس ..... الثورة والشعر يتعنقان

    سوق أهراس ... الثورة والشعر يتعانقان

    ـــــــــــــــــ بقلم عيسى ماروك 

    افتتحت أمس التاسع والعشرين من شهر مارس أيام سوق أهراس الأدبية بقاعة المحاضرات طاهري ميلود تحت شعار الثورة الجزائرية في الشعر الجزائري والعربي
    توافد على مدينة سوق أهراس جمع من الأساتذة والشعراء من تونس ومن مختلف ولايات الوطن احتفاء بالثورة الجزائرية في مهدها ومعقلها سوق أهراس التي قدمت خيرة أبنائها فداء لجزائر حرة مستقلة .
    وفي كلمته عبر السيد جمال الدين بن خليفة رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين عن سعادته بالحضور متمنيا أن تكون هذه الطبعة إضافة للمشهد الثقافي بما تثيره من محاور مرتبطة بالثورة الجزائرية في الشعر العربي الفصيح والشعبي ،أما السيد عمر مانع مدير الثقافة فقد أشاد بجهود الفرع ودوره في تنشيط الحياة الثقافية في الولاية مبديا استعداده لإقامة شراكة حقيقة تدفع بالمشهد الثقافي للأمام ،وبدوره الأديب لطفي الشابي رئيس الوفد التونسي أشاد بأواصر الأخوة بين الشعبين الذين امتزجت دماءهما في مواجهة المستعمر كما تمازجت ثقافتيهما وأبو القاسم الشابي خير دليل على ذلك
    وكم كانت المفاجأة سارة للأديبة آسيا رحاحلية التي كرمت بالمناسبة كتتويج لمسيرة عطاء كللت بثلاث إصدارات كما كرم أعضاء الوفد التونسي وهم : عبد المجيد يوسف وعز الدين عزيزي ومعز العكايشي و لطفي الشابي وطارق الناصري ووهيبة قوية .
    ليفسح المجال واسعا للشعر في قراءات شعرية لكل من : توفيق سالمي وعبد الوهاب زيد (مدير الإذاعة الجهوية ) والشاعر الشعبي السوفي عبد المجيد عناد .
    كما قدمت مداخلات بالمناسبة لكل من الدكتور ناصر معماش من جامعة برج بوعريريج والأستاذ عيسى ماروك من جامعة الجزائر برئاسة الدكتور عبد المالك عوادي ،وكان للشعر فسحة أخرى تداول فيها على المنصة عدد من الشعراء منهم ياسين أفريد ومصطفى حمدان وصبيرة قسامة وغيرهم ، أما الفترة المسائية فقد خصصت لرحلة" على خطى الشابي" إلى غابة المشروحة وقبلها عرج الضيوف على البيت الذي أقام به الشابي في رحلته العلاجية بالجزائر .

    ــــــــــ
    منقول من صوت الشمال 

    الوطن ــــــــــــــــــــــــــ الشاعر أحمد أخذاري

    الوطن ـــــــــــــــــــ الشاعر أحمد أخذاري


    رغم افتقادي للسكن  
    رغم احتياجي للمؤن 
    رغم المواجع في البدن
    رغم الهشاشة والوهن 
    رغم المفاسد والعفن 
     مازال يسكنُني الوطن 
    رغم المآسي والمحن 
    رغم الطوائف والفتن 
     فرضٌ أحبّك يا وطن 

    ************
    عدد المداشر والمدن 
    والنازحين ومنْ سكن 
    عدد الملا إنسً وجن
    عدد المغلّف بالكفن
    عدد البراعم والفَنن 
    زد ما تحرّك أو سكن 
    عدد المواخر والسفن
    والقطـر في سحب المزن 
    قدري أحبّك ياوطن
    ولأجل حبّك قد أجنْ
    ************
    فمن المحيط الى عدن 
     ومن السّويق الى لُدن 
    نفس المآسي والمحن 
    الكلّ مثلي قد يقِن 
    مصقُولنا شعب أرنْ 
     أهملتموه لأنْ أسنّ 
    حتّى أصنْ 
    وطَني أغن 
    وسيدي لي قد أعن 
    **********
    الأرضُ طميٌ لا وَجن 
     والجمعُ فوقها قد ركن 
    لا ، بل وَكَنْ 
    هذا الشبابُ ، وذا اللّغن 
    أخرستموه فما أطنْ 
    قد زدتمُ فيه اللّجن 
    حتّى أفن
    خرب المكان مع الزمن 
    أصبحتُ عبدا للوثن
    ضيّعتُ فرضي والسّنن
    **************
    رغم المآسي والمحن 
    لبيك ... عمري دون منّ 
    من فرط حبّك يا وطن .
    =======================
    المفردات:                                                                                                        
      السويق = مدينة بسلطنة عُمان//  لُدن = مدينة في موريطانيا والأصل(لُدان) //
    أرن= مرح ونشيط// أسن= شاخ // أصن= شمخ بأنفه غاضبا // أغن = أرضه غنية 
    أعن = جعل العنان // وجن = صلب // وكن = ذخل وكره // اللغن = حدذة الشباب 
    أطن = أسمع صوتا // اللجن = الوسخ أو الفساد // أفن = ضعف رأيه أو ذهب عقله

    دراسة في قصيدة تناوحت الأرواح بقلم الدكتور ميلود قناني

    دراسة تحليلية لقصيدة تناوحت الأروح لمحي الدين بن عرابي


    *بقلم :ميلود قناني


    ألا يــا حــمـامــات الأراكـة والـبـــان ترفقن لا تضعـفن بالـشجو أشجاني

    تـرفـقـن لا تـظـهـرن بالـنـوح والـبـكـا خـفي صبابـاتي ومكـنـون أحزاني

    أطارحها عـنـد الأصيل وبالـضحـى بحنـة مـشـتــاق وأنة هـيـمـان

    تـنـاوحت الأرواح في غيـظـة الغـضا فـــمـالـت بأفنان عــلي فأفناني

    وجاءت من الشـوق المبـرح والجـوى ومـن طــرف الـبــلـوى إلي بأفنان

    فـمن لي بجـمع والمحـصب من مـنى ومن لي بذات الأثل من لي بنعمان

    تطـوف بـقـلبــي ســاعة بـعــد ساعـة لــوجـد وتـبـريـح وتـلثـــم أركـاني

    كما طاف خير الرسل بالكـعبة الـتـي يـقـول دلـيـل العـقـل فـيها بـنقصان

    وقـبــل أحجارا بـهــا وهــو نـاطــق وأين مـقام البـيـت مـن قدر إنسان

    فكم عـهدت أن لا تـحـول وأقسمت وليـس لـمخـضوب وفـاء بإيمان

    ومـن عـجـب الأشياء ظــبي مـبـرقـع يـشـيـر بعـنـاب ويـومـي بـأجـفـان

    ومـرعــاة ما بـيـن التـرائـب والحـــشا ويا عـجـبا من روضة وسط نيران

    لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لـــغـــزلان وديــــر لـــرهـــبــان

    وبــيــت لأوثان وكـعــبــة طــائـــف وألواح تـــوراة ومـصحف قرآن

    أ ديـن بــديــن الـحــب أنــى توجــهــت ركائبه فالـحـب ديـنـي وإيماني

    لــنــا أســوة في بـشــر هـنــد وأخــتها وقـيـس ولـيـلى ثــم مــي وغــيلان


    تلخيص مضمون القصيدة :
    - يستفتح الشاعر قصيدته بالأداة الاستفتاحية ألا مناديا حمامات اعتلت أغصان شجرة الأراكة و شجرة البان ثم يطلب منهن أن يرفقن به مما يلقين في خطابهن من ثمرات التعشق و المحبة المهلكة ثم يكرر دعوته معللا ذلك بأنه يكشف صبابته و مكنون أحزانه ثم يبادلها الحديث بحنين الاشتياق و ألم الهيام و تتقابل الأرواح فوق شجرة تتمايل أغصانها فتحدث بالشاعر أثرا تتحرق له أكباده فتنوع له من الشوق المبرح و الجوى و تذيقه ألوانا من البلوى .
    - ثم يكشف الشاعر عن أمله الذي يهيم به قائلا من لي بلقاء الأحبة بمزدلفة و من لي بالأصل مشيرا إلى عين الحبيب و ذاته و النعيم الإلهي القدسي ، فتتكرر لديه حالات الوجد و التبريح تطوف به و تقبله كطواف و تقبيل الرسول للكعبة و قد عاهدته هذه الخواطر بان لا تحول ولكنها لاتفي بعهودها ثم يشير إلى ومض إلاهي شع سناه في شكل ضبي أومأ بأجفانه يرعى في صدره بروضة وسط لاعج من الشوق فحال قلبه إلى مرعى لغزلان ودير لرهبان وكذلك به حاجات دنيوية دنية رمز لها بالأوثان وهيامات روحانية رمز لها بالكعبة
    - وينتهي الى أن دينه الحب وهو تمام الدين أسوته من هام بالعشق البشري كمجنون ليلى وأمثاله إلا أن شاعرنا عشقه إلاهي

    قراءة في العنوان: إن القصيدة توحي ولا تقرر فالشعر أبعد ما يكون عن الإقرارية الممجوجة والمنبوذة بعالم الإيحاء فالشعر لمح تكفي أشارته وليس بالهدر طولت خطبه .
    إن كان للرمزية وطن أو هوية فموطنها وهويتها الشعر الصوفي فيه تتجلى أسمى وظائف الرمزية وقد إختار بن عربي كعنوان دال لقصيدته هاته هو تناوح الأرواح . والتناوح من التفاعل وهو تبادل فعل البكاء تبادل زفرات حرى تصدر من الأرواح هامت بالعشق الإلهي وقد جعل جمع الأرواح فاعلا لفعل التناوح وهي حالة اعترت تلك الأرواح وهنا يطرح سؤال مهم ما مصدر التناوح وماسر التناوح ذلك ما تكشف عنه تضاعيف القصيدة وقد أضفى على الروح وهي أمر معنوي صفة عالقة بعالم المادة ألاوهي التناوح وهذه الاستعارة يستسيغها الذوق ويتقبلها العرف لما في وحي التناوح من معنى عالق بالعواطف والأحاسيس والفعلية في العنوان إيحاء للحدث المعبر عن الحزن ،أما زمنه فكان الماضي وما يدل عليه من وقوع ثابت للحدث الذي انتهت حركيته بتفاعل وتجاذب لفعل البكاء بين جمع من الأرواح.
    التشاكل :
    التشاكل الصوتي :
    لا يمكن أن نغفل ما للأصوات من قيمة تعبيرية تأتيها من مظهرها الفيزيائي أو الأكوستيكي ومن التداعيات المشابهة وقد كان لهذه الظاهرة حيزا جليا في قصيدة تناوحت الأرواح ويتجلى ذلك في حرف النون ففي قــــوله : ترفقن لاتظهرن بالنوح والبكا خفي صباباتي ومكنون أحزاني
    أطاردها عند الأصيل وبالضحى بــحــنـة مـشـتـاق وأنـه هـيـمــان
    فمن لي بجمع من المحصب من مني ومن لي بذات الأثل من لي بنعمان
    لم يكن إختيار الشاعر لحرف الروي النون أمرا اعتباطيا غير مؤسس ولكن كانت له دواعيه وأغراضه فحرف النون شفوي أغن حينما ننطقه يحدث رتابة وإطلاقا غير متناهي تذوب ترجيعاته في تموجات الصوت ولهذا الحدث الصوتي تلازم بالمعنى فالنوح أنين وللأنين رتابة أي مونوتونية أي تكرار صوت واحد داخل حيز زماني مفتوح وهذا الفضاء الصوتي الرحب أشبه بالفضاءات الصوفية الرحيبة فالجوى يسمى معجميا كذلك لإطلاقه في الجو .وأما قرين النون في التكرار فكان حرف الميم و ان كان أقل حظا من النون فنجده منتشرا عبر مختلف المجموعات الدلالية للقصيدة و هو حرف شفهي ينتج من انطباق الشفاه ثم يصدر الصوت ليلقى في الفضاء الأكوستيكي محدثا أثرا يتوسط بين الليونة و الرخوة و الشدة و لهذا التوسط إيحاء و علائقية متينة السبك بالمعنى و هذه بعض الكلمات التي ورد بها حرف الميم. 02-

    ( حمامات – مكنون – مشتاق هيمان – مالت ـ المبرح – حمع – منى – نعمان )
    فاذا تدبرنا إيحاءات هذا التشاكل الصوتي نجده يولد انسيابية مزدوجة على مستوى المبنى الصوتي و على مستوى مبنى المعنى ، هذه الانسيابية المزدوجة التى لحمت الصوت بالمعنى و لحمت المعنى بالحرف و هذا التشاكل الصوتي يسهل فهم القصيدة و يقرب المعاني للأذهان فتنال بيسر
    تشاكل المعنى :
    إن المضمون هو المركز الذي تدور حوله التراكمات الصوتية و الصيغ النحوية و لذا نجد تشاكل المعنى أساسا يفهم من خلاله خطاب بن عربي فحينما هم بكشف ما يعتريه من هيامات و نبض خواطر اضطر إلى توظيف تشاكل معنوي أساسي انبنى عليه مقوم سياقي فقوله
    ترفقن لا تظهرن بالنوح و البكا خفي صباباتي و مكنون أحزاني


    فدعوته للحمامات بالترفق الذي يحدث بالشاعر كشفا لما خفى وما الكشف إلا إظهار لخفاء الصبابة و خفاء لمكنون جوى قد تحرقت به جوانح الشاعر
    فنون النسوة فاعل لفعل الرفق و موضوع الرفق هو الشاعر فالموضوع و المحمول ينتهيان إلى رسم معنى " تهييج خواطر الشاعر و كشف صبابته و مكنون جواه " و هذا المعنى مقوم أساسي انبنت عليه القصيدة الصوفية
    و هناك تشاكلا آخرا تمثل في البيان الموظف ففي قوله: « تلثم أركاني – أقسمت » ففي هذه الصورة يشبه الشاعر خواطره بالمرأة التي تلثم و تقسم و هذه الصور تدور في فلك الهوى الإلهي و قد ولدت تشاكلا في الصورة و الخيال

    تشاكل الكلمات :
    نلاحظ تجانس بعض الكلمات واختلافها في المعنى كقوله :
    - مالت بأفنان على فأفناني .
    وكذلك – لقد صار قلبي قابلا
    هذا التجانس الذي عرفه إبن جني بأنه " أن يتفق اللفظان ويختلف أو يتقارب المعنيان " له دور في تقريب المعنى وإيصاله فهو يحدث أثرا بالنفس فتستأنس لهذا التشاكل الذي ينبلج من تحت طياته معنى مختلف .
    القافية :
    مما تكونت القافية في قصيدة تناوحت الأرواح ؟.
    تكونت من روي وهو النون وقد نال هذا الحرف عند الصوفية القداسة وهو من الأحرف النورانية إذ قال تعالى " ن والقلم وما يسطرون " ولهذا الروي وصل تمثل في حرف المد الياء وأما الردف فكان ألف المد إذا تدبرنا إيحاءات القافية فنجدأهم صفة تميزها المد والانفتاح ويظهر ذلك في الردف والوصل : أشجاني .
    وهذا المد والانفتاح ليس وليد الاعتباطية إنما له مسبباته فالشاعر الصوفي غير منغلق إنما يسبح في فضاءات مركبة ففضاء الكون الفسيح وهو مجلي التجليات الربانية وفضاء الخيال الصوفي والهيام الروحاني وهو تعبير عن امتداد الروح إلى الله امتداد حاجة وعبدانية وامتداد الضعف لمصدر القوة وامتداد من لا حول له إلى السر السرمدي والحقيقة الأبدية .
    البنى الإيقاعية :
    المقطع أكثر بن عربي من استخدامه المقاطع فالواو وارد بكثرة وإن كان له مسوغ فتسويغه ان الشاعر الصوفي يجتهد في ربط الروح بخالقها وإن تقطعت الأوصال وكان الوصل وميضا أوسنا كمثال لذلك " وجاءت من الشوق " .
    فهذا المقطع المنفتح تناسب والحالة النفسية للشاعر أما قوله " من لي بذات الأثل – من لي بنعمان " فهذا المقطع مكون من صوت ساكن وصوت لين قصير وصوت ساكن وهو مقطع منغلق :(( من الشوق – من قدر ـ من عجب ))
    أما المقاطع المتوسطة فقليلة وكثرت المقاطع الطويلة (( كما ألا – عند على – مال – جوى .))
    تراوحت نسب توظيف المقاطع القصيرة والمتوسطة ولم تتجاوز الثلث من مجمل المقاطع وهذا يكشف أن هذه المقاطع ليست أساسا في كلام العرب بل وسيلة ربط ووشائح تسبك بها المقاطع الطويلة التي كانت لها الغلبة فهي منتشرة في القصيدة بنسبة عالية ولا غرومن ذلك فالأفعال الدالة على الحدث والصفات والحركة عبر الزمن كلها يعبر عنها بمقاطع طويلة وهذا غالب في القصائد الصوفية وما تناوح الأرواح إلا عينة دالة على ذلك (( ـترفقن ـ المبرح ـ هيمان )).
    النبر : تنوع وقع النبر وقد ولد تراوحا أكسب القصيدة نفس شعري زاوج بين مسار المعنى وإنسياب الموسيقى الشعرية .
    إلا يا حمامات الأركة والبان ترفقن لا تضعفن بالشجوأشجاني
    0/0/0//0/0//0/0/0//0/0// 0/0/0///0//0/0/0//0/0//
    ألا/ يا/حما/ما/تل/أرا/كة/ول/با/ني تــــرف/فــــق/نــــا/ولا/تــــض/عــــف/نــــبـــــش/شــجـــو/أش/جــــا/نــــي
    فـعولن/مـفاعيلن/فعـول/مـفاعـيـلن فعولن/مفاعيلن/فعولن/مفاعيلن

    لا نجد توازنا بين النبر الخفيف والقوي لكن يظهر طغيان النبر الخفيف على البيت وهذه الخفة تتوازى والرقة والخفة والرقة من صفات الشاعر الصوفي فمعانيه رقيقة وفعله يلامس في خفة ورقة ألا ترى قول الشاعر :
    صاح خفف الوطء فما أرى أديم الأرض إلا من رفات هؤلاء .
    التشاكل والتباين على مستوى المعجم :
    إذا قمنا بقراءة مسحية لمعجمية شعراء الصوفية نجد تشاكلا واضحا في قاموسهم اللغوي فمو جودات الطبيعة من شجر وطيور تتعالق بعالم مسرى الأرواح
    وحركية الصوفية إنما تتجسد في العالم المادي ليس إلا للقبض عن شواردها فتوظيف إبن عربي لشجرة الأراك وشجرة ألبان وأغصانها والغزلان والحمائم وكذلك ثقافتهم الدينية فالألواح والتوراة والمصحف والكعبة والحجر إنما تدور تلك الرموز في فلك الشاعر الصوفي يوظف إيحاءاتها ويصنع لها مدلولات جديدة يستقيها من عوالمه الصوفية جاهدا أن ينقل مدلولات هيامه الصوفي المجردة كوسائط وكلغة وسيطة بين عالمين عالم الروح وعالم المادة .
    إن سيطرة بني معينة على معجم القصيدة تحيلنا على حقل دلالي صوفي محض وهذا ما يتجسد من خلال قصيدة تناوحت الأرواح فعوالم صبابة الصوفي وجوى العابد تخيم منذ البداية على القصيدة وتشكل الحقل الدلالي حتى صارت وسيلة تميز الخطاب الشعري الصوفي ومن لبانته : خفي صباباتي –حنة المشتاق –أنة الهيمان – فأفناني – الحب ديني .
    فهذه اللبنات تشكل النواة التي ينبثق منها المعنى الصوفي وقد تميز المعجم الشعري للقصيدة بالتنوع والتجديد فإبن عربي لا يرزأ تحت قيد التقليد بل نلفيه مجددا للخطاب الشعري يسبح باللفظ في عوالم لم تعهد من قبل وكدليل على ذلك .
    ومن عجب الأشياء ظبي مبرقع يشير بعناب ويومي بأجفان

    فإن ألف الشعر العربي إيماءة الجفن فإن التجديد في إيحاء الظبي للروح المتجلية في سنا و إيماض .
    تتسع مضان التشاكل إلى مستويات متلونة في الخطاب الشعري الصوفي وقد تميزت تراكيبه عن الأنماط الخطابية الأخرى ويتجلى ذلك على مستوى البيت :
    أطارحها عند الأصيل وبالضحى بحنه مشتاق وأنة هـيـمان .
    فبالصدر قدم ملفوظا يحوي فعل ترجيع الصدى بقوله أطارحها وربطه بالزمن عـند الأصيل وقابله بالضحى وما يوحيه الزمن من دلالة جمالية للأصيل ومن صبوة كابدها الشاعر بالضحى وهو زمن منفتح تطوي أطرافه أشجان وأسى الشاعر
    وقابل هذا في الشطر الثاني بملفوظ يقابل الزمن الا وهو الحالية فيصور حنة المشتاق ويلونها بأنة الهيمان فالنعت بالإضافة حيث نعت الحنين بالاشتياق ونعت الأنين بالهيام وهو جدف في بجر اضطربت جوانبه لا يجدف فيه إلا من امتلك ناصية اللغة وانقادت له صهوة أوابد المخيال الصوفي .
    -
    - التقديم : جري بن عربي في قصيدته هذه مجرى العرف فلم يخرق عرف الجملة العربية ويشوش ترتيبها إلا في نزر قليل جدا وذلك في قوله .
    - وليس لمخضوب وفاء بايمان
    - ولهذا التقديم دواعي منها أن المعنى المحوري يسقط عن المقدم ولاستقامة الوزن والنسج الموسيقى دور في الإخلال بالترتيب المتداول .
    بنية التعدي:
    إن بنية التعدي بالقصيدة أنتجت تمددا مركبا,’ تمدد الشكل وتمدد المعنى وأما تمدد الشكل فتركيب الجملة لم يكتف بالفعل والفاعل بل تجاوزه إلى مفعول به : وقبّل أحجارا فهذا التمدد يحقق التساوي بين المعنى والمبنى وهو تطبيق جلي لفكرة :[كل زيادة في المعنى زيادة في المبنى ] [more of form is more of content ]
    وأما تمديد المعنى فهوتحصيل حاصل فيبقى الفعل غيرمكتمل فيفتح المجال لربط الحدث بما يليه من مكملات تكون وتشكل المعنى فقول بن عربي : قبل يبقى المعنى متبورا يمد وشيجة تبحث عن وصل لا يتم المعنى إلا به ومعه ان بنية التعدي نماء أفقى وإنسياب معنوي وتركيب صلبت لحمته فأعطت البنية شكلا مميزا .
    فصل التركيب البلاغي :
    تعتمد الدراسات البلاغية أساسا على دراسة مستويات الخطاب وقد ترتكز على مستويين أساسين يمكن تجزئتهما فيما بعد إلى فصول أدق وأكثر توغلا في التحليلات وأما المستويان فهما الحقيقة و المجاز .
    وقد يعتمد مستوى الحقيقة كقاعدة ينبني عليها الخطاب ثم سرعان ما يلبث أن يتطور في سياق تركيبي إلى مستوى المجار فقوله تناوحت الأرواح .
    فإن الاستعارة تتعلق بكلمة تناوحت والسياق المجازي هو الأرواح فالمعنى الحقيقي المتعارف عليه لكلمة تناوحت هو تبادل البكاء وهو صفة تميز الإنسان دون سائر المخلوقات .وأما المعنى المجازي هو حال الحزن والأسى الذي اعترى الأرواح هذا مجال تطبيق النظرية الإبدالية التي صاغها مولينو و هي لا تناقض ما ذهب إليه البلاغيون العرب .
    أما النظرية التفاعلية وهي حصيلة جهد البلاغيين المحدثين ومسلماتها هي أن الاستعارة لا تقتصر على كلمة واحدة بل تتجاوز ذلك وهي تركيب ممتد فقول ابن عربي تتناوح الأرواح إنما الاستعارة في امتداد المعنى بين الكلمتين .
    • و لا تقتصر الاستعارة عند الصوفية عند البعد الجمالي بل تتعداه إلى بعد وصفي و بعد عاطفي بل أحيانا إلى بعد معرفي فابن عربي همّ بوصف حالة اعترته و جوى محرق بل موقف إيماني ,فهمّ أن يبلّغ هذه الأبعاد بتوظيفه الاستعاري الذي يحمل شحنه لا تنطفئ جذوتها بامتداد أطراف الوظائف النفسية و المعرفية للملفوظ و هناك اتجاه آخر بنيوي تعاضدت فيه جهود يالمسليف و جاكبسون و كريماص و بوتي ، يعتمد على التحليل الاستعاري بواسطة المقومات و إذا طبقنا هذه النظرية فنجدها تتجلى في المقابلة بين الإنسان كملموس والروح كمجرد
    الإنسان الروح
    ملموس
    مادي
    عرض
    مرئي
    ظاهر
    يحده المكان و الزمان
    مفرد
    مذكر
    فاني مجرد
    محسوس
    جوهر
    غير مرئي
    غيبي
    تسبح في المكان و الزمان
    مفرد
    مؤنث
    خالدة


    ويرى هؤلاء أن الاستعارة تجود كلما كان التوافق في المقومات العرضية و الاختلاف في المقومات الجوهرية و هذا يتجلى بوضوح في الاستعارة التي اتخذناها مجالا للتطبيق فالمقومات الجوهرية كثيرة التباين بين الانسان و الروح و هناك مقومات مشتركة كثيرة إلا أنها عرضية

    إن موقف الشاعر يدفعه إلى انتهاج الخيال كوسيلة لكشف مكنوناته و تباريحه لذا استخدم ابن عربي الصور في قسط و اعتدال و من ذلك قوله : «لا تظهرن بالنوح ــ فأفضى على الحمائم صفة البكاء و استعارة منها تصدره من صوت و قد سبق بهذا المعنى فقد جرى على ألسنة العرب أن هديل الحمام هو بكاء و مثال ذلك قول أبي العلاء المعري »
    غير مجد في ملّتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شادي
    أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها الميادي
    التمطيط و الإيجاز : آليتان لا يستغني عنهما الفنان الشاعر فتراه حينا مضطرا أن يمطط معانيه و قد تتعدد الأغراض و حينا يضطر إلى الإيجاز و قد قيل إنما البلاغة إيجاز
    أما ابن عربي نجده يمطط معانيه مستقصيا كشف الحالات التي تعتريه فحينا مخاطبا حمامات الأراكة بأن يرفقن به و ما تلك إلا وسيلة لكشف ما اعتلج بجوانبه من صبابة و جوى و يفيض ممططا معانيه كاشفا تباريحه و ذاك ديدن القصيدة من المبدأ إلى المنتهى
    و حينا تخونه بنات الضاد فلا يتأتي له الاسترسال فيمتطي صهوة الإيجاز و يكثف من تجربته الشعرية مستخدما الرمز قائلا :
    - و مرعاه ما بين الترائب و الحشا و يا عجبا من روضة وسط نيران
    لقد صار قلبي قابلا كل صورة فـمرعى لغــزلان و ديــر لرهــبان
    بل يوظف الإحالة الدينية و التاريخية في قوله :
    - و بيت لأوثان و كعبة طائف و ألواح توراة و مصحف قرآن
    التفاعل :
    من أهم البنيات الأساسية في القصيدة المعينات les deixis من هذه المعينات الضمائر و قد تنوعت بين الأنا و هو الضمير المسيطر و يمثل الشاعر و بين ال هي أو الأنتن و اللتان تمثلان الطرف الذي يقابل الشاعر و يخاطبه و يظهر ذلك في :
    ترفقن -ــ لا تضعفن ــ لا تظهرن
    و الهي : أطارحها ــ تناوحت ـــ فمالت ـــ جاءت ـــ تطوف
    أما الظروف : فمنها ظرف الزمان : عند الأصيل ــ عند الضحى ـ ساعة
    ومنها ظرف المكان – مابين الترائب
    - روضة و سط نيران
    - أما أسماء الإشارة : فانعدمت بالقصيدة و لم يوظفها الشاعر ان العامل الغالب المنجز للأفعال هو [ انتن و هي ] يعود هذان الضميران انتن على الحمائم أما هي فيقصد الروح وقد فتح الشاعر مجال الفعلية في ملفوظة الشعري بقصد اضفاء الحركية و الحياة على العالم المجرد الذي تتفاعل فيه الأحداث هذا العالم المتوثب الذي يتخذ منه الشاعر مسرحا للتجليات الصوفية الذي يفيض نشاطا و يمتلئ بالحدثية و لا ضير من ذلك فالشاعر قد انطفأت جذوة الحياة المادية من حوله و اتقد نبراس الحقائق الأبدية يجلى غياهب العتمة و يكشفها عوالم ترفل متفيأة ظلال الشجو و الشوق .
    أما عامل الزمان فيذكر الأصيل كزمن للمطارحة و يزاوجه بالضحى و هي أزمنة تناسب الاستجداء الصوفي
    أما عامل المكان فتراوح بين أنواع من الشجر كالأراكة و البان و الغيضة و هو مكان من الطبيعة يرمقه الشاعر بنظره من ينظر من الأسفل إلى الأعلى ثم ذكر أماكن مقدسة من الموروث الديني كمنى والكعبة ودير الرهبان و استغل إيحاءات هذه الأمكنة و ما ترمز له من قداسة فجعل الكعبة وقلبه متشابهان في عملية الطواف و تلك صورة حصر على الأدبية الصوفية لا نلفي لها طرحا خارج أسواره

    غقوة ثم صحوة قصيدة للشاعرة اللبنانية قلورا قازان

    غفوة ثم صحوة
    __________ شعر فلورا قازن*

    أنا المتراكمة
    في الوريد
    شوقا
    أطارد
    ثغر الشفق
    وأمطر
    لهجة التوت
    أشتهي أن أندس
    في ظلمة
    ليلك
    وردة تراخت امام
    الصقيع
    إندثرت باهداب
    عينيك
    عصفورة بنت
    اعشاش
    احلامها
    على اغصان
    قلبك….
    اشرب
    خمرة أحلامي
    والتقيني
    عاشقاً
    على أهداب الليل
    وان التقيتك
    ف لليل بوح
    المحبين 

    كيف للشوق
    العنيد
    أن يدرك
    أنك نشوة
    قصائدي
    وركني الحميم

    "
    راقبي غيمك
    اسألي مطرك
    عدي شطورك
    وفواصل حروفك
    قد آثروا صحبتي
    "
    أصابع الناي
    مصقولة بالمطر
    مذ تناسلت
    الفصول
    حروفاً
    أحتاج غفوة
    ثم صحوة
    على هدير الماء
    لأصلي …
    ــــــــــــــــــــــــ
    * شاعرة من لبنان

    عندما تشتد الريح قصة قصيرة بقلم رابحي محمد إلياس

    "عندما تشتد الرياح"
    قصة قصيرة بقلم الكاتب: رابحي محمد إلياس
    ______________________________


    أذكر ذلك الشعور الغريب، حين ينتابني، فأستلقي على سطح الدار الغير مسقوف، أمام شباك نافذة الخشب، أراقب من يذهب ومن يجيء، أراقب حياة الورى شبابا وشيّاب، عندها تأتي الأفكار ويبدأ  العقل بالهذيان، لكن سرعان ما يتبدل هذا اللغو إلى كلمات ساحرة، كلمات باهرة، فأمسك اليراع تارة والقرطاس تارة، ويزداد ذلك الشعور الغريب، حين ينتابني، بالتأجج والتوهج، بالضياء والاشتعال، فأراني ألُفُ ما بالفؤاد على امتداد الصفحات، وأحسبني قد جننت وأنا في أجْمَعِ قِواي، أحسبني معتوها، وكل هذا بسبب ذاك الشعور الغريب، حين ينتابني، وأنا مستلقي على حافة القدر، عندما تشتد الرياح، وتعبر مآقي العين السوداء، فتلوذ إلى أعماق الكبرياء، بينما اليدان ترتعشان لهول ما كتبت، والحواس أغمضت لروع ما رأت وسمعت، وشمّت ولمست، فتذوقت طعم ذلك الشعور الغريب، حين ينتابني، مع اشتداد الرياح.

    انزعاج بقلم الأستاذ قدور بن مريسي

    انزعاج 
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  بقلم الأستاذ قدور بن مريسي
    ينزعــج بعــض الشعــراء و القصاصيــن و الروائييــن ، عندمــا يسألــون عـن معنـى و دلالــة عنـــوان مــن عناويـــن أعمالهم ، و يتحججون بأن الكاتب لا يشرح أعماله ، نعم هذا صحيح ، لأن هذه المهمة هي مهمة النقاد ، لكــن لامانـــع للكاتب أن يبرهن على اقتداره و تمكنه و توفيقه في اختيار هذا العنوان .
    إذا كانت الفاتحة ( فاتحة الكتاب ) تشكــل ظاهــرة تناصيـة تستمــد دلالتها من تلاقي النصوص ، فإن العنوان على العكس من ذلك ، يثير تساؤلات لا تلقى لها إجابة إلا مع نهاية العمل الأدبي ، و تعتبر العلاقة بين النص و العنوان الرسالة الأولى التي يسعى الكاتب إلى تبليغها للقارىء ، بهدف إثارة فضوله و تحريضه على القراءة النص ، و يدخــل العنــوان و النص في عملية ترابطية الأول يعلن و الثاني يفسر .
    إن اختيار العنوان ليس رأسا مفصولا عن الجسد ، فالأحسن للكاتب إذا سئل أن يجيب شارحا أبعاده و انزياحاته وتقاطعاته محققا فضل السبق على الناقد الذي قد يطمس هذه الأبعاد و المعاني ، أما الناقد المتمكن فيضيــف أبعــاد و دلالات  أخـرى إيجابية لم تخطر على بال الكاتب نفسه .
    ذات مرة سئل الروائي  "أمين الزاوي " عـن معنى روايته "  عسل القيلولة " ، فانبسطــت أساريــره ,و لــم ينزعج  كأنه كان يتمنى هذا السؤال .ومما جاء في جوابه : أن القيلولة مقدسة و لازالت عنـد العــربي ، وخاصة في أيـام الصيف  فهي تقســم النهــار إلـى نهاريــن ، يمارس فيهـا العربي طقوسه من ملذات حسية و جسدية ، و قد نقل العرب هذه العادة
    ( عــــادة القيلولـــــة ) إلى الأندلس فأصبح الإسبان يقيلون ...و مازالوا .
    سألت ذات يوم الشاعر" عقيل بن عزوز" عــن معنــى عنـوان ديوانه "  الأفعى "  فأجاب و أطال فــي ســرد قصــة الأفعى منذ بدء الخليقة ، إلى سفينــة نــوح و الطوفــان ...إلــى معتــقدات الشعــوب و نظرتها إلــى الأفعـــى كرمــز للداء و الـــدواء ..إلخ . حتى تمنيت أن يسكت ! بمعنى حصلت !
    مثلا عنوان رواية " نوار اللوز   لواسيني الأعرج " . هل اختار عبثا اسم نبات لروايته ! ؟
    في رأي المتواضع شرح و توضيح معنى عنوان العمل الأدبي يكون أفضل من طرف صاحبه لو سئل .حتى يعطيه حقه لأن هذا العمل الأدبي قد من روحه و قد خطط  له تخطيطا ، أقول هذا الكلام لماذا ؟ في إحدى الملتقيات الأدبية ، تقدم أحدهم بقراءة في رواية  "  كيف ترضع من الذئبة و لا تعضك " للروائي " عمارة لخصوص " و بـــدأ فـــي مـــا يسمى بالمناصة  " أي العنوان " فأوله تأويلا أفقده بريقه و دلالاته خصوصا التاريخية و الأسطورية ، فهو لا يعرف الأسطورة التي تقول  إن روما أسسها الإخوان روميليوس و ريموس الذين رضعا من ذئبة و هذه الأسطورة و ظفها الروائي ضمنيا في العنوان ليعالج قضية الهجرة و المهاجرين الذين عليهم أن يتأقلموا مع بلدان تختلف معهم في الدين و العادات و التقالليد  فعليه أن يرضع الذئبة و لا تعضه .      

    تائهة بقلم الشاعرة وحيدة رجيمي

    تائهة ـــــــــ الشاعرة وحيدة رجيمي

    عائمة أنا
    في أمواج كأسي
    أرتشف سوسن اللّقاء 
    في غياهب الصّمت

    تائهة أنا
    في أغوارالتفاني 
    مكبل أنت 
    بأساور الغواني

    مالك لهوت عني ؟
    مالك حيرتني في أمري

    أمسِ قلت لي 
    أنت نبيذ كأسي
    منارتي و شدة بأسي
    ضالتي وتاج رأسي
    حظي و قاتلة نحسي
    تائهة أنا في صقيع يأسي

    وحيدة أنا على هامش الطريق
    غبت يا سندي ويا رفيقي
    يا عاشقي وعشقي والمعشوق
    يا زادي و عتادي في الضيق
    تائهة أنا في أغوار التفاني
    مكبل أنت بأساور الغواني

    قلبي يحيا من عدم
    يداوي الأشلاء من سقم
    كل أنا للمحبوب 
    واحد أنت لكل القلوب
    مذاق حبك طيب عسل
    نار جفاك لسع نحل
    ذنبي أن هواي على السليقة 
    مجرد أنت من كل حقيقة
    تائهة أنا
    سقيت حبنا بالعبرات
    كويت لهفي بالجمرات 
    تحرمني نشوى النظرات
    وللغواني فيض البسمات
    تائهة أنا في بحر ذكرياتي

    أنت دائي ولست دوائي
    أنت شقائي و لست هنائي
    لست خلتي و حتما أعدائي
    تائهة أنا في خيبة رجائي

    وحيدة رجيمي

    رحيل في ذمة الغياب ـــ للكاتبة الأردنية دينا العزة

    رحيل في ذمة الغياب ـــــــــــ للكاتبة الأردنية دينا العزة 


    حينما احتضنتها بين أَضلعي
    و أًصبحت أكلمها ( لا ترحلي ، عودي )
    لا تتركيني وحيد 
    لا ترحلي ، برحيلك ترحل الأشياء
    آلا تذكرين ،،
    نحن من أشرقنا الشمس في صباح ٍ ، قبلته عطرنا المنسكب على وسادتنا
    و نحن من شققنا الليل بمسامرة السماء
    اهديناه سلالم جنون بطعمنا
    عقدنا الأنامل ، وأبتدأنا يومنا بمشاطرته فطور لذيذ على مائدة عشقنا .
    كل الأشياء ، كانت تنبض حياة
    برحيلك ، تنفطر و تتهدم كل الأحلام
    لم تعود الجدران ترقص . . ولا الصور ملونة 
    تموت غرائزنا ، ينطفأ البركان .
    همسات الدفء على شرفتنا ستلبس الحداد
    تعلن ترملها ، وحيدة تبكي الأطلال
    الشوارع شاحبة لن تزهر 
    لم تعودي ترويها بمرور يعلنها استثنائية ترسم بك الحلم وجدان 
    الزهور ، سيكسوها الرماد تحترق بوبيل الفراق
    شاخت بعد ان كان الصباح اكسجينا في لحظة انبلاجنا .
    الليل نورس يتلقى غذائه اليوم ، من آهات عمقي
    ذاك الذي تربى على الحلم ، ولم يتلقى الواقع أبدا سوى وجعي
    ذاكرتي مؤججة بكل التفاصيل ، واستيقاظي و الأشياء على مهد الفقد
    لعنة تنزع صباحي بركة يوم
    فأبقى أنقب عودتك ، بعطرك الذي لم ينفك عن جذبي .
    اليوم ،، أبكي اوقاتنا ، و كم تمادت الأوجاع بوشم الكتمان حرماني 
    زنزانة قهر ، تهديني البكم ديار
    فانتهى عهد النرجسية خاصتنا و انتهى بموتك من يزلزل الوجدان .
    ملابسي ، مرآتي ، ساعتي الذهبية ، ملابسي
    كلها يتيمه ، لم تعودي زائرتها المدمنه ، تثريها بوطن الحنان .
    تكاثفت أصناف الفقد موحدة
    تكسر العظام فينا ، يكوي ملامحنا . . شقاء ، عناء
    يقتل خافقينا
    يرمي الهدف شباك سقم ، تجز الفرح مضاجعة
    اغتصبت العناق ، وما تبقى سوى ألف من الأشلاء
    و معطف رث جليدي ، قتل الدفء أفتر النيران ، زاد منسوب الغرق
    في ساحة الموت ، ألجمت تراتيلنا .
    كم سيكون الغياب طائي ، ترحلين مخلفة قلبي رماد
    و أنت تعلمي 
    أنك وطني فكيف لي النسيان و الذكرى ستكون لبنة قوية البنيان
    و ظلال الوحدة جوعا ينهش كآبتي
    يزيد التقرح داخلي يوقظ ثورة الأوجاع بمغادرتك
    تاركة ذاتي على طاولة الأحلام .
    كم كنت تزجي الاضطرابات سكون حين تغزي أوصالي
    ولا يتبقى سوى ضجيجك الثائر بي و الغارس أعلامه انتصار
    باحتوائك كل قرقعتي .
    حتى الرياح كانت تجلب حطب موقدتنا
    تحتفل بدفء المكان
    تمسح أي غاصب للوصال ، برحيلك لم تعد تهدينا
    رحيلك أخذ كل الأشياء ، فما عاد شيء سيحتفل فينا 
    رحلت وسترحل الأشياء 

    مشانق وأنوثة الشاعرة دليلة ذيب شقراء الشاوية

    مشانق و أنوثة الشاعرة دليلة ذيب شقراء الشاوية

    =========
    لو تلغى العقد من الحبال؟
    ويقلع عن لعق خصى الحكام...
    وتشطر القسوة
    في قلوب الرجال...
    لاقتربت بموكب أنوثتي
    ووضعت لعربدتي ألف عنوان و عنوان...
    لصنعت من جند المفاتن
    قضية انسان..
    لو أبقى بعيدة عن كسل السؤال؟
    لتطهرت بالثلج المشتعل
    و تحدثت بلسان منهزم...
    عن طيبة أنثى
    سحقت تاريخاً أحمق للرجل الفحل
    و سنابل حصدت بمنجل الشجن..
    لو يقتل الدجّال
    في رحم الخيال...
    وترقص هزيمة رجل أمام
    مشانق أنثى
    تتعطربالدلال...
    سأنحني بلا نفاق
    أنا الأنثى و سأحكم كل الأكوان...

    أرتدي نفسي الشاعرة نجوى العبد الله



    أرتدي نفسي

    أرتدي نفسي
    كل يوم 
    وأتنزه معها 
    كالطفل كما الام 
    أقص عليها 
    وهي تتمطى على فراش الالم 
    كيف للحب لون 
    كيف للشفاه مذاق 
    للجسد ارجوحة روح 
    للمصاطب تاريخ
    أتذكرين كم من المرات 
    تناولنا رغيف الدموع 
    في ذلك البيت الكبير 
    ذي الاشجار الملكية 
    رويدا 
    كل على طريقته 
    مرة على غطاء 
    على جناح الايدي مسافرين
    مرة على التلة مهرولين 
    هنا كانت قبلة 
    وهنا ايضا 
    سرقها
    في نفس الزقاق الغريب
    لص الحنين
    ياترى 
    من يسرق الآن؟

    ثياب القلب للشاعرة نجوى العبد الله

    ثياب القلب 
                للشاعرة نجوى العبد الله


    رحالة بلا صحراء 
    يغادرون 
    ودهشتي 
    تلاحقهم 
    ينسون امتعة روحهم 
    معلقة في خزانة فتياتهم 
    عجبا عليهم 
    يرحلون بصمت 
    ويتركون ثياب القلب مبللة ...
    رحلوا ...
    بعيدا .......
    ايها الانسان 
    سقطوا....بعيدا ..

    حينما ابحث عنك 
    اجد نفسي 
    نائمة في مخمل اميرة 
    تبقى انت 
    سيد قوافل العشق

    الملتقى الروائي السادس للرواية العربية بالقاهرة

    الملتقى الروائي السادس للرواية العربية بالقاهرة
    القاهرة: داليا عاصم
    تحتضن القاهرة الملتقى الدولي السادس للرواية العربية في الفترة من 15 إلى 18 مارس (آذار) الحالي، المنعقد تحت عنوان «تحولات وجماليات الشكل الروائي»، والذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة برئاسة د. محمد عفيفي، وبرعاية وزير الثقافة المصري جابر عصفور.
    وتحمل هذه الدورة اسم الروائي الراحل فتحي غانم، وتكتسب أهمية خاصة حيث تمثل عودة قوية للملتقى بعد توقف دام 4 سنوات، بسبب أحداث ثورة يناير (كانون الثاني) وكانت آخر دوراته قد عقدت عام 2010. وتتميز هذه الدورة برصد التحولات التي طرأت على الرواية العربية عقب الربيع العربي، عبر تفاعل الأدب والأدباء مع التغييرات السياسية والمعيشية التي أحدثتها ثورات الربيع العربي وما أعقبها من أحداث، وتقف على دور المثقف في إحداث هذه التغيرات.
    يحتفي الملتقى الذي بدأت أولى دوراته عام 2002 بفن الرواية وقضايا السرد العربي والإشكاليات المتعلقة به. وتدور المحاور الرئيسية للملتقى هذا العام حول: الرواية وحدود النوع، واللغة في الرواية، وتطور التقنيات الروائية، والفانتازيا والغرائبية، والرواية والتراث، والرواية والفنون، وشعرية السرد، القمع والحرية، وتقنيات الشكل الروائي، والرواية ووسائط التواصل الحديثة.
    ويشارك في الملتقى السادس 250 ناقدًا وروائيًا من 20 دولة حول العالم؛ حيث يشارك من السعودية: عبده خال، ومعجب الزهراني، ويحيى إمقاسم، وإبراهيم الخضير، وحمدان الحارثي، وزينب أحمد حفني، ويوسف المحيميد. ومن العراق: إنعام كجه جي، وعلي بدر، وعذاب الركابي، وبثينة الناصري، وخضير ميري، وظافر كاظم، وغسان نجم عبد الله، ومحسن الرملي. ويشارك من الأردن: محمد شاهين، ونبيل حداد، وإبراهيم نصر الله، وفخري صالح، وسميحة خريس، وشهلا العجيلي، ومن البحرين: فريدة رمضان، ومن سوريا: خالد خليفة، وخليل النعيمي، وخليل صويلح، وصبحي حديدي، وصلاح صالح، ونبيل سليمان، وبطرس حلاق، وسلوى النعيمي. ومن الجزائر: بشير مفتي، وسمير قسيمي، وعز الدين ميهوبي، وواسيني الأعرج. ومن سلطنة عمان: سليمان المعمري، ومن السودان: أمير تاج السر، وحمور زيادة، ومن فلسطين: يحيى يخلف، وفيصل دراج. ومن تونس: حياة الريس، وشكري المبخوت، وكمال الرياحي، والحبيب السالمي.
    كما يشارك من الكويت: إسماعيل فهد إسماعيل، وسعود السنعوسي، وفاطمة يوسف العلي، وليلى العثمان. ومن لبنان: أحمد زين، وبسمة الخطيب، ورشيد الضعيف، وعباس بيضون، وعبده وازن، وعلوية صبح، ولطيف زيتوني، ولنا عبد الرحمن، ونجوى بركات. ومن المغرب: بنسالم حميش، وبهاء الطود، وربيعة ريحان، وسعيد يقطين، وشعيب حليفي، وعبد الرحيم العلام، وعبد العزيز الراشدي، ومحمد آيت لعميم، ومحمد برادة، ومحمد مشبال، والميلودي شغموم. ومن اليمن: إبراهيم أبو طالب، وأحمد مرزوق زين، وعلي المقري، ومحمد الغربي عمران. ومن إرتريا: حجي جابر.
    بينما يشارك من أوروبا وآسيا، إيطاليا: ويمثلها مارتينو بيليتيري، وإليسا فيريرو، ومن كوسوفو: رمضاني أيوب، وبكر إسماعيل. ومن النمسا: سونيا بوما، ومن الهند: موكل كيسافان.
    ويشارك من مصر عدد كبير من النقاد والأدباء، ومنهم: محمد جبريل، ومحمد سلماوي، ويوسف القعيد، ويوسف الشاروني، ونوال السعداوي، وأشرف الخمايسي، وإقبال بركة، وبهاء طاهر، وحمدي الجزار، ووحيد الطويلة، وخالد الخميسي، وزينب العسال، وسعد القرش، وسعيد الكفراوي، وسلوى بكر، وسمير الفيل، وسهير المصادفة، وشريف حتاتة، وشعبان يوسف، ومنير عتيبة، وعبد الرشيد الصادق محمودي، وعبده جبير، وعزة رشاد، وعصام يوسف، ومكاوي سعيد، ومنصورة عز الدين، ومنى الشيمي، وناصر عراق، وهدرا جرجس.
    ويعتبر الملتقى واحدًا من أهم الملتقيات العلمية المتخصصة في مجال الرواية العربية، حيث يطرح الرؤى المختلفة حول حال الرواية العربية والقضايا الإشكالية التي تشغل الأدباء والنقاد، وسوف يتضمن الملتقى هذا العام 5 موائد مستديرة، وهي: «الرواية والخصوصية الثقافية»، و«الرواية الرائجة»، و«الظواهر الجديدة في الرواية العربية»، و«الرواية والدراما»، و«جماليات الواقع الفانتازي».
    ويشهد الملتقى جلسات بعنوان «شهادات وتجارب روائية» يقوم خلالها الروائيون بطرح تجاربهم في كتابة الرواية والمعوقات التي صادفتهم وسبل اجتيازها. وعلى هامش الملتقى تقام عدة فعاليات ثقافية، ومنها: معرض للكتاب لإصدارات وزارة الثقافة المصرية، تشارك به بعض دور النشر الخاصة، وسوف تقام عروض سينمائية لأعمال الراحل الكبير فتحي غانم، الذي تحمل اسمه هذه الدورة تكريما له.
    وفي ختام فعاليات الملتقى يعلن اسم الفائز بجائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي، التي قرر د. جابر عصفور، وزير الثقافة، مضاعفة قيمتها المادية لتصبح مائتي ألف جنيه مصري بدلاً من مائة ألف جنيه، والتيَ فاز بها في دورته الأولى السعودي عبد الرحمن منيف، وفي دورته الثانية حصل عليها المصري صنع الله إبراهيم، وحصد الجائزة في الدورة الثالثة السوداني الطيب صالح، وفاز المصري إدوارد الخراط بالدورة الرابعة، وكان آخر الحاصلين على الجائزة في عام 2010 الأديب الليبي إبراهيم الكوني.
    وكانت الدورة الأولى عام 2002 من ملتقى الرواية قد خصصت لمناقشة موضوع «خصوصية الرواية العربية»، وأهديت إلى نجيب محفوظ بمناسبة مرور 10 سنوات على حصوله على جائزة نوبل في الأدب، وعقدت الدورة الثانية عام 2003 متأخرة عن موعدها الطبيعي بسبب الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة، وقد أهديت الدورة الثانية لاسم إدوارد سعيد، حيث عقدت عقب وفاته بفترة وجيزة، وكان موضوع الدورة الثانية «الرواية والمدينة»، وعقدت الدورة الثالثة في فبراير (شباط) 2005 وأهديت إلى اسم الراحل عبد الرحمن منيف، وعقدت الدورة الرابعة في فبراير 2008 وحملت عنوان «الرواية العربية الآن"، كما عقدت دورته الخامسة في ديسمبر (كانون الأول) 2010 بعنوان «الرواية العربية إلى أين؟».

    تجليات الخطاب في مجموعة الأفعى للشاعر عزوز عقيل دراسة أسلوبية بقلم القاص والناقد إسماعيل دراجي

    تجليات الخطاب في مجموعة الأفعى للشاعر عزوز عقيل دراسة أسلوبية بقلم الناقد إسماعيل دراجي

    أصدرت دار "الآن" للنشر والتوزيع الطبعة الأولى لكتاب "تجلّيات الخطاب"، للكاتب إسماعيل درّاجي، والذي قدّم من خلاله دراسة أسلوبية عن مجموعة "الأفعى" للشاعر عزوز عقيل.

    تضمّن الكتاب فى مقدمته تعريفاً للأسلوب الذى يتميز به النص الشعرى عن سائر النصوص، كالوزن، والتناغم الذى تفرضه اللغة الشعريّة، أما العلم الذى يدرس الأسلوب من خلال تسليط الضوء عليه ودراسته وبيان قوته، ودلالة عناصره فهو علم الأسلوبية.

    ويقع الكتاب فى نحو أربعٍ وتسعين صفحة، تضمّنت أربعَ فصول؛ قدّم فى فصله الأول توضيحاً للأسلوب والأسلوبيّة؛ أهميتها، اتجاهاتها ومجالاتها، ثم التعريف بالشاعر، وهو ابن عزوز عقيل، شاعر جزائرى، صدر له مجموعتان شعريتان، الأولى بعنوان مناديل العشق، والثانية بعنوان الأفعى، وهى المجموعة الشعرية التى جرت الدراسة حولها، وتألّفت من ثمانى عشرة قصيدة، تتوزع مناصفة بين العمودية والحرة.

    قدّم المستوى الصوتى فى أحد الفصول، واستعرض عدة جوانب نذكر منها الوزن والعروض، الروى والقافية، التكرار لكل من: الصوت والكلمة والجملة. ثم كان المستوى التركيبى الذى انطوى على تقسيم الجمل من الجانب النحوى والأسلوبى، وعرض الكتاب فى فصله الأخير المستوى الدلالى والمعجمى.

    تأتى أهمية كتاب "تجليات الخطاب"من كونه دراسة تبرز فنون النص الشعرى وجماليّاته، تنمّى ثقافة القارئ من خلال استطلاع العوامل الفنيّة التى ارتكز عليها الشاعر، وشيّد من خلالها قصائده، وتنقله بين البحور الشعرية، واختياره من الألفاظ والجمل ما يثرى قوام النص ويناسب سيره فى بناء تركيبى فنى محكم.

    وكتب إسماعيل درّاجى على الغلاف الخلفي: صاغ الشاعر عزوز عقيل قصائده فى قالب موسيقى جميل، ونوّع فى شكل القصيدة وكأنه يوازى بين العمودى والحر، كما نوّع فى القافية، ووازى بين الأساليب، فكانت الحركية سمة غالبة فى مجموعته "الأفعى".

    إنّ النص الشعرى لدى عزّوز عقيل حافل بمعجم يتنوّع بين العاطفة والطبيعة، ولا عجب فى ذلك؛ فالعاطفة تحتاج إلى عناصر الطبيعة لتنمّيها وتؤججها. ويُذكر أن الكاتب جزائريّ، حاصلٌ على بكالوريا أدب عربى، وماستر فى تحليل الخطاب. وهو عضو اتحاد الكتّاب الجزائريّين، له مخطوط مجموعة قصصيّة، ودراسات نقديّة، يعمل حالياً أستاذاً للغة العربية.

    ألم الفراق قصيدة للشاعرة حايد فتيحة



    ألم الفراق

    أبكـــي الأحبّــة غـــادروا مُــتنزّلي     من دونهــم مُــلّ المُقـــام بمحفــلي
    عبثـــا أداري حرقـــتي لفـــراقهــم      عبثا أهـــامس عبــــرتي لا تنـزلـي
    ما كنتُ أحسـبُ أن أعـيش غيابهم     ألمــا تجـــــذّر لا محـــالـة قــــاتـلي
    هل يا تُرى ستعــود تحيا مهـــجتي     بعد النّحيب على من كان الأهل لي؟
    لا أستــــلـذُّ تبسّمــا بــل أكـــتــوي     من نار ضحكـــات الورى المتفــائل
    لا يدركـــون فجيعــتي ما حجــمها      لا ينثنـــون يجـــرّحــون بمقــتـــلي
    ويقــول لي الملأ اصبري وتجـلّدي     رحــل الكــثيـــرُ أعـــزّةً فتحمّــــلي
    لســتِ الأخيرة فـــارقت سنــدا لـها      باتـــت تعـــــدّده و لســــــتِ بـأوّل
    عجـــبا لــهم يستعظمـــون تـألّمــي     و يهوّنون مصيـــبتي كي تنجـــلي
    بل يستـــحيل تقبّــــلي لرحــــيـــلهم     كيــف لهم ما يطلبون و كيف لي؟
    لكـــنْ أعــــود إليـــك ربّي خـــالقي    و رجــائي منـــك عفوك لتـجاهلي
    لا أطلــــب ردّ القضــاء فلـيس لـــي    إلاّ تقـبّــــــل أمــــــرك المــــــتنزّل
    أنت العـــليم بخيــــر ما تأتـــــي بـه     فالْـــــطفْ بنــا في كلّ ما به تبتلي



    الأستاذة: حايـــد فتيــحة

    حنين قصيدة للشاعرة حايد فتيحة

    حنـــــــــــين

    عوّدتَــــني رؤياك دومــًا زائــري     عــوّدت روحي تستهيـم و ناظرِي 
    ألفتْ جوارحـــي كلّها همســــاتِك      ألفـــتْ يراعـــك كاتبًا لخواطرِي 
    ألبسـْـتني ثـوب حنـــــانك مانحــا      دنيـاي طعمـــا قد ألـذّ ســرائرِي
    وعرجتَ بي درج العـلا فرفعتني      للقمّـــــــة العليــاء رفــــع حرائرِ
    و وعــدتني وعــد الرّجـال بأنّــك      تحمي حمــاي مؤانسا لمشـاعرِي
    تعلي شـــؤوني تعتنــي بقصيـدتي    و تــــقودني نحو السّـــمو البـــاهرِ 
    لكنّــــك لمّــا ملكتـــه خـــافقــــي   رمت الرّحيل ورحت تكسر خاطرِي
    و قطعتني وسط الدّروب شـــريدة     ملتــــاعة لا تستبيـــــن مظــاهرِي
    يا لوعتي أنّـــى تزول مواجعي؟!      أورثــــتني ألمــا بحــــزن ضــامرِ
    كيف التّــــجلــد دونك يا قاهـري؟     و تعلّقــــي باد كشـــــعر ضفـائرِي
    ما حيلتي كيـــف تعود لمــهجتي؟     كيف السـّـــبيل إلى إيابك شاعرِي؟
    هل أستفيــــض الدّمع علّك تنثنـي     عن عـــــزمك النّأي بقلـــب حائرِ؟
    أم أستـــعين بــذكريــــاتي علّـــها     تُحيي الفــؤاد بنبض حبّي الطّاهرِ؟
    بل وُجهتي نحــــو الكــريم بفضله     أدعـــوه ربي دائمــــا هو ناصرِي
    و سأنحــــني بتواضعٍ لقضــــائـــه    و ســــأومن دومــًا : أليس بقادرِ؟

    الأستاذة: حايد فتيحة / عين وسّارة 

    قراءة في كتاب مسرح الطفل التجربة والأفاق

    قراءة في كتاب مسرح الطفل التجربة والآفاق

                                                     للكاتبة راقية بقعة
    يمثل هذا الكتاب الصادر عن دار الفيروز للانتاج الثقافي للكاتبة والقاصة بقعة راقية إضافة هامة للمكتبة المسرحية الجزائرية عموما وإلى مكتبة الطفل خصوصا، فالمسرح مظهر من مظاهر الحضارة في أي أمة من الأمم، فهو ليس وسيلة ترفيه أو متعة فحسب، وإنما هو قبل كل شيء أداة تنوير ، ووسيط هام لنقل الإرث الفكري عبر العصور ، ومن مجتمع لآخر،وهو الذي سيثير في الأمة الحداثة والتجديد المستمرين،ولاأدل على ذلك المقولة القائلة" أعطني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا"
    لقد قسمت الكاتبة دراستها إلى خمس فصول بالإضافة طبعا إلى المقدمة والخاتمة.
    المقدمة:
    أول ما يستوقفنا في مقدمة الكتاب هو الإشارة إلى صعوبة الكتابة لهذا الملاك الصغير ذو الاحساس المرهف الذي يجعله يميز بين الزائف والحقيقي كما تقول الكاتبة المؤلفة.
    وهنا نتذكر قول المسرحي الألماني برتولدبريخت:" من السهل الكتابة للأطفال لو أنهم سيظلون أطفالا، لكنهم يكبرون".
    كذلك أشارت المؤلفة إلى أن المسرح يجعل الطفل يقبل بالأوامر والنواهي، ويتبنى تلك الأفكار لأنها غير مباشرة ، والمسرح يوجه سلوكه ويحسنه بطريقة لا يحس فيها بأنه مقيد .

    الفصل الأول
    ظهور مسرح الطفل:
    تعرضت المؤلفة إلى بدايات ظهور مسرح الطفل على يد الأديب الشهير مارك توين من خلال كتاباته الكثيرة عن أدب الطفل، وخاصة مسرح الطفل ومقولته كافية للدلالة على ما كان يوليه من عناية للكتابة الخاصة بمسرح الطفل" إن مسرح الطفل هو أعظم الاختراعات في القرن العشرين وأقوى معلم للأخلاق ، وخير دافع إلى السلوك الطيب، لأن دروسه لا تلقن بالكتب بطريقة مرهقة ، أو في المنزل بطريقة مملة ، بل بالحركة المتطورة التي تبعث الحماس وتصل مباشرة إلى قلوب الأطفال، فإنها لا تتوقف في منتصف الطريق بل تصل إلى غايتها".
    كما عرجت المؤلفة إلى هذا الفصل على بدايات ظهور المسرح في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم العربي وأهم الأعلام الذين كتبوا للطفل مسرحيات، وأشهر هذه المسرحيات التي تبني على عناصر لا بد منها:مثل الفكرة التي هي أساس العمل المسرحي ويمكن اعتبار البطولة من أهم الأشياء التي تشد انتباه الأطفال، ثم البناء الدرامي الذي يتعلق بالعرض المسرحي،طوله، قصره، حواره، زمانه، مكانه، وعقدته. هذه العقدة التي تعني التداخل والتشابك في الأحداث التي تواكب مستوى الطفل فهي عمود المسرحية كما تقول المؤلفة...وكلما كان التشويق كان تركيز الطفل كبيرا...ويتجلى جمال المسرحية في الصراع الذي يحدثه تداخل الأحداث.
    كما أن للشخصيات دور في إنجاح المسرحية، فالشخصية ينبغي أن تكون بسيطة غير معقدة، على قدر من الذكاء والحيوية والمرح، وبعد هذه العناصر نجد الحوار حيث تكون ألفاظه دقيقة واضحة تتناسب مع الشخصية ونفسيتها.
    وعن لغة المسرح عرضت المؤلفة عدة آراء لمختصين أجمع أغلبهم أن تكون الفصحى المبسطة مع مراعاة المستويات اللغوية ومراحلهم العمرية.

    الفصل الثاني :
    نشأة المسرح:
    أشارت المؤلفة إلى أقدم التمثيليات الفرعونية التي اهتمت بالآلهة والتعبير عن الأساطير، كما أن هناك من يرى أن نشأة الدراما تعود للإغريق وانتقل تأثيرها إلى الرومان الذين قاموا بالترجمة والتقليد.
    أما المسرح العربي: فقد ظهر في مصر على يد مارون النقاش في مسرحيته البخيل، المستوحاة من مسرحية موليير ثم البدايات الأولى في كل من سوريا ولبنان والجزائر.
    كما لم يفت الؤلفة أن تشير في هذا الفصل على المراحل التي مر بها المسرح العربي وهي المحاولات الأولى ـ الترجمات ـ مرحلة التأريخ للوطن العربي ـ مرحلة الواقعية.
    الفصل الثالث:
    المسرح في الجزائر:
    في هذا الفصل أشارت المؤلفة إلى ظهور المسرح الجزائري ، كان بسيطا ببساطة الشعب الجزائري انطلاقا من المداح الذي يطرح قضايا مهمة بأسلوب شيق وممتع وإلى تأثره بعد ذلك بفرقة جورج الأبيض في بعث المسرح الجزائري سنة 1921.
    أما مسرح خيال الظل أو ما يعرف بالقاراقوز الذي اندثر بعد منعه من طرف الاستعمار ...
    أما في عام 1926 فقد ظهرت بوادر المسرح الهزلي على يد رشيد القسنطيني وعلالو ومحي الدين بشتارزي بسكاتشات في طابع فكاهي هزلي.
    بعد ذلك عرف المسرح الجزائري الترجمة، بحيث أنها كانت اقتباسا أ و تحويل، ومن الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية كاتب ياسين وحولت كتاباتهم إلى اللغة العربية مثل: الجثة المطوقة ، نجمة... وواصلت المؤلفة في هذا الفصل سرد سيرة المسرح الجزائري : أعلامه ومشاركاته وتتويجاته.
    الفصل الرابع:
    المسرح المدرسي:
    أشارت المؤلفة إلى مقاصده التربوية وغاياته التعلمية والوظيفية التي نسعى لطرحها، وذلك باستغلال علم التربية الذي يقول أن الطفل يمر بأحلام اليقظة فتراه يحب أن يطير مثل الفراشة ، ويسبح مثل السمكة فإن وجد منا كبتا أو سوء معاملة فإن هذا يحبطه ويخلق منه شخصية انطوائية غير واثقم في نفسها، وأفضل توظيف لأحلام اليقظة هذه التمثيل فيعبر عن رغبته في المغامرة من خلال شخصيات الأبطال ، وتؤكد الدراسات أن التخيل لدى الطفل لا يؤدي إلى تقليل العدوانية فقط بل يميعها أيضا، كما أن المسرح يحارب الخجل وهنا لأتذكر قصة قرأتها ذات مرة تتحدث عن ولد يستقبل أحد أصدقاء والديه عندما طرق الباب ،فأخبره الولد بأنه غير موجود وهم بإغلاق الباب ثم تراجع عن ذلك قائلا في نفسه لعل هذا الزائر أتى من مكان بعيد ليرى أبي، فمن غير اللائق أن أتصرف معه هكذا...بقية القصة هذا الولد يتمنى أن يكون ممثلا لكنه خجول....
    في هذا الفصل طرحت المؤلفة اشكالية اللغة التي نكتب بها المسرحية، فانحازت إلى اللغة البسيطة التي يفهمها الطفل والخالية من التعقيدات ، وبعدها تعرضت إلى بدايات المسرح المدرسي في العالم العربي بعد ذلك أشارت إلى أهمية المسرح المدرسي في توجيه سلوك التلميذ وتقييم أخلاقه.
    إن ذكر المسرح المدرسي يتطلب منا ذكر المسرح وخصوصية كل نوع ، ومسايرته للمراحل العمرية للطفل لأن كل مرحلة تمتاز بنوع معين من العروض ونفس الشيء بالنسبة للألعاب ، وهذا استنادا إلى الدراسات النفسية التي تختص بالطفل تؤكد المؤلفة.
    وفي نهاية الفصل تفصل المؤلفة في عناصر العرض المسرحي داخل المدرسة ، وهذه العناصر التي تجعله فاشلا أو ناجحا بدءا بالديكور ثم الملابس فالمكياج الموسيقى والإضاءة...
    وسجلت المؤلفة هذا الفصل بخلاصة ميدانية مفادها غياب المسرح المدرسي رغم معرفة المربين بأهمية المسرح.
    الفصل الخامس
    مسرح الطفل في الجزائر:
    أشارت فيه المؤلفة إلى ظهور مسرح الطفل منذ الثلاثينات تأليفا على يد محمد العيد آل خليفة ومحمد الصالح رمضان وأحمد رضا حوحو ، وأحمد بن ذياب ، كما ترى المؤلفة أن فترة السبعينات والثمانينات كانت من أنشط المراحل نتيجة للدعم الحكومي للإبداع المسرحي الموجه للطفولة....
    هذه الفترة التي عرفت نشأة الفرق المسرحية على غرار أول فرقة مسرحية للطفل سنة 1967 بباتنة التي قدمت عدة عروض ناجحة.. ثم توالت الفرق المسرحية في كامل التراب الوطني في عنابة والجلفة....
    إن دراسة الأستاذة راقية بقعة جاءت لتسد هذا الفراغ الحاصل في عدم الاهتمام بأدب الطفل عموما ومسرح الطفل خصوصا، وهذا ما يبعث على التفاؤل ويشجع على ضرورة الاهتمام بالمسرح المدرسي.



                                                                            الأستاذ : بن مريسي قدور